(إعداد .. توفيق صولاجي) الرباط – تعيش السباحة الوطنية وضعا استثنائيا بعدما احتجبت المسابقات القارية والدولية منذ مارس الماضي بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، وباتت أكبر الهواجس عدم المشاركة في الألعاب الأولمبية، التي لم تغب عنها منذ أول حضور في دورة سيدني 2000. ومع استحالة ممارسة رياضة السباحة في غير الأحواض المخصصة سواء للتداريب أو المسابقات الرسمية (مسابح أولمبية)، يمكن اعتبارها من أكبر الرياضات المتضررة خلال فترة الحجر الصحي، حيث يفتقد الممارسون للمسابح، بعدما اكتفوا بتداريب منزلية، تركز بالدرجة الأولى على الجانب البدني، وتفادي زيادة الوزن. ولعل ما يظهر مدى تأثر رياضة السباحة بوباء كورونا، قرار الاتحاد الدولي للعبة إرجاء إقامة بطولة العالم إلى غاية سنة 2022، بعدما كانت مقررة في صيف 2021. وعلى خلاف العديد من الأنواع الرياضية التي تم السماح لها بمزاولة أنشطتها كليا أو جزئيا وفق إجراءات محددة حفاظا على صحة الممارسين والأطر، لازالت رياضة السباحة تنتظر قرارات مماثلة صادرة عن السلطات أملا في تخفيف هامش الأضرار، وبالتالي القدرة على العودة إلى الواجهة على الساحة العربية والإفريقية. وقال رئيس الجامعة الملكية المغربية للسباحة، إدريس حاسا، إن لا أحد، وحتى أكثر المتشائمين، كان يتوقع أن تتجاوز مدة الحجر الصحي، الذي فرضته التدابير لتفادي تفشي فيروس +كوفيد+19+، الشهر الواحد لتتم بعدها مواصلة الاستعدادات التي سطرتها الجامعة في أفق المشاركة في مختلف الاستحقاقات وخاصة منها العربية والإفريقية. اقرأ أيضا: تنظيم دورة تكوينية للحصول على دبلوم "كاف برو" بمركب محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة وأوضح ،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الجامعة سطرت برنامجا للتداريب المنزلية وتم توزيعه على جميع الجمعيات والأندية الرياضية على أمل العودة سريعا للممارسة الطبيعية، وارتكز على التمارين البدنية للحفاط على اللياقة البدنية مع تعذر نزولهم إلى المسابح بعد إغلاقها إثر توقف الأنشطة الرياضية بالمملكة على غرار باقي بلدان العالم. لكن للأسف، يضيف السيد حاسا، جرت الأمور عكس ما كان متوقعا وظلت المسابح موصدة الأبواب، رغم بصيص الأمل الذي لاح مع قرار السلطات تخفيف القيود عن بعض الرياضات والترخيص للقاعات الرياضية بفتح أبوابها أمام المنخرطين، و"ما زلنا ننتظر أن يطالنا هذا القرار". وقال إن الجامعة أجرت العديد من الاتصالات مع بعض الدول العربية والأوربية الجارة، التي سمح لسباحيها بمزاولة أنشطتهم منذ شهرين، للوقوف على مدى خطورة العودة إلى المسابح من عدمها، وتبين أنه لم يتم تسجيل أية حالة إصابة بالفيروس في صفوف منتخباتها. وأوضح أن الأمر يرجع بحسب المتخصصين وبناء على تجارب هذه البلدان، إلى كون مياه أحواض السباحة والتي توجد فيها مادة "الكلور"، لا تنقل الفيروس بل قد تقضي هذه المادة عليه. وشدد رئيس الجامعة على أنه تم وضع تدابير احترازية في حالة السماح للسباحين وخاصة عناصر المنتخب الوطني، التي ما زالت تنتظرها العديد من المحطات، ومنها الاقتصار على ممرات أقل في المسبح وعدم السماح باستعمال مستودعات الملابس والتعقيم المستمر للفضاءات الرياضية المخصصة للتداريب. من جهة أخرى، أكد السيد حاسا أن رياضة السباحة تتطلب تداريب خاصة ومستمرة للحفاط على المؤهلات التقنية والبدنية، مضيفا أنه يتعذر على السباحين في ظل التوقف لمدة طويلة، العودة سريعا إلى مستواهم المعهود، بل يتطلب ذلك أكثر من شهرين مع اعتماد تمارين مكثفة وشاقة. وقال إنه إذا ظل الوضع على حاله واستمر التوقف لأزيد من ستة أشهر فسيحكم على جيل بكامله من السباحين بالضياع. اقرأ أيضا: " ألو لا ماب" في حلقة جديدة مع سفير إسبانيا بالمغرب، ريكاردو دييز هوشلايتنر رودريغيز وتابع، أن الجميع في حالة ترقب وانتظار، رغم أن الموسم يمكن اعتباره انتهى لكون الجامعة لم تتمكن من تنظيم بطولة المغرب بمحطتيها الأولى والثانية فضلا عن منافسات كأس العرش، والتي تعد كلها محطات إعدادية للبطولات العربية والإفريقية، وفرصة للسباحين المغاربة للحصول على الحد الأدنى الذي يخولهم المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو. وخلص رئيس الجامعة، إلى أنه مع استحالة العودة إلى المسابقات في ظل الوضع الراهن، يتبقى الأمل معقود على السباحين المغاربة الممارسين خارج الوطن، الذين يشكلون النواة الأساسية للمنتخب الوطني والمقيمين على الخصوص بفرنسا وكندا والولايات المتحدةالأمريكية، لإنقاذ ماء وجه السباحة الوطنية وتفادي الغياب عن الاستحقاقات القادمة وفي مقدمتها أولمبياد اليابان. ويذكر أن رياضة السباحة المغربية شاركت لأول مرة في الألعاب الأولمبية في دورة سيدني 2000 من خلال السباح سعد الخلوقي، الممارس آنذاك في صفوف نادي الوداد البيضاوي.