يستغرب الكثيرون لكون مدينة ساحلية كأكاديرالتي تتوفر، هي والمنطقة المحيطة بها، على أجمل الشواطىء وطنيا، لكنها بالمقابل تعرف غيابا يكاد يكون تاما لرياضة تنعت عادة بأنها أم الرياضات المائية، وهي السباحة. بل إن هناك مفارقة في هذا الصدد تكاد تميز المغرب ككل وتتمثل في تواضع حضور رياضة السباحة في بعض المدن الساحلية مقارنة بتواجدها اللافت والمتميز في مدن داخلية، كمكناس مثلا، التي أنجبت عبر تاريخها الرياضي سباحين متميزين. فماذا عن رياضة السباحة بأكادير؟ لقد دخلت هذه الرياضة في حكم الغائبين منذ تم الإجهاز على معلمة رياضية، وتاريخية كذلك، هي النادي البحري لأكادير والذي كان عبارة عن مركب رياضي تمارس بعض الأنواع الرياضية ككرة السلة، وكرة اليد، والسباحة طبعا، حيث كان يتوفر هذا النادي على مسبح كانت تمارس فيه المسابقات. لكن هذا النادي، الذي كان يتواجد في عقار خصوصي وسياحي، سيتم إلحاقه بأحد الفنادق لتفقد السباحة التنافسية أحد فضاءاتها الأساسية. وتجدر الإشارة إلى أن السباحة كانت تمارس كذلك بأكادير، وقبل كارثة الزلزال، بمدار حوض الميناء التجاري للمدينة الذي كانت تجري به مسابقات على مسافة طويلة، كان يشارك فيها سباحون من مدن مجاورة كالصويرة مثلا. فالأمر كان يتعلق بسباق هام رسخ السباحة كنوع رياضي كانت له أهميته بأكادير إلى جانب أنواع رياضية أخرى كانت تمارس قبل الزلزال واختفى بعضها بعد ذلك كسباق السيارات، والملاكمة، والدراجات، وكرة السلة وغيرها. وطبعا إلى جانب السباحة تشهد أكاديرحضور رياضات مائية أخرى، بعضها لم يظهر إلا حديثا كالركمجة، أو رياضة ركوب الموج، والدراجات النارية المائية ( جيت سكي)، والذي يمثله بالمنطقة النادي الملكي الذي تأسس خلال السنوات الأخيرة، وتحديدا منذ منتصف عقد التسعينات من القرن الماضي، وقد تمكن أبطال هذا النادي، شبانا وكبارا، من تحقيق نتائج جيدة وألقاب وطنية. أما بالنسبة لرياضة ركوب الموج والتي تمارس بإيموران والشواطىء المجاورة التي تكون الأمواج فيها قوية وعاتية، فهي تعرف حركية كبيرة. وقد سبق لأكادير، وتحديدا شاطىء إيموران، أن احتضن عدة مسابقات وطنية ودولية. كما يتواجد بإيموران نادي يمثل هذا النوع الرياضي هو سجمعية السورف لإيموران». وتضاف إلى هذه الأنواع من الرياضات المائية نوع يمكن اعتباره متجذرا بأكادير، ونقصد به الزوارق الشراعية. فمنذ عقود كانت تتواجد بأكادير قاعدة بحرية تابعة للشبيبة والرياضة، وكانت تعلم الأطفال الركوب على الزوارق الشراعية. واستمرارا لهذا التقليد الرياضي أصبح الأطفال اليوم يمارسون هذه الرياضة، بكل أنواعها وفئاتها، داخل النادي البحري لأكادير والذي يعتبر من الأندية الرائدة وطنيا في هذا المجال. فهذا النادي الذي يرأسه الرئيس الحالي للجامعة الملكية المغربية للزوارق الشراعية السيد أحمد بلودان، يتوفر على مدرسة لتكوين الأطفال واليافعين، وبالمجان، وذلك في أصناف «التفاؤل»، واللازر بنوعيه الراديال وستاندار. ويوفر هذا النادي لمنخرطيه كل شروط الممارسة من زوارق ومعدات السلامة. كما تمارس في إطار هذا النادي رياضة أخرى هي الألواح الشراعية، والتي سبق للنادي أن فاز فيها بلقب البطولة الوطنية. كما تمكن أحد عناصره ممن حازوا صيتا دوليا، ويتعلق الأمر بالبطل رشيد الروصافي الذي يرجع إليه فضل شرف تمثيل المغرب لأول مرة في الألعاب الأولمبية، وذلك خلال دورة سيدني بأستراليا. وعموما فالرياضات المائية بأكادير تشق طريقها في صمت، وبإصرار كذلك، لتبقى رياضة السباحة هي وحدها التي تستدعي جهدا خاصا يعيدها إلى الواجهة. وهو الأمر الذي وعاه فيما يبدو المجلس الجماعي لأكادير الذي برمج مشروع بناء مسبح أولمبي سيرى النور قرب القاعة المغطاة «الإنبعاث». كما ينوي المسؤولون الجماعيون بأكادير إنشاء مسابح للقرب بكل من تيكيوين، وأنزا، وبنسركاو.