لثاني مرة في تاريخها (بعد سنة 2004)، تحتضن مدينة الدارالبيضاء في الفترة ما بين 13 و19 شتنبر الجاري، البطولة الافريقية للسباحة تحت عنوان كبير «على ايقاعات المياه الافريقية». الدارالبيضاء لم تكن مرشحة اصلا لهذه التظاهرة القارية، لكن لاسباب أمنية وسياسية. قررت الكونفدرالية الافريقية للسباحة منح العاصمة الاقتصادية حق استضافة هذه المحطة الرياضية عوض كينيا التي كانت ستستضيف السباحين والسباحات الافارقة. الجامعة الملكية للسباحة ولاعلان الانطلاق الفعلي لهذه التظاهرة، عقدت ندوة صحفية بالدارالبيضاء، أكدت فيها ان المغرب ، يراهن من خلال هذه المحطة الرياضية الافريقية، على أن يكون في مستوى التنظيم الذي تعرفه العديد من التظاهرات الدولية الكبرى، خاصة على مستوى النقل التلفزي الذي مازال المغرب لم يخطو فيه خطوات مهمة عكس الدول الاخرى، التي يمنح النقل التلفزي فرصا ناذرة للاستمتاع بهذه الرياضة التي تحتل مكانة مرموقة داخل خريطة الرياضات الاولمبية. وهذا لن نتمكن من الوصول إليه - يضيف السيد توفيق الابراهيمي رئيس الجامعة- الا عن طريق التجهيزات الالكترونية ذات الجودة العالية. الرهان الثاني، الذي تريده جامعة السباحة ملامسته والانكباب عليه خلال البطولة الافريقية العاشرة، توسيع دائرة الاهتمام بهذه الرياضة التي تعرف عددا محدودا من الممارسين ، لايتحدى ال 4000 رخصة، وهو رقم ضعيف جدا مقارنة مع فرنسا مثلا التي يفوق عدد الممارسن بها الى حدود 150 ألف. من هنا تتقاطع العديد من الطموحات مع الواقع الذي يفرز العديد من الحاجيات، وفي مقدمتها البنية التحتية الضعيفة جدا والتي تؤثر بشكل كبير على توسيع الدائرة ونموها وتطورها، اذ ظلت السباحة المغربية في العشر سنين الاخيرة، عند حدود المتوسط، مع استثناءات قليلة جدا. المنظموم لهذه التظاهرة الافريقية العاشرة، وقفوا عند بعض الارقام التي ستعرفها البطولة، فعدد البلدان الافريقية المشاركة، سيصل الى 20 دولة وهو رقم قياسي، لم يسبق ان عرفته هذ البطولة منذ انطلاقتها بالعاصمة المصرية القاهرة سنة 1974، وستشارك هذه الدولة ب 200 سباحة وسباح. هذا الرقم يوازيه رقم آخر، اذ أنه ولضمان النجاح لهذه التظاهرة الافريقية، ستستعين الجامعة بحوالي 450 مساهما، من مؤطرين وحكام وميقاتيين. وبخصوص التنافس على اللقب الافريقي، ستعرف البطولة اجراء 42 سباقا، منها 40 سباقا داخل القاعة المغطاة التابعة لمركب محمد الخامس، ومسابقتين في المياه المفتوحة، والتي سيحتضنها شاطىء سيد العابد بتمارة وذلك يوم 19 شتنبر الجاري. وعلى مستوى المنتخب الوطني للسباحة، أكد المنظمون ان بلادنا، ستكون ممثلة بفريق متكون من 17 عنصرا ، من بينهم ثماني سباحات، ويوجد على رأس الاسماء المشاركة، كلا من بلال أشلحي، مراد برادة، نفيسة الشبيهي، أمين قوام، ونجمة السباحة المغربية سارة البكري التي كانت حاضرة في اولمبياد بكين، بالنظر الى الارقام التي كانت تتوفر عليها وبالنظر الى مستواها الجيد. وتجدر الاشارة في هذا الباب، الى أن رياضة السباحة، اختيرت من طرف اللجنة الاولمبية المغربية، لتكون من ضمن الرياضات الست التي استفادت ماديا ومعنويا، للتحضير الجيد لأولمبياد لندن سنة 2012. ولم يخف المسؤولون الجامعيون، رغبتهم في أن يصعد المغرب الى منصحة التتويج الافريقية، بالنظر الاستعدادات المكثفة التي خضع لها السباحون والسباحات المغاربة، في الاشهر الماضية، رغم الحضور القوي لبعض البلدان الافريقية، خاصة مصر وتونس، وهما البلدان اللذان يسجلان باستمرار حضورا قويا، يمكنهما دائما في ان يظلا محتفظين بصدارة القارة.