هدد العمال السابقون لدى مفاحم المغرب، في جرادة، المصابون بداء السيليكوز باستئناف معركتهم / اعتصامهم في حال استمرار مسؤولي وزارة الصحة في الإقليم في التماطل والتسويف في الاستجابة لمطالبهم العادلة والمشروعة. وحمّل العمال المندوب الإقليمي لوزارة الصحة، في جرادة، مسؤولية كل ما يمكن أن يحدث نتيجة تهاونه في تنفيذ بنود الاتفاقات المبرمة معهم، مؤكدين استعدادهم للعودة إلى اعتصامهم، وبأشكال أكثر تطورا، في حال تراجع المسؤولين "عن التزاماتهم كما أقروا بها ووقعوا عليها بالاتفاقيات والمحاضر". وكان الرأي العام المحلي والوطني قد تابع باهتمام كبير اعتصام هؤلاء العمال، لمدة وصلت إلى ثلاثة وثلاثين يوما "في ظروف صحية ومناخية بالغة القسوة"، والذي علق في انتظار التنفيذ الكامل لمضامين الاتفاقية الاجتماعية، وكذا مضمون المحضر الموقع بينهم وبين الجهات الوصية يوم 30 نونبر الماضي، الذي جرى في أعقابه تعليق الاعتصام، والقاضي بالإبقاء على الوحدة الصحية "ابن رشد" مفتوحة في وجه مرضى السيليكوز لتقديم الخدمات الاستشفائية اللازمة لهم، مع تجهيزها بما يلزم من أدوية. وأكد هؤلاء العمال أن المسؤول الأول عن الصحة في الإقليم، "مازال متعنتا" معهم و"كأنه فوق القانون"، وذلك من خلال: - عدم توفيره العدد الكافي من الأطباء والأطر الصحية لمتابعة حالتهم الصحية، داخل الوحدة الصحية "ابن رشد"، - عدم تجهيز الوحدة بالوسائل اللوجستية الكافية للعمل، -عدم توفير سيارة إسعاف مشتغلة مع سائقها ورقم هاتفي دائم للرد على المكالمات الطالبة للنجدة العاجلة لمرضى السيليكوز، والاستجابة الفورية لهم، وعدم توفير الأدوية الخاصة بهم، وقنينات الأكسجين، خصوصا المحمولة منها مع مستلزماتها، فضلا عن عدم تحمله لمسؤوليته في ضبط السير المستمر والمتواتر للوحدة الصحية المذكورة. يذكر أن قناة "فرانس24" زارت مدينة جرادة، في وقت سابق، وأنجزت ريبورتاجا مصوراعن ظروف الاستغلال القاسية التي يعيشها عبيد الفحم "عمال الساندريات"، كما اتصلت بعمال مفاحم جرادة، المصابين بالسيليكوز، المتجمهرين أمام الوحدة الصحية "ابن رشد"، لمعرفة مشاكلهم، غير أن المندوب الإقليمي لوزارة الصحة، حاول استغلال تواجد كاميرا القناة الفرنسية، ليزعم أن الأحوال عادية وأن كل شيء على مايرام، لكن يقظة العمال، وتدخل ممثلهم السيد محمد عفاك فوت عليه الفرصة.