أثار فيلم المخرج الفرنسي الجزائري رشيد بوشارب "خارجون عن القانون" الذي تم اختياره في فئة الأفلام المتنافسة على جائزة "السعفة الذهبية" في مهرجان كان السينمائي، جدلا وسط فرنسا بسبب تصريحات نائب من الحزب اليميني الحاكم ليونيل لوكا الذي يندد ب"تزوير" لأحداث تاريخية تتعلق بمجزرة سطيف في الجزائر في أيار/مايو 1945. ويروي فيلم بوشارب، الذي أخرج فيلم "سكان أصليون" في 2006 والذي تقاسم أبطاله ومن بينهم جمال دبوز وسامي بوعجيلة وسامي الناصري ورشدي زم جائزة "أفضل ممثل"، يروي قصة ثلاثة إخوة جزائريين قدموا إلى فرنسا بعد أن نجوا من مجزرة سطيف. وحين وصولهم إلى البلد المستعمر، انضموا إلى صفوف المدافعين عن استقلال الجزائر. "فيلم بوشارب فيه أخطاء ومفارقات تاريخية عديدة وضخمة" ويعيب النائب الفرنسي ، في اتصال هاتفي مع فرانس24، النظرة التي يصور من خلالها المخرج مجزرة سطيف 1945، والتي اندلعت إثر خروج آلاف الجزائريين إلى الشارع في مسيرة مطالبين بالاستقلال. وقام ليونيل لوكا، الذي لم يشاهد الفيلم، بل فقط استمع لحوارات صحافية أجراها بوشارب بخصوص فيلمه، باتصال بسكرتيرية الدولة المكلفة بشؤون الدفاع وقدامى المحاربين للإطلاع على سيناريو الفيلم، مما دفع الأخيرة إلى طلب استشارة من مصلحة التاريخ التابعة لوزارة الدفاع الفرنسية لإبداء رأيها بخصوص السيناريو من الناحية التاريخية. وقد صب رأي الجنرال جيل روبير، رئيس مصلحة التاريخ، في اتجاه تصريحات ليونيل لوكا إذ أشار في تقرير اطلعت عليه قناة فرانس24، إلى وجود "أخطاء ومفارقات تاريخية عديدة وضخمة جلية لأي مؤرخ". وبالنسبة إلى جيل روبير، فإن "المخرج يريد أن يقول للمشاهد أنه بتاريخ 8 مايو/أيار 1945 في سطيف، أن مسلمين تعرضوا للقتل، بطريقة عمياء، على يد أوروبيين، في حين أن ما وقع في ذلك اليوم، هو مخالف تماما لما جاء في الفيلم(...) وهذا الطرح معترف به من طرف جميع المؤرخين (...) إذ أن الأوروبيين قاموا بما قاموا به ضد المسلمين، في محاولة للرد على المجزرة التي راح ضحيتها أوروبيون". ويقول النائب الفرنسي، "أنا لست ضد عرض فيلم بوشارب في فرنسا. لا أريد فقط أن يقدم على أنه فيلم فرنسي، لأن ذلك معناه أن فرنسا توافق على ما جاء في الفيلم... السيد بوشارب له الحق في التعبير عما يعتبره الحقيقة، لكن حقيقته ليست هي حقيقة فرنسا...لا يمكن أن نقبل أن يقول الفيلم أنه كان هناك ضحايا من جهة وأوباش من جهة أخرى...هناك ضحايا من الجانبين ويجب احترام مشاعر عائلات ضحايانا أيضا. وفي تعليق على ما نشر من مقاطع من تقرير جيل روبير في وكالة الأنباء الفرنسية، قال المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا أن ما قاله جيل روبير "هو بالفعل ما حدث". وأضاف "أنا لم أطلع على التقرير وبالتالي لا أعرف إذا كان تحدث كذلك على أن أول ضحية سقطت إثر إطلاق الرصاص كان شابا جزائريا مسلما يحمل العلم الجزائري، وهو ما أدى بالفعل إلى تعرض الأوروبيين إلى القتل بعد هذا الحادث". بوشارب: "سوف نكشف كل شيء من خلال هذا الفيلم" ويضيف ستورا أنه "يجب الاحتياط لأن انتقادات جيل روبير كانت موجهة إلى سيناريو الفيلم وليس إلى الفيلم بعينه، ونعرف جيدا أنه غالبا ما يكون هناك اختلاف بين السيناريو والفيلم بعد إخراجه". وفي حوار أجرته جريدة "الوطن" الجزائرية مع مخرج الفيلم صيف 2009، قال بوشارب إن الفيلم "يستغرق ساعتين ونصف ...وكلف مبلغ 19.5 مليون يورو". وأضاف بوشارب أن "خارجون عن القانون سيكشف عن حقيقة تاريخية بقت حبيسة الخزائن". وأضاف "سوف نكشف كل شيء من خلال هذا الفيلم". ويشارك فيلم "خارجون عن القانون" في فئة الأفلام المتنافسة في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي المنعقد من 12 إلى 23 مايو/أيار، بألوان العلم الجزائري، بالرغم من حصوله على تمويل فرنسي بلجيكي جزائري. كما ستشهد المسابقة الرسمية لمهرجان كان هذه السنة مشاركة فيلم فرنسي آخر حول الجزائر يتطرق إلى قضية رهبان تيبحيرين، وهم سبعة رهبان خطفوا وقتلوا في الجزائر في آذار/مارس 1996. عن فرانس24