تعود الزميلة حنان الهاجري إلى معانقة صفحات الحدود المغربية بكتاباتها الأنيقة،التي تحمل الكثير من السخرية الهادفة،مترجمة بذلك مستوى حرية التعبير الذي تتمتع به اليوم الكويت،باعتراف منظمات دولية،تضع عادة في المقدمة على سلم حرية الصحافة،مقارنة مع باقي البلدان العربية و الإسلامية. الذي تتمتع به اليوم الكويت،باعتراف منظمات دولية،تضعها،عادة، في المقدمة على سلم حرية الصحافة،مقارنة مع باقي البلدان العربية و الإسلامية. خلي بالك من شنباتك فاصل كوميدي مسل تمتعنا به هذا الأسبوع بين ثلاثة من نواب مجلس الأمة، هذا يقول «شاربك» وذاك يزيد «لو تعرف الشوارب ما تكذب» وخاتمتها «دور شواربك في شرم الشيخ». في مجتمع ثلاثة أرباع رجاله «مالطين» الشنب! بودي أن أعرف ما الرابط المنطقي بين الشارب أو الشنب والمصداقية، وهل يؤثر وجود الشنب في وجه الإنسان وسط مناخ حار كالذي تتمتع به الكويت في زيادة أعداد الخلايا العصبية الدماغية، وبالتالي تؤدي الى تحسن وظائف التعلم والذاكرة؟ وعلى الرغم من أن معظم التعليقات الصحفية التي قرأتها حتى الآن في الشأن الشنبي، كانت سلبية وتأسف لانحدار مستوى الحوار في مجلس الأمة، فإنني وجدت هذا التبادل اللفظي مسليا للغاية، ويؤسس لفكر جديد وحزب ستكون له شعبية كبيرة في أوساط النواب والنائبات. فعلى الرغم من أن الشأن الشنبي خطير جدا لأنه يربط بين المصداقية ووجود شنب نابت وثابت على وجه النائب، مما يعني منطقيا أن النائبات يفتقدن للمصداقية! فإنني أجزم أن بعض النائبات لهن من هذه المصداقية شيء كثير وباع طويل، ومن يشك في هذا الأمر عليه أن يكون دقيق الملاحظة. ورغم ان الحكمة الكويتية القديمة كانت تؤكد أن الرجل بلا شنب كالثور بلا ذنب، فإن هذه الحكمة قد اندثرت مع المهفة الخوص والبرمة وحفظ كرامة الآخرين ومراعاة مشاعرهم، فلماذا نتأثر الآن عندما ينكش الشأن الشنبي ويقدم على صحن تشريعي للملأ؟ على العكس من ذلك يجب أن نستغل هذا الحوار للدعوة الى العودة لتربية الشنب الكويتي الذي لم نعد نراه على وجوه رجالنا الذين تأثروا بالغرب، أو ربما برحلاتهم الى «شرم الشيخ» وأزالوا الأثر الاصيل من وجوههم. ثم إن «الحوار الشنبي» أكثر أناقة من «الحوار التفوشحي» ومن «الحوار الليبرالي المحافظ»، وبالتأكيد هو أكثر انسجاما مع الشأن الكويتي، ويحاكيه باللغة التي يفهمها...لغة الشنبات. حنان الهاجري:صحفية بجريدة القبس الكويتية