أضحى برنامج" في. أي. بي" ظاهرة والجديد انه يذاع بالدارجة المغربية وكما نعلم أن هذه سابقة للإذاعة الدولية المغربية حيث كان اغلب برامجها فرنسية عدا بعض النشرات الإخبارية المقدمة بالعربية كما أن خط البرنامج جديد وغريب أيضا على المستمع المغربي من حيث المضمون والشكل أيضا وطريقة التقديم خاصة أن نور الدين كرم (الصورة)مقدم ومنشط البرنامج مغربي فرنسي, و هذا البرنامج بنفس القدر الذي يعرف إقبالا جماهيريا غير عادي بقدر ما يجد منتقدين خاصة انه يعالج كل ما هو حشومة وعيب وعار في مجتمعنا المغربي بطريقة تلقائية بدون أي مونتاج أو رقابة إلا من المواضيع السياسية والدينية التي يعمل المنشط نور الدين كرم على تجنبها. "" طبعا أنا كمستمعة في أول الأمر انتقدت البرنامج ولم استطعم الطريقة التي يتحدث بها لأنها كانت بالنسبة لي شيئا غريبا في الإذاعة المغربية التي لا يتحدث مذيعوها إلا اللغة العربية الفصحى أو الفرنسية القحة لكن في ما بعد تعودت كما تعود كل المستمعين ، بل وأضافت طريقته في الكلام بالعربية المتكسرة ومجهوده في إتقان لغته الأم ميزة جميلة للبرنامج وروح فكاهة أيضا لا يستطيع احد إنكارها ، علما أن المنشط ترعرع في فرنسا لأنه ينحدر من أبوين مغربيين من المهاجرين وهو يعتبر من الجيل الثاني من المهاجرين وتعثره في لغته الأم مشكلة يعاني منها اغلب جيله, وهذا ما جعله يجمع في ازدواجية متناسقة وليست متناقضة سواء في التفكير أو معالجة الأمور بين عقلية الفرنسي والمغربي العروبي بتفكيره ومصطلحاته التي تعود إلى البادية المغربية وبالضبط إلى منطقة خريبكة. بعد تتبعي لهذا البرنامج كل ما سنحت لي الفرصة, للتعرف على المشاكل التي يعاني منها المجتمع وبعد إحدى الحلقات احترمت نور الدين كرم كثيرا خاصة أني رأيت منه الجدية لان الحلقة كانت تتحدث عن النساء المتخلى عنهن سواء من طرف الزوج أو الأب , فرأيت منه الجانب الآخر للمنشط الحازم والإنسان أيضا الذي يريد تقديم المساعدة خاصة أن البرنامج في بدايته كان شعاره تعارف معارف وكان يسمح للشباب من الجنسين إعطاء أرقامهم عبر الهواء مباشرة إلا انه مؤخرا منعوا هذه الطريقة ربما لان نور الدين كرم فهم قليلا أن الأمر اغلبه يكون مجرد تسلية وربما نتج عنه مشاكل خطيرة لأننا نبقى مجتمع يختلف بكثير على المجتمعات الغربية مثلا. كما أن هذا البرنامج الوحيد الذي يتحدث فيه الشباب عن مشاكلهم العاطفية واعترافاتهم الغرامية وغيرها من المشاكل بكل حرية و إذا تحدثنا عن هذه النقطة سنقول أن الشباب لم يعد عندهم حياء أو ما شابه لكن إذا نظرنا إلى الهرم السكاني للمغرب اغلبه شباب فسنعرف أن العدد الهائل الذي يتصل ويعاني اغلبه من مشاكل عاطفية هو شيء عادي خاصة مع تأخر سن الزواج بسبب الظروف المعروفة للكل وما نسمعه في برنامج" في. أي. بي" يحصل في كل الفضائيات العربية المشرقية لكن من خلال الرسائل القصيرة المكتوبة في أسفل الشاشة لأنها اعترافات غرامية أو بحث عن علاقات و هو نفسه ما يردده شباب المغرب عبر هذا البرنامج كما يوجد هذا في جميع المنتديات والمواقع عبر الانترنت وكذلك عبر الشوارع في جميع المجتمعات بدون استثناء وطبعا كل مجتمع يعبر بطريقته على حسب المكان والزمان يعني ما نسمعه اليوم من خلال هذا البرنامج هو ليس من اختراع نور الدين كرم بل هو شيء موجود تم طرحه من خلال البرنامج وليس من حقنا الانتقاد أولا نحن نطالب بحرية التعبير وهذا يسمى حرية التعبير أن نتحدث في الممنوع والمرغوب لان الحرية والديمقراطية التي نريد لها ايجابيات وسلبيات وعلينا تقبلها , البرنامج رغم بعض سلبياته وهو التحدث في كل شيء بدون استثناء وحتى يتفادى المستمع الحرج اقترح على الإذاعة الدولية تغيير الوقت وتأخيره أولا حتى لا يستمع الأطفال لبعض الحوارات وحتى لا يحرج المستمع لأنه صراحة كمجتمع مغربي لا يستطيع الشخص الاستماع لبعض المشاكل أو المصطلحات أمام أهله لان بعضها خاص جدا ووقت السابعة مساء إلى العاشرة هو وقت ذروة واغلب الأسر تجتمع لتناول العشاء في هذا الوقت فعلى المسئولين التفكير بجدية في التوقيت لأنه غير مناسب وهذه من بين المشاكل التي نعاني منها لا يوجد أي دراسات ولا خطط كل شيء بعشوائية.... أكيد أن الكثير سيقول بما أن البرنامج بهذا السوء لمدا أتحدث عنه أو لمدا أشجعه سأرد علينا كمجتمع أن نواجه مشاكلنا بكل شجاعة و أن نعترف بها و نجد لها الحلول لا نحرم ونمنع وننتقد فقط, لان هذه الطريقة لن تحل المشاكل بل ستزيد الطين بله, ما عرفته ولا ادري هل معلوماتي صحيحة أن المنشط ومقدم البرنامج نور الدين كرم يحمل الدكتوراه في علم الاجتماع وهذا شيء جيد جدا, كما انه يحضا بحب غير عادي من طرف شريحة واسعة من المستمعين المغاربة. وله تأثير قوي سواء بجعله المستمع يتحدث عن خصوصياته وأسراره وطلبه الحل من باقي المستمعين وفعلا هناك من يجد المساعدة والدعم سواء كان قانوني أو مادي أو معنوي وهذا هو التكافل الاجتماعي الذي احيي المغاربة عليه لأنه مازال بين أفراد شعبنا رغم كل ظروف الحياة, كما أن نور الدين كرم منتقد كبير لأي شخص يراه مخطئ مع تقديم النصيحة المناسبة و الجميل أن المستمع يتقبل كلامه بكل ترحاب وهذا هو تأثير النجوم على المعجبين بهم لأنه فعلا أصبح نجم وله معجبين ومعجبات واتصالاتهم لا تنقطع 24/24 حتى خارج وقت البرنامج, كما انه سريع البديهة, رغم عيشه في بلد أوروبي مازال يتمتع بالغيرة على العرض ومازال يحترم كل التقاليد والعادات المغربية رغم برنامجه الجريء جدا إلا أني أرى انه برنامج علينا الاهتمام به بجد خاصة من المختصين الاجتماعيين والنفسيين لأنه يطرح كثير من المشاكل التي نتغاضى عنها الطرف وهذا خطئنا كمجتمعات دائما نقول نحن بخير رغم غرقنا في المشاكل و من بين ما أثار انتباهي أن المرأة المغربية تعاني من عدة مشاكل رغم كل ما تتمتع به من حرية وتحملها المسؤولية إلا أنها أصبحت عبئ عليها و هي تعاني من الصمت وعدم البوح بما تعانيه من الم ومشاكل, فالتعرض إلى التهديد أو الاغتصاب مثلا لا تستطيع البوح به حتى لأقرب المقربين وهي الأم مثلا بل حتى من الشباب الذكور من يعاني من الصمت وعدم البوح بما يؤلمه وهنا نحن نعاني من مشكلة تواصل كما أن العيب والعار مازال يشكل حاجزا وهذا خطير أما الذهاب إلى استشاري نفسي لا يوجد في الثقافة لدينا وكل من يتوج إليه هو مجنون مع قلة وجود هذا الاختصاص مقارنة مع باقي الاختصاصات الطبية الأخرى لان الملاحظ عدد كبير من النساء تتصل لتتحدث ولأول مرة وتقول أنها لأول مرة تشعر بالراحة لأنها باحت بسرها الذي حملته ربما لعشرات السنين , هناك مشكل آخر معرفة القوانين المتعلقة بالزواج والحقوق لا يوجد مؤسسات تساعد البنت أو الشاب في معرفة حقوقهم القانونية خاصة في الزواج المشترك من جنسية أخرى أو غيرها وبرنامج "في .أي. بي" في كثير من المناسبات وضح كثير من الحلول والنصائح القانونية باستدعاء مختصين في المجال و من بين ما يميز هذا البرنامج انه يجمع بين التسلية والموسيقى والاستفادة خاصة أن مختلف الطبقات الاجتماعية والثقافية تتابعه وبما أن شريحة كبيرة من المجتمع تعاني من الأمية كما أن سكان البوادي لهم رقم مهم من حيث العدد سواء من يعيشون بها أو من هاجروا إلى المدن وأكيد هؤلاء لن يتابعوا برنامجا قانونيا ولا ثقافيا لأنهم باختصار سيصيبهم الملل ولن يفهموا شيء , ومن حقهم كمغاربة معرفة حقوقهم القانونية على الأقل وبما أن المنشط نور الدين كرم الذي أحييه صراحة رغم انتقادي لبعض المواقف التي تحدث من المشاركين إلا إني أعود وأقول هذا هو الواقع و هذه لغتنا الشعبية وهذه مشاكلنا طبعا علينا مساعدته وشكره لأنه من خلال عفويته و تمتعه بالحرية في الحديث واحترافيته جعل كل المجتمع يفهم أشياء ما كان ليفهما أو يبوح بأشياء فالتحدث عن زنى المحارم مثلا لم يسبق لإذاعة أو قناة مغربية تحدثت عنه رغم وجوده تحدث عن -الحريق(ك) -أو الهجرة السرية تبين من خلال الشهادات أن اغلب من يعطي آلاف الدراهم لينتحر ليس للحاجة لكن بعضهم للتحدي وان يعود بسيارة أغلى من سيارة جاره مثلا ونور الدين كرم يحاول و بحكم عيشه طول حياته في بلد أوروبي والذي فضل أن يستقر في بلده الأصلي المغرب أن يشرح لهم أن أوروبا أو الغرب ليس بلد الأحلام كما تعتقد الأغلبية والعيش هناك ليس سهلا باختصار البرنامج يعالج كل مشاكل المجتمع المغربي بحلوها ومرها وكما يقول للمستمعين أن البرنامج هو لكل المغاربة يبقى علينا أن نتقبل عيوبنا ونتقبل مشاكلنا, لدينا شباب شبه ضائع وهذه من نتائج العولمة التي سيطرت على العالم علينا أن نعالج مشاكلنا وألا نغمس رأسنا في الأرض مثل النعام, إن المجتمعات الغربية تضع برامج كهذه وتجند لها المختصين لان من خلال برنامج كهذا يراه الكثير تافه أو خارج عن ثقافتنا أو عيب وعار لكن من خلال معرفة مشاكل المجتمع وكيف يفكر هذا المجتمع خاصة شريحة الشباب التي هي المستقبل يمكننا عمل الكثير ومعالجة الكثير أيضا , تحية لنور الدين كرم وكل طاقم برنامج "في .أي. بي" لأنه فعلا أصبح أكثر من مجرد برنامج لعديد من الأفراد خاصة من يعانون من الوحدة والتفكك الأسري واليتم والمشاكل المستعصية و هذا أجمل ما في V.I.P. هند السباعي الإدريسي[email protected]