الشابة المغربية الصغيرة، التي تمتهن ميكانيك السيارات، هي واحدة من السيدات القلائل بالمغرب اللواتي كسرن القاعدة باختيار مهنة ظلت لعقود حكرا على الرجال. "تغيير إطار السيارة في المغرب أمر سهل للغاية، غير ان تغيير النظرة النمطية للمجتمع عن النساء وقدراتهن ومؤهلاتهن ، ليس كذلك" هكذا تحدثت نجلاء الى وكالة أنباء ((شينخوا)) من داخل ورشتها بمدينة تطوان شمال المغرب، وهي وللمفارقة ايضا، من المدن المغربية المعروفة بكونها مدينة محافظة. ومع ذلك، أصرت نجلاء، رفقة شقيقتها الصغيرة رجاء، على مواجهة التحدي والعمل داخل هذه الورشة الصغيرة التي تعود ملكيتها لأحد جيرانهما. وجاء اختيار هذه الورشة لكونها الوحيدة بالمدينة التي وافق صاحبها على استقبال فتيات للعمل. ونفت نجلاء في حديثها مع ((شينخوا)) أن يكون سبب صعوبة الحصول على فرصة للعمل داخل ورشة لاصلاح السيارات راجع الى المؤهل الفني للفتيات، واكدت بالمقابل أن الثقافة الذكورية التي ترسخت في المجتمع تجعل من التعامل مع سيدة بورشة الميكانيك امرا صعب القبول. وتابعت "الوضع يزداد تعقيدا في مدن الشمال وتحديدا بمدينة تطوان حيث ما تزال التقاليد تفرض نفسها بقوة". وقالت نجلاء انه رغم كون مدينة تطوان لا تبعد عن اسبانيا سوى بضع الكيلومترات، إلا أن نساء المدينة ما يزلن محافظات كثيرا مقارنة مع باقي مدن المغرب. وبالنسبة لنجلاء، فان اصلاح اعطال السيارات ظل حلما يراودها منذ مدة واليوم اصبح حلما يتحقق. وتؤكد نجلاء، أنها منذ نعومة اظافرها، كانت رفقة شقيقتها، مهوستين بالآلات، وتتذكر أنه بينما تكون الفتيات منهمكات في اللعب بالدمى، لم تكن تجد واختها أدنى حرج في اللعب بلعب "ذكورية" مثل السيارات. وبعد حصولهما على شهادة الدراسات الإعدادية، اختارت الشقيقتان متابعة دروس في التدريب الفني على اصلاح السيارات دون علم الاسرة. ولكونهما حالة نادرة في المجتمع المغربي، فإن قصة هاتين الشابتين شكلت مادة خصبة لوسائل الاعلام المغربية ووسائل التواصل الاجتماعي، لتكتشف الاسرة المفاجأة. وتقول نجلاء إن هذه المفاجأة كان لها وقع الصدمة على باقي أفراد الأسرة، ولكن مع مرور الوقت بات الوضع مألوفا نسبيا داخل البيت. وأوضحت أن التدريب الذي تلقته رفقة أختها مكنها من إتقان العديد من الأعمال المتعلقة بالتكنولوجيا مثل صيانة الآليات والمعدات الالكترونية ومعدات التبريد والإنارة ووسائل الاتصال. وشددت على أن مجال إصلاح السيارات يتطور بسرعة ما يدفعها لمزيد من القراءة والتعلم لمواكبة هذه التحولات، قبل أن تختم بأن الحلم الكبير الذي ما يزال يراودها هو الحصول على ورشتها الخاصة بها، وفي انتظار ذلك فقد اختارت لها اسم "سيارة الاميرة".