بقلم:عبدالرحيم اكريطي"رئيس منتدى الصحافة الجهوية دكالة عبدة" القضية إذا كانت الشبكة العنكبوتية من بين الوسائل الحديثة التي أصبحت تلعب دورا كبيرا في مد جسور التواصل بين جميع مكونات العالم وتقصر المسافات الطويلة بين الدول،وتكون وسيلة أيضا في تبادل المعلومات والتعارف والصداقة فإن حسن استعمالها من بين الأولويات التي يجب على المبحر في هذا العالم أن يكون ملما بها ذلك أنه من خلالها قد يصاب المبحرون في عالمها بالطمع والجشع وبالضبط عندما يصبحون وسيلة سهلة بين يدي أشخاص يستغلون فقر المبحرين بمدهم ببعض الأموال أو من أجل إعطائهم لوعود تكون في غالب الأحيان كاذبة خصوصا منها تلك المتعلقة بإمكانية الحصول على الفيزا مقابل حسابات شخصية ضيقة وأغراض شخصية التي تكون في غالب الأحيان غير قانونية يصعب على المبحرين السذج منهم تنفيذها.وإن ما وقع مؤخرا بمدينة آسفي لخير مثال على سوء الإبحار في الشبكة العنكبوتية من طرف بعض المبحرين عندما تم الزج بأربعة شبان في غياهب السجون واثنان في حالة سراح في قضيتين متشابهتين بعدما لعب بعقولهم الصغيرة شخص عراقي من جنسية سويدية استغل فقرهم من أجل تحقيق مراده عندما وعدهم وعودا كاذبة مقابل اقترافهم لجرم يعاقب عليه القانون ذلك التعلق بالمغامرة من أجل اختطاف طفلته الصغيرة التي تتواجد بين أحضان طليقته بمدينة آسفي،إلا أن المحاولتين باءتا بالفشل ليكون مصير هؤلاء الضحايا السجن المحلي لآسفي الذين ما زالوا يقبعون فيه إلى الآن. بداية المغامرة هم ثلاثة شبان متهورين أدى بهم طمعهم وشجعهم إلى الزج بهم في غياهب السجون بعد اقترافهم لجريمة شنعاء تلك المتعلقة بمحاولة اختطاف طفلة لا يتعدى عمرها 15شهرا لا لشيء سوى أنهم طمعوا في مبلغ مالي وفي الحصول على الفيزا لمغادرة المغرب وبالضبط مدينة آسفي في اتجاه دولة السويد. مغامرة هؤلاء الشبان الثلاثة ابتدأت من واحد منهم يدعى"المهدي" الذي يتقن استعمال جهاز الحاسوب ويتقن أيضا الولوج إلى عالم الأنترنيت دون أن يدرك على أنه سيكون من ضمن أفراد عصابة إجرامية اقترفت جريمة يعاقب عليها القانون،بحيث ولج الشاب المعني بالأمر عالم الأنترنيت ذلك اليوم،ومن سوء الصدف أنه التقى شخصا من أصل عراقي ومن جنسية سويدية،ليشرع الاثنان في تبادل الحديث والكلام عبر هاته الشبكة وصل حد إخبار العراقي للشاب بمشكل الطلاق الذي وقع بينه وبين طليقته المتواجدة رفقة ابنته بمدينة آسفي،مقترحا عليه إمكانية اختطاف ابنته رانيا.كان الرابط الوحيد الذي يربط الطليق بمدينة آسفي ينحصر فقط بزواجه من إحدى الفتيات المنحدرات من هذه المدينة الساحلية حيث تطور زواجهما إلى حد الإنجاب بعدما رزقهما الله بمولود من جنس أنثى تدعى"رانيا"استمر الزواج بين الطرفين لبعض المدة،لكن قدر الله حال دون استمرارهما في ذلك ليقررا بعد ذلك الطلاق،حيث قررت الزوجة رفقة ابنتها العودة إلى مدينة آسفي مكان تواجد عائلتها،ما جعل حب الطليق لابنته يزداد بسبب بعد المسافة التي تفصلهما،وهذا أدى به إلى الانهماك في التفكير بجميع الوسائل قصد التمكن من الحصول على ابنته "رانيا"مهما كلفه الأمر ذلك. الطليق وحكاية الشبان الثلاثة المتهورين النقاش والحوار اللذان كان يجريهما الأب العراقي مع الشاب "المهدي"تطور بعض الشيء من خلال الطلب الذي تقدم به الطليق لهذا الشاب ذلك المتعلق بتكليفه بعملية اختطاف ابنته مقابل إغراءات مالية إضافة إلى إعطاءه لوعد يهم بعث الفيزا إليه ولمساعديه في حال نجاح مهمتهم الصعبة بعدما اتفق معه أيضا على أن يرسل له مبلغا ماليا يصل إلى 20000 درهم عند نجاح المهمة بعدما بعث له مبلغا ماليا يصل إلى 2000 درهم من أجل اكتراء سيارة من وكالة لكراء السيارات من أجل استعمالها في تنفيذ الجريمة.كثف"المهدي" من اتصالاته مع مجموعة من أصدقائه فوقف تفكيره على صديقين اثنين اللذين عرض عليهما الفكرة ويتعلق الأمر بكل من"منعم"و"حسيم"،حيث قبلا بالفكرة خصوصا عندما علما بإمكانية حصولهم جميعا على الفيزا للسفر في اتجاه دولة السويد. خطط الشبان الثلاثة المبتدئين لعملهم الإجرامي هذا الذي ابتدأ باكترائهم لسيارة من إحدى الوكالات بمنطقة للاهنية الحمرية بآسفي،ثم شرع الجميع في تنفيذ مخططهم الجهنمي.من أمام الثانوية التأهيلية الإدريسي ركب"منعم"دراجة نارية من نوع"السكوتر" في ملكية المهدي،بينما الاثنان الآخران فركبا السيارة المكتراة وتوجه الجميع إلى تجزئة الريحان،هناك تقطن الزوجة وابنتها بعدما وزعوا الأدوار فيما بينهم . من أمام منزل الضحية،ركب"المهدي"الدراجة النارية،بينما"منعم"فركب السيارة،في حين تكلف"حسيم" بالاختباء لتنيفذ عملية اختطاف الطفلة عند محاصرة "المهدي"للسيارة التي تقل الطفلة بعدما عاينوا الزوجة الطليقة رفقة ابنتها ووالدتها وشقيقتها تركبن السيارة.انطلقت السيارة التي تقل الأربعة،وانطلق معها الشبان الثلاثة الذين لحقوا بهن،وبعد هنيهة اعترض "المهدي"بدراجته السيارة وسط الطريق موهما الراكبات في كون عطب قد ألم بدراجته،وهو ما جعل الطليقة تنزل من سيارتها لثني المعني بالأمر عن أفعاله،لتنزل أيضا والدتها التي كانت تحمل الطفلة بين دراعيها،وفجأة انقض"حسيم" الذي كان مختبئا على الطفلة مختطفا إياها من بين دراعي الجدة وفر هاربا. حلم لم يتحقق. شرعت كل من الجدة والطليقة والشقيقة تصحن وتستنجدن بالمارة علهن تجدن من ينقذ الطفلة من قبضة الهارب،لكن ولعدم حنكة هذا الأخير فقد سقط رفقة الطفلة أرضا،لينهض بشكل متسرع ويواصل جريه هربا من أن يقع بين يدي أحد الأشخاص،تاركا الطفلة ساقطة أرضا،لتتمكن الأم في آخر المطاف من استرجاع فلذة كبدها. ذكاء الأم جعل هذه القضية تحل لغزها عناصر الشرطة القضائية بآسفي في وقت وجيز بعدما تمكنت من تسجيل رقم لوحة السيارة التي كانت مرابضة في مكان تنتظر الهارب رفقة الطفلة،فكانت أن تقدمت بشكاية في الموضوع إلى الوكيل العام للملك باستئنافية آسفي الذي أحالها على عناصر الشرطة القضائية التي بدأت عملها بتنقيط رقم لوحة السيارة بمصلحة تسجيل السيارات،ليتم الحصول على المعلومات الضرورية منها أن السيارة في ملكية وكالة لكراء السيارت،وبعد التحقيق مع المسؤولين عن الوكالة تم التوصل إلى هوية مكتريها،حيث اعتقلت عناصر الشرطة الشبان الثلاثة الذين مثلوا أمام أنظار الوكيل العام للملك باستئنافية آسفي بتهمتي تكوين عصابة إجرامية ومحاولة اختطاف رضيعة،وانتهى مؤخرا التحقيق معهم وهم في حالة اعتقال في انتظار أن يمثلوا أمام أنظار المحكمة في أول جلسة. معاودة الكرة لم يقف الطليق مكتوف الأيدي بالرغم من اعتقال الشبان الثلاثة،حيث ظل يبحث عن ضحايا آخرين ليتمكن مرة ثانية من الزج بشاب في غياهب السجون بينما اثنان آخران فيتابعان في حالة سراح،بعدما نفذت الجريمتين في أقل من شهرين ووصل عدد المتهمين فيهما ستة،أربعة معتقلين واثنان في حالة سراح،بينما المحرض الرئيسي فيعيش بدولة السويد بالرغم من مذكرة البحث الدولية الصادرة في حقه. فالحكاية هاته الشبيهة بالأولى ابتدأت بالطريقة التي أصبح ينهجها العراقي ذو الجنسية السويدية من خلال استعانته بطريقة "الشات"عبر الشبكة العنكبوتية للإيقاع بالفتيات خصوصا منهن المسفيويات في شباكه،محرضا إياهن بتنفيذ جريمة تتعلق باختطاف ابنته التي تتواجد بين أحضان طليقته دون أن يكترث بما وقع في وقت سابق لثلاثة شبان الذين أوقعهم في شباك العدالة عندما فشلت خطتهم وتبخر حلم حصولهم على فيزا الديار السويدية وحصولهم فقط على فيزا الدخول إلى السجن المحلي لآسفي. بداية الحكاية الثانية ظلت إحدى الشابات في اتصال مع السويدي عن طريق"الشات"،ليستمر معه في الاتصال شقيقها المسمى "نزار" الذي وصل النقاش بينهما حد إمكانية تزويده بجميع الأخبار والمعلومات تلك المتعلقة بطفلته وطيلقته مقابل مبالغ مالية،مستعملا في ذلك آلة تصوير يقوم بواسطتها بتصوير جميع تحركات الطليقة وبعثها إلى طليقها بدولة السويد. شرع"نزار"في مهمته هاته مستعينا في ذلك بسيارة يقوم بواسطتها بتتبع جميع خطوات وتحركات الطليقة أينما حلت وارتحلت عله يجد الفرصة المواتية لتنفيذ جريمته الشنعاء المتعلقة أساسا باختطاف الطفلة. التقى"نزار"الطالب بالمدرسة الفندقية ذلك اليوم بصديق له يدرس هو الآخر بمدرسة فندقية إضافة إلى ميكانيكي مختص في إصلاح الدراجات النارية،ليمتطي الجميع السيارة قصد ملاحقة الطليقة التي كانت في كل مرة وحين تأخذ الاحتياطات اللازمة خصوصا بعدما تمكنت من إفشال محاولة اختطاف ابنتها في وقت سابق من قبل ثلاثة شبان . كانت الطليقة ذلك اليوم على متن سيارتها كالمعتاد،لكن يقظتها وإحساسها جعلها تفطن لسيارة وهي تلاحقها بطريقة هوليودية إلى أن وصلت إلى منزلها،لتتيقن على أن الأمر يتعلق مرة أخرى بخطة ثانية تحاك ضدها قد يكون بطلها دائما طليقها. لم تتوان الطليقة بعدما تمكنت مرة أخرى من تسجيل رقم السيارة التي كانت تلاحقها من توجيه شكاية ثانية إلى الوكيل العام للملك باستئنافية آسفي ضمنتها رقم السيارة وأرقام بعض الهواتف النقالة التي كانت تتصل بها مرة تلو الأخرى. إحالة الشكاية من طرف الوكيل العام على عناصر الشرطة القضائية بآسفي أدت إلى تنقيط رقم السيارة التي تم التوصل إلى مالكتها التي هي الشابة التي كانت في اتصال عبر شبكة الانترنيت مع السويدي، ليتم إجراء مقابلة بين الطليقة والشابة وشقيق هذه الأخيرة قصد التحقق من راكبي السيارة أثناء ملاحقتها لها،لكن الطليقة أبعدت التهمة عن الشابة وشقيقها،إلا أنه وبعد إحضار الشقيق الثاني للشابة صاحبة السيارة الذي يدعى"نزار" وبعد إجراء مقابلة بينه وبين الطليقة،أكدت هذه الأخيرة أنه هو من كان يركب السيارة،ليعترف بكل ما كان يراوده اتجاه الطليقة وطفلتها،مبرزا أن الشابين الاثنين اللذين كانا يرافقانه لم يكونا على علم بما كان يريد القيام بعدما ركبا رفقته ولحق الجميع بسيارة الطليقة إلى حدود منزلها،وكان فقط يريد أخذ صور للسيارة ولمحيط المنزل قصد بعثها إلى طليقها بعدما أخبر مرافقيه أن أخذه لصور السيارة يعود إلى كون هذه الأخيرة مسروقة ويتواجد بداخلها مبلغا ماليا يصل إلى 20 مليون سنتيم. وبفشل هذه القضية يكون السويدي قد زج بشباب في غياهب السجون في قضيتين اثنتين فاشلتين وقعتا في أقل من شهرين اثنين،بينما هو وباعتباره المحرض الرئيسي فقد صدرت في حقه مذكرة بحث على الصعيد الدولي، لكن لا زال حرا طليقا. الشكاية المقدمة من طرف الطليقة إلى الوكيل العام وجهت الضحية"نجية.ب"شكاية إلى الوكيل العام للملك باستئنافية آسفي أشارت فيها إلى أنه بتاريخ 14 نونبر 2012 كانت عائدة من سوق مرجان رفقة أمها وأختها وابنتها،وكانت تتولى سياقة سيارتها،وعند اقترابهن من محل سكناها اقتربت منهن دراجة نارية قام ممتطيها بقطع الطريق عنهن،وعندما خرجت من سيارتها لاستفساره لم يعرها أي اهتمام لتخرج أيضا أختها لكن المعني بالأمر لم يحرك ساكنا وظل صامتا،لتخرج وقتها أمها هي الأخرى التي كانت تحمل ابنتها"رانيا"،لتفاجئ برجل يلبس"قبية" يحمل سكينا ويقوم بخطف الطفلة ويهرب مسرعا،ليلحق به صاحب الدراجة،لكن وعندما حاول المختطف ركوب الدراجة سقطت من بين يديه الطفلة،مبرزة في نفس شكايتها على أنها أصبحت تشك في كون مدبر هذه الأفعال طيلقها من أصل عراقي كردي يعيش بالسويد،حيث ظل يبعث لها رسائل قصيرة يهددها بتصفيتها جسديا هي وأمها وبأخد ابنتها،كما انه كان يعرف كل تحركاتها. هوية المعتقلين الثلاثة في الملف الأول والتهم الموجهة إليهم المتهم الأول:"المهدي.ق"مزداد بتاريخ 1/2/1991 بالمحمدية،تلميذ،يقطن بتجزئة منى بحي المستشفى بآسفي،عازب،ووجهت إليه تهم محاولة اختطاف قاصرة يقل سنها عن اثنتي عشرة سنة مع استعمال العنف والتدليس بغرض الحصول على فدية مالية طبقا للفصول 471 و472 و473 من القانون الجنائي. المتهم الثاني:"حسيم.ب"مزداد بتاريخ 5/7/1992 بآسفي،تلميذ،يقطن بحي الرجاء بمفتاح الخير بآسفي،عازب،ووجهت إليه تهم محاولة اختطاف قاصرة يقل سنتها عن اثنتي عشرة سنة مع استعمال العنف والتدليس بغرض الحصول على فدية مالية طبقا للفصول 471 و472 و473 من القانون الجنائي. المتهم الثالث:"منعم.ب" مزداد بتاريخ 3/10/1990 بآسفي،تلميذ،يقطن بعمارة السكة الحديدية بآسفي،عازب،ووجهت له تهم محاولة اختطاف قاصرة يقل سنتها عن اثنتي عشرة سنة مع استعمال العنف والتدليس بغرض الحصول على فدية مالية طبقا للفصول 471 و472 و473 من القانون الجنائي.