بقلم:عبدالرحيم اكريطي"رئيس منتدى الصحافة الجهوية دكالة عبدة" هم ثلاثة شبان متهورين أدى بهم طمعهم وهلعهم وجشعهم إلى الزج بهم في غياهب السجون بعد اقترافهم لجريمة شنعاء تلك المتعلقة بمحاولة اختطاف رضيعة لا يتعدى عمرها 15شهرا لا لشيء سوى أنهم طمعوا في مبلغ مالي وفي الحصول على الفيزا لمغادرة المغرب وبالضبط مدينة آسفي في اتجاه دولة السويد. فالحكاية هاته ابتدأت من واحد من هؤلاء الشبان الثلاثة الذي يتقن استعمال جهاز الحاسوب ويتقن أيضا الولوج إلى عالم الأنترنيت دون أن يدرك على أنه سيكون من ضمن أفراد عصابة إجرامية اقترفت جريمة يعاقب عليها القانون. ولج الشاب عالم الأنترنيت ذلك اليوم،ومن سوء الصدف أنه التقى شخصا من أصل عراقي وجنسية سويدية،ليشرع الإثنان في تبادل الحديث والكلام عبر شبكة الأنترنيت وصلت حد إخبار العراقي للشاب بمشكل الطلاق الذي وقع بينه وبين زوجته المتواجدة رفقة ابنته بمدينة آسفي. كانت روابط العراقي ذو الجنسية السويدية مع مدينة آسفي تتعلق بزواجه من إحدى الفتيات المتحدرات من هذه المدينة الساحلية حيث تطور زواجهما إلى حد الإنجاب بعدما رزقهما الله بمولود من جنس أنثى تدعى"رانيا"استمر الزواج بين الطرفين لبعض المدة،لكن قدر الله حال دون استمرارهما في ذلك ليحضر بعد ذلك الطلاق،حيث قررت الزوجة رفقة ابنتها العودة إلى آسفي مكان تواجد عائلتها. حب الطليق العراقي لابنته التي ابتعدت عنه بسبب تطليقه لأمها جعله يفكر بجميع الوسائل قصد التمكن من الحصول على ابنته "رانيا"مهما كلفه الأمر ذلك. النقاش والحوار اللذان كان يجريهما الأب العراقي مع الشاب المتهور تطور بعض الشيء من خلال الطلب الذي تقدم به الأب الطليق لهذا الشاب ذلك المتعلق بتكليفه بعملية اختطاف ابنته مقابل إغراءات مالية،وهو الطلب الذي لم يرفضه بتاتا. لم يجد الأب وسيلة لإقناع الشاب سوى إعطائه لوعد يتعلق بإرسال الفيزا له ولمساعديه في عملية الاختطاف في حال نجاح مهمتهم الصعبة مع إرسال لهم أيضا مبلغ ماليا يقدر ب 20000 ألف درهم، كما اتفق معهم على إرسال مبلغ أولي تصل قيمته إلى 2000 درهم من أجل كراء سيارة من وكالة لكراء السيارات هناك قصد نقل البنت على متنها فور تنفيذ لجريمتهم. كثف الشاب من اتصالاته مع مجموعة من أصدقائه فوقف تفكيره على صديقين اثنين اللذين عرض عليهما الفكرة واللذين عبرا عن موافقتهما بعدما حبذا فكرة المبلغ المالي وفكرة الحصول على الفيزا في اتجاه دولة السويد. خطط الشبان الثلاثة المبتدئين لعملهم الإجرامي هذا الذي ابتدأ بكرائهم لسيارة من إحدى الوكالات بمنطقة للاهنية الحمرية بآسفي،ثم توكل الجميع على الله في انتظار نجاح مهمتهم الصعبة التي تتظلب مهارة وحنكة قويتين. ركب اثنان منهما دراجة نارية من نوع"السكوتر"والآخر سيارة مكترية بعدما عاينوا الزوجة الطليقة رفقة سيدة أخرى وهما تركبان سيارة،ليلحقوا بهما،وبعد هنيهة اعترض الاثنان اللذان كانا على متن دراجتهما سيارة الطليقة،وعند نزول سيدة كانت تحمل الرضيعة لثنيهما عن فعلهما الاجرامي هذا سلب أحدهما هذه الرضيعة وفر هاربا. شرعت كل السيدة والطليقة تصيحان وتستنجدان بالمارة علهما تجدان من ينقذ الرضيعة من قبضة الهارب،لكن ولعدم حنكة هذا الأخير فقد سقط أرضا رفقة الرضيعة التي أصيبت بجروح،لتتمكن في آخر المطاف الأم من استرجاع فلذة كبدها. ذكاء الأم جعل هذه القضية تحل لغزها عناصر الشرطة القضائية بآسفي في وقت وجيز بعدما تمكنت الأم من من تسجيل رقم لوحة السيارة التي كانت مرابضة في مكان هناك تنتظر الهارب رفقة الرضيعة قصد الهروب بهما جميعا،فكانت أن تقدمت بشكاية في الموضوع إلى الوكيل العام للملك باستئنافية آسفي الذي أحالها على عناصر الشرطة القضائية التي بدأت عملها بتنقيط رقم لوحة السيارة بمصلحة تسجيل السيارات،ليتم الحصول على المعلومات الضرورية منها على أن السيارة في ملكية وكالة لكراء السيارت ،وبعد التحقيق مع المسؤولين عن الوكالة تم التوصل إلى هوية مكتريها ذلك اليوم أي يوم 14 من الشهر الجاري،حيث اعتقلت عناصر الشرطة الشبان الثلاثة الذين مثلوا السبت الأخير أمام أنظار الوكيل العام للملك بآسفي بتهمتي تكوين عصابة إجرامية ومحاولة اختطاف رضيعة.