قتل 184 شخصا على الاقل في هجوم نفذه مسلحون على مسجد في شمال سيناء الجمعة، في أحد أكثر الاعتداءات دموية التي شهدتها مصر خلال السنوات الاخيرة. وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الحداد لثلاثة ايام. وذكر مسؤولون أمنيون لوكالة فرانس برس ان مسلحين فجروا عبوة ناسفة في مسجد في قرية الروضة-بئر العبد خلال صلاة الجمعة، ثم فتحوا النار على المصلين. وتقع القرية الى الغرب من مدينة العريش، مركز محافظة شمال سيناء. ووصفت وزارة الصحة في بيان الهجوم ب"الارهابي". وذكر التلفزيون المصري الحكومي ان الهجوم أسفر عن مقتل 184 شخصا وإصابة 125 آخرين بجروح. وبين الضحايا مدنيون ومجندون في الجيش. ولم تتبن اي جهة بعد مسؤولية الهجوم. ومنذ 2013، تدور مواجهات بين القوى الامنية ومجموعات اسلامية متطرفة في هذه المنطقة الواقعة في شمال مصر والتي يصعب الوصول اليها نتيجة ذلك. واستهدف فرع تنظيم الدولة الاسلامية في سيناء خلال السنوات الماضية مرارا دوريات ومواقع عسكرية وامنية في المنطقة، وقتل المئات من عناصر الجيش والشرطة. كما استهدف في عمليات أخرى مسيحيين وصوفيين. وقال زعيم قبلي يرئس مجموعة من البدو تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية في المنطقة لوكالة فرانس برس ان الصوفيين معروفون بارتيادهم المسجد المستهدف اليوم. وقال رئيس هيئة الإسعاف أحمد الانصاري، بحسب بيان وزارة الصحة، إنه تم إرسال خمسين سيارة إسعاف الى المنطقة. وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة خالد مجاهد أنه تم نقل المصابين إلى مستشفيات قريبة. وفر عشرات الاقباط من شمال سيناء في مطلع 2017 بعد اعتداءات نسبت الى جهاديين. وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية ذبح اثنين من الشيوخ الصوفيين في شبه جزيرة سيناء في كانون الاول/ديسمبر 2016. ونشر تنظيم "ولاية سيناء"، الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية، في حينه صورا لاحد عناصره يحمل سيفا ويقطع راس رجلين مسنين اتهمهما بانهما "طاغوتان يدعيان علم الغيب". وقال أقارب سليمان ابو حراز، وهو شيخ صوفي في التسعينات من العمر، إنه احد القتيلين. وتنشط في مصر ايضا مجموعة "أنصار الاسلام" التي تبنت في تشرين الاول/اكتوبر نصب مكمن في الصحراء الغربية في مصر قتل فيه 16 رجل أمن. واعلنت السلطات المصرية في وقت لاحق قتل قيادي جهادي هو الضابط السابق في الجيش المصري عماد الدين أحمد محمود عبد الحميد الذي قاد المجموعة التي نفذت الهجوم. غثر هجوم الجمعة، بعث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ببرقية تعزية إلى الرئيس المصري أعرب فيها عن "استنكار دولة الكويت وإدانتها الشديدة لهذه الأعمال الإجرامية الشنيعة"، بحسب ما افادت وكالة الانباء الكويتية الرسمية. واعلن الامير تأييد الكويت "لكل الاجراءات" التي تتخذها مصر "للحفاظ على أمنها واستقرارها لمكافحة تلك الأعمال الإرهابية". في المنامة، استنكرت وزارة الخارجة البحرينية الهجوم، وجددت موقف البحرين "الثابت الرافض لكافة أشكال العنف والإرهاب، والداعي إلى تضافر كافة الجهود الهادفة لاجتثاث الإرهاب وتجفيف منابع تمويله". كما أعربت سلطنة عمان عن "ادانتها واستنكارها الشديدين" للهجوم، داعية "كافة دول العالم الى بذل المزيد من الجهود لمحاربة الارهاب".