افادت مصادر دبلوماسية عربية بالرباط ان لقاء جزائريا مغربيا يتوقع عقده بالمملكة العربية السعودية يبحث اعادة الاتصال بين البلدين لتسوية الملفات العالقة ووضع اسس جديدة للتعاون بين البلدين على ضوء ما تعرفه منطقة المغرب العربي من تحولات خاصة في تونس وليبيا. وقالت المصادر ل'القدس العربي' ان اتصالات لعقد اول لقاء بين البلدين يبحث في العلاقات الثنائية والوضع الاقليمي تتم منذ سقوط نظام الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي وايضا ما افرزته اول انتخابات تونسية بعد سقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي من فوز لحزب النهضة ذي التوجهات الاسلامية. واضافت المصادر ان اللقاءات ستتم على مستو عال ويشارك في افتتاحها مسؤولون سعوديون، الذين لن يبتعدوا كثيرا بعد ذلك عن ابواب قاعة اللقاءات في اشارة الى استعداد سعودي للتدخل في اية لحظة لضمان نتائج ايجابية ملموسة على صعيد العلاقات الثنائية الجزائرية المغربية وتنشيط تحرك مشترك لاعادة الروح لاتحاد المغرب العربي الذي تاسس 1989 ويضم الى جانب المغرب والجزائر كلا من ليبيا وتونس وموريتانيا الا انه يعرف جمودا منذ منتصف التسعينات بعد توتر عرفته العلاقات بين الرباطوالجزائر. ودعا العاهل المغربي الملك محمد السادس يوم السبت الماضي الجزائر الى التعاون لاعادة الروح للاتحاد المغاربي واقامة نظام مغاربي جديد يكون محركا حقيقيا للوحدة العربية وفاعلا رئيسا في التعاون الاورو متوسطي وفي استقرار وامن القارة الافريقية. واكد الملك محمد السادس استعداد بلاده، سواء على الصعيد الثنائي، وخاصة مع الجزائر في إطار الدينامية البناءة الحالية، أو على المستوى الجهوي، للتجسيد الجماعي لتطلعات الأجيال الحاضرة والصاعدة، إلى انبثاق نظام مغاربي جديد، يتجاوز الانغلاق والخلافات العقيمة، ليفسح المجال للحوار والتشاور، والتكامل والتضامن والتنمية. وكان المغرب في رده على دعوة مجلس التعاون الخليجي للانضمام الى عضوية المجلس قد اكد ان وضعه الطبيعي هو في الاطار المغاربي. وقالت المصادر ل'القدس العربي' ان موضوع فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ صيف 1994 والتعاون الامني خاصة بعد النشاط المتزايد في منطقة الساحل لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وتعزيز التحول الديمقراطي السلمي والاصلاح السياسي مع الاخذ بعين الاعتبار الاوضاع الخاصة لكل بلد مغاربي تشكل المحاور الاساسية للمباحثات التي ترك لها الزمن مفتوحا. ودعا عضو سابق بجبهة التحرير الوطني الجزائرية وبمجلس الأمة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى التعجيل بفتح الحدود مع المغرب في أقرب وقت ممكن لما يمثله غلق الحدود من'خسارة حقيقية وكبيرة للجزائر والمغرب، وضربة موجعة لاقتصاد البلدين السائرين في طريق النمو'. وسجل جمال الدين حبيبي أن الاستمرار في غلق الحدود بين البلدين سيساهم كذلك في انتشار واستفحال ظاهرة التهريب بشكل كبير. وأبرز أن تعطيل قيام الاتحاد المغاربي لحد الآن هو أحد الأسباب الرئيسية التي أنتجت الركود والتخلف الذي يتخبط فيه المواطن المغاربي، وأدت إلى الجمود الاقتصادي الذي جعل بلدان المنطقة المغاربية تتأخر عن مواكبة التطورات الحاصلة والتكتلات الاقتصادية القائمة على مستوى العالم على غرار الاتحاد الأوروبي.