مدريد 'القدس العربي': أدانت المحكمة الوطنية الإسبانية الأربعاء مجموعة من المهاجرين المغاربة والجزائريين بتهمة ممارسة الإرهاب وبعقوبات بلغت تسع سنوات في حق البعض بسبب ادانتهم في أعمال مرتبطة بتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن في حين برأت آخرين. ويتعلق الأمر بمجموعة جرى اعتقالها سنة 2006 في سانتا كولوما القريبة من مدينة برشلونة شمال شرق اسبانيا، حيث تتهمها الشرطة باستضافة متورطين في تفجيرات 11 آذار/مارس الإرهابية في العاصمة مدريد التي خلفت مقتل 191 شخصا وتسهيل هربهم خارج اسبانيا نحو دول أوروبية والعراق، حيث يفيد محضر الاتهام بمساعدة المدانين أحد الإرهابيين المفترضين بالوصول إلى العراق وتنفيذ عملية تفجيرية خلفت مقتل 28 شخصا في الناصرية في العراق خلال تشرين الثاني/نوفمبر 2003 واستهدفت أساسا جنوداً إيطاليين. واعتبر القضاء أن هذه المجموعة تجمعها علاقات بطريقة أو أخرى بتنظيم القاعدة، وتأتمر بأوامر هذا التنظيم. ورغم أن نسبة المعتقلين كانت مرتفعة خلال الاعتقالات التي جرت سنة 2006 إلا أن القضاء اكتفى بمحاكمة تسعة أشخاص، أدان منهم خمسة وحكم ببراءة أربعة في آخر المطاف لغياب أدلة وارتكاز الاتهام في البدء على شكوك فقط. وكانت أعلى عقوبة هي التي صدرت في حق المغربي عمر ن بتسع سنوات في حين كانت العقوبات في حق الآخرين من جنسية مغربية وجزائرية أقل. وتأتي هذه الأحكام لتؤكد أن الأغلبية الساحقة من المتورطين في الإرهاب هم من جنسية مغربية وجزائرية كما أن الأغلبية لهم ارتباط بطريقة أو أخرى بتفجيرات 11 اذار/مارس الإرهابية إما عبر التورط المباشر أو عبر مساعدة المتورطين في الهرب من هذا البلد الأوروبي. وعلاقة بتفجيرات 11 اذار/مارس، لم تؤكد أو تنفي وزارة الداخلية الإسبانية مسؤولية الأردني همام خليل بلوي في هذه التفجيرات رغم نشر الصحافة الإسبانية وخاصة إذاعة كادينا سير لمعلومات تبرز أن بلوي قد يكون وراء الرسالة التي تبنت التفجيرات وكانت قد سلمت إلى جريدة آ بي سي اليمينية. لكن المراقبين يعتبرون أن ربط بلوي بتفجيرات مدريد يدخل ضمن المبالغات، حيث كتب لويس ديل بينو وهو خبير في الإرهاب الديني أن هذه المعطيات لا أساس لها من الصحة خاصة وأن كادينا سير تحدثت عن مصادر غربية دون تحديدها بشكل واضح.