خلال يومي السبت والأحد 5 و6 مارس 2011 نظمت جمعية الخلود لمستخدمي قطاع الصيدلة بوجدة , أيامها الوطنية الأولى تحت شعارها:" دور مساعد الصيدلي في تكريس قيم المواطنة وتعزيز دعائم التنمية البشرية" وطبعا هذا التجمع الوطني لجمعيات القطاع من مختلف المناطق (الشمالية والجنوبية والغربية والشرقية), ما هو إلا ترجمة واقعية للشعار في شطره الأول لتجسيد تلك اللحمة الوطنية وتكريس قيمها في تبادل الزيارات واللقاءات وتنشيط المنتديات لنخلص إلى الشطر الثاني وهو تعزيز دعائم التنمية البشرية ,التي أصبحت التوجه الواضح للبلد بأكمله. وما مساعد الصيدلي إلا جزء من هذه الكلية التنموية, بحيث يساهم فيها بشكل فعلي من موقعه الاجتماعي والفكري والتضامني والتنشيط الثقافي للجهة.. وهذا ما أسست له هذه الأيام الوطنية بشكل ملموس بحيث لقيت استحسان العديد من الفعاليات التي لبت الدعوة في مقدمتها "الدكتور مصطفى بنحمزة" الذي أثنى في كلمته على دور مساعد الصيدلي في تجربته الإنسانية التي يقدمها للمجتمع, و استماعه لمشاكل المرضى وأحوالهم ومساعدته لهم بخبرته المعروفة.. ولعله المقصد الكبير من مقاصد الشريعة الإسلامية الذي يدعو إلى الحفاظ على الكليات الخمس( البدن والنفس والمال والدين).. مع تنبيه الدكتور على ضرورة تنمية المعارف لدى مساعد الصيدلي حتى يظل مسايرا للتطور الحاصل في مجال الدواء والصيدلة داعيا إلى إنشاء "مكتبة مساعد الصيدلي" في إطار تشاركي كمطلب فكري ارتقائي... فيما توجه رئيس الجمعية الوطنية لمساعدي الصيادلة بالمغرب السيد "عبد الصمد عبيدي" إلى كل الجهات المعنية بضرورة حماية المنتوج الوطني المغربي, في ظل ما تعرفه مدينة وجدة على وجه الخصوص باعتبارها منطقة حدودية, في إشارة ضمنية إلى عمليات تهريب الدواء... مما يؤثر سلبا على الصيدليات وعلى صاحب الصيدلية وبالتالي هذا تهديد لا مناص منه لمساعد الصيدلي.. بالإضافة إلى اكراهات أخرى تضعها الجمعية الوطنية نصب أعينها, وتسعى جاهدة لتجاوزها ..على رأسها الاعتراف بمهنة مساعد الصيدلي أو تقني صيدلي في القانون المنظم للمهن في المغرب ,دون أن يغفل السيد الرئيس التذكير بالموقف المشرف للجمعية في التشبث بقضية الوحدة الترابية للملكة.. والذي كان المهرجان الخطابي المنظم في مدينة الرباط -على خلفية ما وقع من تطورات مست المغرب في وحدته الترابية في الآونة الأخيرة – اكبر دليل على الوطنية الحقة دون مزايدات أو مقايضات.. وما كان لافتا للاهتمام في اليوم الأول من هذه التظاهرة هي المحاضرة القيمة التي ألقاها الدكتور لحسن العمراني مدير مركز البحث والدراسات بالرباط والتي تبنى فيها منهجا تفكيكيا لصفة هي أعظم ما توصف به هده الشريحة الاجتماعية من مساعدي الصيادلة ألا وهي صفة "التميز ": فالتاء : تعداد وتواجد و تصحيح .. والميم : مؤهلات "علمية /نفسية /انسانية .. والياء : ياسمين لونه البياض وهدفه محاربة اليأس وبعث روح الأمل والتشبث بالحياة السليمة جسما وعقلا والزاي :زعماء في التغيير والارتقاء بالمهنة لمواجهة والإكراهات وزعماء في قيادة العمل الجمعوي وتدعيم التنمية البشرية أما الدكتور إدريس بوشنتوف فقد تقدم باسم النقابة الجهوية للصيادبة بوجدة شاكرا مؤسسي هده المبادرة وثناءه على المجهود الواضح وكذلك على الواجب الذي يقدمه مساعد الصيدلي في استقباله لشريحة عريضة من المغاربة تلج الصيدليات يوميا وتلقى منه النصح وحسن الاستقبال وقد يندرج هذا في إطار من التكوين المستمر حتى ترتقي المردودية إلى أكمل وجه. هذا وعرفت الأيام عدة محاضرات علمية وطبية أولاها محاضرة الدكتور الأخصائي "محمد اليماني" تمحورت حول الأدوية والمرأة الحامل حيث لقي موضوعه تجاوبا كبيرا من الحاضرين انعكس ذلك في تدخلاتهم ورغبتهم الملحة في المعرفة أكثر مما أثار إعجاب المحاضر نظرا للتواصل الحاصل... أما المحاضرة الثانية التي أدرجت في اليوم الثاني من الملتقى فكانت للدكتور مصطفى مهدب حول موضوع المطهرات les antiseptiques عرض مفصل تناول فيه الدكتور كيفية استعمال هده المواد ومتى ؟بالإضافة إلى عرض توضيحي/ تصويري لمجموعة من الأمراض الجلدية و التعفنية والسرطانية ...الأمر الذي استفاد منه مساعدو الصيادلة بشكل واضح نظرا للمنهج التبسيطي والتواصلي الذي تبناه المحاضر... كما عرفت هده الأيام تكريما للعديد من الفعاليات والجمعيات الصديقة التي ساهمت بشكل فعلي في إنجاح الملتقى.. وتوزيع العديد من الجوائز التحفيزية كعربون شكر ومحبة وإخاء على أمل التواصل في أيام أخرى تكون أكثر إشعاعا .. بقلم :رشيد أبو نزار ممثل لجنة الإعلام