قالت وزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة بغزة إنها كشفت عملاء جندتهم المخابرات الإسرائيلية، ومدتهم بوسائل اتصال وأجهزة تجسس غرضها استهداف الحكومة والأمن والمواقع العسكرية التابعة للمقاومة في القطاع. جاء ذلك خلال مؤتمر عقده اليوم الخميس بغزة الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية إيهاب الغصين, والمسؤول بجهاز الأمن الداخلي (المخابرات) أبو عبد الله لافي، عرضا خلاله بعضاً من الأجهزة التي استخدمها العملاء في تواصلهم مع الاحتلال وفي رصد مواقع المقاومة والحكومة. وكانت أخبار قد راجت خلال الأيام الماضية -وروجت لها وسائل إعلام مقربة من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)- حول إعدامات لعملاء ووجود اختراقات كبيرة في القطاع الصحي بغزة. شبكات تجسس وقال الغصين إن وزارته كشفت شبكات من العملاء وطرق تواصلهم مع الاحتلال وأجهزة رصدهم للمطلوبين من قبل المخابرات الإسرائيلية، رافضاً الحديث عن أرقام للذين اعتقلتهم الوزارة عقب حملة التوبة التي انتهت يوم 10 يوليو/تموز الماضي. وأشار الغصين إلى أنه اتضح بعد التحقيقات أن العملاء كان لهم دور واضح في الحرب الأخيرة على غزة على الصعيدين المعلوماتي والميداني، مشيراً إلى أن العملاء أمدوا إسرائيل أحيانا ببعض المعلومات غير الصحيحة مما أدى إلى استهداف بيوت فيها أطفال ونساء. " وذكر المسؤول الفلسطيني أن العملاء كانوا يقومون أحيانا بشكل مباشر وبتكليف من ضباط المخابرات الإسرائيلية بزرع عبوات في أماكن المقاومة ومواقع تدريبها, لافتا إلى أن بعض هذه العبوات انفجرت في عدد من المواطنين وأدت إلى استشهاد وإصابة الكثيرين. وبيّن الغصين أن عناصر تابعة لحركة فتح استغلت حالة الانقسام في تجميع معلومات أمنية عن قيادات في الحكومة والفصائل الفلسطينية وتحركاتها في غزة، مؤكداً أن بعض العملاء اخترقوا فصائل المقاومة لتحقيق العديد من المهام المخابراتية تجاه عناصر ومواقع هذه الفصائل. وأوضح أن بعض العملاء شاركوا في وضع عبوات ناسفة داخل المقرات الأمنية والمقرات التي تتبع المقاومة, والمشاركة في عدد من الاجتياحات والعمليات الخاصة داخل قطاع غزة. وأضاف المسؤول بداخلية الحكومة المقالة أن وزارته رصدت محاولات اختراق بعض العملاء لفصائل المقاومة، لافتا إلى أنَّه تم اعتقال عدد من العملاء الذين استطاعوا اختراق بعض هذه الفصائل من خلال انضمامهم إلى صفوف المقاومة والعمل على نيل ثقة قيادتها. إرباك وأكد الغصين أن ما يتم الترويج له من إشاعات في الشارع الفلسطيني قام بها طرفان أساسيان هما مخابرات الاحتلال ومواقع حركة فتح لإرباك الساحة الوطنية وتشويه الإنجاز الذي حققته الأجهزة الأمنية. كما نفى الشائعات التي تحدثت عن وجود عملاء في القطاع الصحي بغزة، متحدثاً عن اعتقال شخص واحد فقط لا يزال يخضع للتحقيق. وكشف أن مدير العلاقات العامة السابق في مستشفى الشفاء الطبيب جمعة السقا متورط بالعمالة مع الاحتلال، مشيراً إلى أنه هرب إلى الضفة الغربية بمساعدة من السلطة والاحتلال، ومبيناً أن إجراءات محاكمته غيابيا تجري حاليا. من ناحيته استعرض المقدم أبو عبد الله لافي أجهزة ضبطتها الوزارة مع عملاء إسرائيل في غزة، لكنه تحدث عن ضروريات أمنية تمنع عرض كل ما كشفته الأجهزة الأمنية في هذا الجانب. وعرض لافي جهازا على شكل علبة ورق يوضع بالسيارات يحتوي على جهاز تصوير متطور ويبث بشكل مباشر تتحكم فيه مخابرات الاحتلال، كما عرض جهازا متنقلا حديثا يستخدم في تصوير المواقع ثلاثية الأبعاد. وحذر لافي المقاومة من أسلحة يروجها عملاء إسرائيل في قطاع غزة وهي رصاص يحدث خللاً في السلاح فيؤدي إلى انفجاره أو تخريبه, وكذلك عبوات فردية بحجم صغير. وعرضت الوزارة تسجيلاً مموهاً لعميلين اعترفا بالتخابر مع الاحتلال ووقعا في قبضة الأجهزة الأمنية، حذرا فيه العملاء من استمرار التعاون, وتحدثا عن محاولة المخابرات الإسرائيلية بث الثقة في صفوف العملاء خلال حملة التوبة التي أطلقتها وزارة الداخلية المقالة لتعقبهم. الجزيرة نت