من الأسماء اليسارية التي استقطبها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لحكومة فيون،وهو يطلق ما عرف لديه "بسياسة الانفتاح"،كاتبة الدولة المكلفة بسياسة المدينة،فضيلة اعمارة،التي خصت الصباح بحوار خاص،كأول يومية عربية تحاورها،تحدث فيه عن سر انعطافها يمينا،بمشاركتها في الحكومة الحالية،رأيها في العلاقات الفرنسية الجزائرية، الصورة الجميلة التي تحملها عن المغرب،و العديد من المحاور الأخرى،تقرؤونها في الحوار التالي هل صحيح أن وفاة أخيك مالك سنة 1978 المفاجئة وفي حادثة سير هي التي حرضت فيك حس النضال؟ _كل واحد منا يصطدم مع امتحانات في هذه الحياة تساهم في صناعة ذاته.وهذه الحادثة أثرت على أسرتي كثيرا.من هنا استوعبت دوري في المجتمع،و تعلمت أن لا أنحني تحت ثقل اللاعدالة.الالتزام و العمل فرضا علي كضرورة لأجل فرض احترام الحقوق الأساسية في المساواة و الاحترام. أنت امرأة يسار في حكومة يمينية.هل تحافظين دائما على نفس الخط الإيديولوجي؟ _أنا امرأة يسار و سأظل كذلك،قيم التقدم،الحرية،الانعتاق و التضامن بين الشعوب،كانت باستمرار النقاط الهامة التي وجهت نضالاتي.و اعتقد في المقابل أنه لا يوجد أي كان يملك لوحده هذه القيم. بمجرد ما تم انتخابه،اختار الرئيس أن ينهج سياسة الانفتاح لأول مرة في فرنسا،لأنه كان مقتنعا أنه لأجل تغيير البلد لا بد من زحزحة الخطوط،هو نداء أطلقه لجميع القوى الحية بفرنسا. ألم تفكري في أي لحظة في مغادرة هذه الحكومة؟ _أنتمي إلى فريق،و كل منا فيه،له مساره الخاص به،لكن يجمعنا هدف واحد.نريد أن ندفع بالمجتمع إلى الأمام.لم يسبق لي بالمرة أن فكرت في المغادرة،لأن المهم بالنسبة لي هو تغيير وضعية الأحياء الشعبية. صرحت في 2008 أنك لا تنوين التصويت لصالح ساركوزي في الرئاسيات المقبلة,هل تحافظين دائما على نفس القناعة؟ _لم يسبق لي أن صوت لحساب اليمين،أنا مناضلة يسار.للأسف،تجربتي كمناضلة بينت لي أن الحزب الاشتراكي لا يزال يعيش على إيقاع القرن الماضي،الرئيس ساركوزي ذهب بعيدا في تساوي الفرص.إلى من يعود الفضل في تسمية رشيدة داتي،و موظفبن سامين ينحدرون من التنوع الهجرة؟،له وحده.تصويتي المقبل سيكون لصالح من سيستمر في هذا الجهد في الالتزام بقضايا الأحياء الشعبية. _البعض من رفاقك القدماء شعروا بأنك أخنتهم عندما قبلت المشاركة في هذه الحكومة؟ لم أقطع مع أفكاري،و إنما مع الحزب الاشتراكي الذي تخلى عنهم.سأبقى امرأة يسار في الأساس. _هل تعتقدين دائما أنه بفرنسا تتقارع في الساحة السياسية سياستان مختلفتان:الأولى لليسار و الثانية لليمين؟ اليسار و اليمين لهما أهمية في المجتمع لأنهما يعطيا بنية للنقاش،لكن،سواء بالنسبة لليمين أو اليسار،عليهما معا تجاوز الطرق البالية في النقاش حتى لا يصبح عقيما.في عالم يتغير نحن في حاجة إلى تفكير سليم.و لا يمكن أن نخطو نحو الأمام إلا إذا فكرنا بشكل جماعي. _بعد ثلاث سنوات لك في الحكومة،ملاحظون يعيبون عليك أنك لم تقدمي أي شيء للأحياء الشعبية؟ لقد قطعت مع منطق المخططات التي يعلن عنها دون مضمون و لا إمكانيات مادية.و هذه "الكاطلوغات" من التدابير لا تلبي في حقيقة الأمر أي احتياج.بمجرد وصولي إلى الوزارة،وضعت طريقة جديدة مبنية على التشاور.و قررت أن أجعل من الأحياء الشعبية مكانا لتعبئة كل الفاعلين المنخرطين في قضايا الأحياء الشعبية:الدولة و الجماعات المحلية،من طبيعة الحال،و الجمعيات كذلك.يجب إطلاق هذه الدينامية لاستقدام الأمل.ولكي أعطيك بعض الأرقام،أنفق أكثر من مليار يورو سنويا لتجديد خمسمائة حي شعبي.أطلقت كذلك مخطط تربوي للنجاح،بهدف تخصيص 30 في المائة من المنح لولوج الأقسام التحضيرية في المدارس الكبرى،لأن ضواحي اليوم هي فرنسا غدا. _هناك من اعتبر أن "مشروع الأمل" الذي أطلقته وضع لأجل مصالحة ساركوزي مع الأحياء الشعبية.ما تعليقك؟ الرئيس ليس في حاجة للمصالحة مع الأحياء الشعبية.أذكركم أن الأحياء الشعبية صوتت لصالحه في 2007.عزوف الشباب في الانتخابات الجهوية تشهد أن هناك انتظارات كبيرة من قبلهم،و نحن بصدد الإجابة عنها،ولم تسجل قطيعة في الثقة بين الرئيس و هذه الأحياء. _بعد الاجتماع الأخير للوزير الأول الفرنسي مع رؤساء البلديات.المنتخبون المحليون تكون لديهم انطباع على أنه لا يمكن لك لوحدك أن تقدمي الشيء الكثير لجماعاتهم؟ المنتخبون المحليون و أنا نسير اليد في اليد،لأنهم يعرفون جيدا أنني اقتسم معهم متطلباتهم و آمالهم.لقد حققت نتائج اسثنائية في "التجديد المعماري" و "التضامن المالي"،لكن نسعى جميعا للذهاب أبعد من ذلك،لانقبل على أي إجراء دون استشارتهم. _شعبيتك وسط "المجموعة المغاربية" بفرنسا متدهورة.فموقفك من النقاب لا يرضي الكثير منهم،كما أنك تقرين أنك لا تعترفين بما يعرف "بالإسلام المعتدل"؟ لا أنسى من أين أتيت.فأنا ابنة مهاجر جزائري،مسلم،اشتغل عامل بناء.أشعر دائما أني قريبة من الذي تسمونه "المجموعة المغاربية".منذ انخراطي في العمل الجمعوي ظللت أعارض كل أشكال الإقصاء و النكوص.النقاب هو ممارسة متطرفة لأنه يزكي تهميش المرأة في أوروبا،وليس له أي علاقة مع الإسلام الذي يعتبر دين سلام و حب و تسامح. _تنحدرين من أسرة تتكون من ستة إخوة و أربع أخوات،ثمانية منهم لا يزالون على قيد الحياة.أبوك ما انفك يردد على مسامعكم جميعا القولة التالية "يجب أن تكونوا كأصابع اليد الواحدة،كل فرد منكم يعيش حياته الخاصة،لكن عندما يسقط واحد منكم على الجميع أن يهب لمساعدته و تقديم الدعم له"،هذا يحيلني على المسكن الوظيفي الخاص بك الذي اكتشف أنه يستغل من طرف أخويك،فيما أنت لاتزالين تقطنين بشقة محسوبة على السكن الاجتماعي؟ بالفعل أنني تعلمت مبدأ التضامن بفضل ترعرعي في أسرة متعددة الأفراد.لكن هذا الجدل حول المنزل الوظيفي ليس له أي اساس،لأنني لا أقطنه،فقط استضفت فيه أسرتي في مناسبات منها عيد الأضحى مثلا.في الوقت العادي أسكن في حي اجتماعي.بقائي في شقة محسوبة على السكن الاجتماعي هو اختيار سياسي. _لديك جذور قبائلية،فكيف تنظرين لمطالبة بعض النشطاء القبائلين هنا بباريس بالحكم الذاتي في منطقة القبائل؟ القبائل تحتل مكانة خاصة في قلبي.أبويا قبائليان،لكنهما جزائريان قبل أن يكونا قبائليين،يتوفران دائما على بطاقة إقامة فرنسية.أنا ولدت بفرنسا و أنا فرنسية.هذه المطالبة بالحكم الذاتي تحملها أقلية محدودة جدا.في عالم يتغير،هذا النوع من المطالب ليس له أي معنى،لأن التحدي الذي يجب رفعه هو التنمية الاقتصادية و الاجتماعية للمجتمع بأكمله. _العلاقات الثنائية بين باريس و بلدك الأصلي الجزائر ظلت تراوح النقطة الميتة.هل لم تحاولي يوما استعمال ثقلك الحكومي للتأثير فيها نحو الأفضل؟ تعرفون أن العلاقات بين فرنسا و الجزائر كما تلك العلاقة التي تجمع بين زوجين،فيها السيئ و الحسن،لكننا نتحاب بقوة رغم ذلك.أنظارنا اليوم متوجهة نحو مشاريع مشتركة.أنا من بين الآلاف من همزات الوصل الذين يعملون بقوة لتقوية العلاقات الثقافية و الاقتصادية بين فرنسا،الجزائر،المنطقة المغاربية و العالم الإسلامي. -زميلك في حكومة فيون أدين مؤخرا في قضية عنصرية بعد الذي صدر منه في حق شاب من أصل مغاربي.كيف تنظرين إلى هذه الإدانة؟ أعرف جيدا بريس أورتفو،اختلفت معه في بعض القضايا،إلا أنه رجل مستقيم و محترم،لا يشبه بالمرة البورتري الذي ترسمه له وسائل الإعلام.إدانته تحيل على وضعية معينة بسبب جملة أطلقت وسط الأصدقاء.القضاء أراد فقط أن يذكر أن هناك بعض الكلمات التي لا يجب قولها.يجب أن يضرب بنا المثل إلى مستوى كبير حتى في أقوالنا و سلوكياتنا. -ما هي نوعية العلاقة التي تربطك برشيدة داتي؟ رشيدة داتي تمثل رمزا فوق أي تقدير.كانت أول امرأة تنحدر من "التنوع" شغلت منصبا عاليا من مستوى حافظة أختام الجمهورية الفرنسية.بفضلها مرت الجمهورية إلى مرحلة أخرى.أنا متأكدة أنها ستستمر في لعب دورها المهم لفائدة بلدنا. _هل تتفقين مع الطرح القائل أنها أصبحت في الوقت الحالي مستهدفة من بعض رجالات اليمين لأنها تهدد طموحاتهم السياسية؟ السياسة،للأسف،هي تمرين صعب و في بعض الأحيان عنيف للغاية.لكن رشيدة داتي لها الحق في أن ترعى الطموحات التي تتمناها,و اعتقد أنها تتوفر على كل الكفاءات للنجاح في ذلك. -كان لك تصريحات واضحة ضد "الإنجيليين" بالمغرب.هل لم يكونوا ضحايا،في اعتقادك،لقرار بالطرد اتخد على عجل دون العودة إلى القضاء؟ أعمال الإنجيليين سواء في المنطقة المغاربية أو إفريقيا هي ممارسات متطرفة.أدينها كما أدين أي ممارسة متطرفة.يجب احترام حرية التدين لأي فرد لبناء مجتمع متسامح.لكن هذه القيم لا تمنعنا من أن نظل حذرين ضد أي عمل متطرف.أعرف المغرب وأدري أنه بلد تسامح و انفتاح. شاركت مؤخرا في مناظرة بالمغرب.كيف تنظرين لهذا البلد؟ أنا مندهشة للدينامية التي يعرفها في مجالات مختلفة اقتصادية اجتماعية و ثقافية.كما باقي البلدان يعرف في بعض الأحيان صعوبات أو متناقضات.لكن الذي يهم في آخر المطاف هي الإرداة السياسية.قرار جلالة الملك بوضع مدونة جديدة للنساء دليل على دينامية حقيقية في خدمة القضية النسائية بالمغرب. -ماذا تعني لك الأسماء التالية؟ المغرب العربي: اتحاد -الهجرة مساواة و حقوق -ساركوزي براغماتية -ع العزيز بوتفليقة احترام -محمد موساوي (رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية وهو من أصل مغربي) انفتاح -محمد عبدي (المستشار الخاص لفضيلة اعمارة وهو من أصل مغربي) سياسة