صعد الحزب الاشتراكي الفرنسي من انتقاداته ضد المناقشات الدائرة في فرنسا حاليا حول «الهوية والوطنية»، وهي مناقشات ينتظر ان تسفر عن منع ازدواجية الجنسية في فرنسا وكذلك عن إقرار المزيد من القوانين الصارمة فيما يتعلق بالهجرة إلى هناك. واتهمت الامينة العامة للحزب الاشتراكي الفرنسي المعارض مارتين اوبري الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بانه «يجلب العار لفرنسا عبر طرحه وجود تعارض بين الهوية الوطنية والهجرة». وقالت اوبري «لن اسامح ابدا نيكولا ساركوزي لخلطه بين الهوية الوطنية والهجرة»، منددة ب«الأجواء المحمومة» التي ترافق بحث مسألة الهجرة. واضافت ان «نيكولا ساركوزي يجلب العار لفرنسا عبر سعيه لطرح وجود تعارض بين الهوية الوطنية والهجرة. وهو يرتكب خطأ اذا اعتقد ان الفرنسيين سيتبعونه هذه المرة»، معربة عن «اعتزازها بكونها باسكية وفرنسية». وترتفع في فرنسا حمى سجال واسع النطاق عنوانه «الهوية الوطنية». وترتب هذا السجال عن اقتراح قدمه وزير «الهجرة والاندماج والهوية الوطنية» إريك بيسون، بتوجيه من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ويقضي بتنظيم نقاش وطني حول ماهية الهوية الوطنية. وكان ساركوزي اطلق مطلع الشهر الحالي نقاشا خلافيا حول الهوية الوطنية وصفه بانه «ضروري ونبيل»، وكلف وزير الهجرة اريك بيسون اشراك فئات المجتمع كافة فيه. وانطلقت في مقرات حكام المناطق الفرنسية اجتماعات اعتبارا من بداية نونبر الماضي، بمشاركة جمعيات ومدرسين وطلبة واولياء تلاميذ ونقابات واصحاب شركات ونواب فرنسيين واوروبيين لمناقشة ماهية «الهجرة والوطنية». وينتهي النقاش قبل 28 فبراير المقبل لترفع الوزارة حصيلته النهائية التي ستتكون من جزءين: «الهوية الوطنية» ردا على السؤال «ما يعني ان يكون المرء فرنسيا اليوم؟»، و«مساهمة الهجرة في الهوية الوطنية». وتعتبر انعطافة نيكولا ساركوزي وحكومته نحو سياسات يمينية متشددة، بداية فعلية لوضع نقاط عديدة ومثيرة كشف عنها أثناء حملته الانتخابية الرئاسية، حيز التطبيق. وبعد وصوله إلى الرئاسة أنشأ الرئيس الفرنسي وزارة الهجرة لتعنى بملف الهوية الوطنية الفرنسية. ويدعو نيكولا ساركوزي إلى التعامل بكل قوة مع المهاجرين المقيمين في فرنسا بشكل غير شرعي وطردهم إلى بلدانهم الأصلية ويسعى لدى دول الاتحاد الأوروبي حتى تتخذ إجراءات بنفس صرامة الإجراءات الفرنسية حيال المهاجرين. ولم يتورع ساركوزي عندما كان وزيرا للداخلية الفرنسية عن إطلاق تصريحات نارية وصف بالعنصرية عندما قال إنه سيقوم ب»تنظيف الشوارع التى اشتعلت فيها الاضطرابات بخراطيم المياه من الرعاع واللصوص» في إشارة الى الاضطرابات التي نتجت عن مقتل شابين مغاربيين من الأحياء الباريسية الفقيرة في ضروف وصف بالغامضة، مما أثار انتقادا حادا من جانب المقيمين بهذه المناطق مطالبين ساركوزى بالاعتذار عن هذه التصريحات. وينتقد معترضون هذه توجهات الحكومة الفرنسية القائمة على فكرة الربط بين الهجرة من جهة والهوية الفرنسية من جهة أخرى، كما لو كان المهاجرون يشكلون ضمنا خطرا على هذه الهوية. ويعتقد المراقبون ألا تلقي حكومة ساركوزي بالا للاحتجاجات، في وقت لا تتوفر فيه معارضة اشتراكية قوية وقادرة على تقديم برنامج يغري الناخب الفرنسي ويخفف من حدة الميولات اليمينة لدى الحكومة الحالية. كما يلقى توجه حكومة الرئيس نيكولا ساركوزي قبولا وترحيبا كبيرين من رموز اليميني المتطرف المعادي للمهاجرين في فرنسا. واعلنت نائبة رئيس الحزب اليميني المتطرف في فرنسا مارين لوبن تأييدها الغاء الحق في ازدواجية الجنسية. وأضافت «اعتقد انه يجب ان نطلب من هؤلاء الشبان «المهاجرين» ان يختاروا.. لا يمكن ان يكون في القلب وطنان، ولاءان».