صادق الحزب الاشتراكي الفرنسي على تعيين عمدة ليل , مارتين أوبري, رسميا , رئيسة له بعد انتخابات مريرة كادت تقسم الحزب. ويعتبر القرار ضربة شديدة لسيغولين رويال, التي اتهمت غريمتها بالتلاعب في الاقتراع الداخلي لأعضاء الحزب , وطالبت بإعادة الانتخابات، وهو ما رفضته أوبري. وأظهرت النتائج الأولية أن رويال خسرت الاقتراع بفارق 42 صوتا فقط، لكن اللجنة, التي صادق عليها المجلس الوطني للحزب في جلسة علنية , أفادت بأن أوبرى( 58 عاما) فازت بفارق 102 صوت، وهو ما يفسح المجال أمام أوبري لتولي قيادة الحزب. ولم يبد أنصار رويال استعدادهمللوقوف خلف أوبري ذوهي ابنة لرئيس المفوضية الأوروبية السابق جاك ديلور- وطالبوا باقتراع جديد على الزعامة. وقال فينسنت بيون، العضو الاشتراكي في البرلمان الأوروبي، "من أجل الشرعية والوحدة , نحتاج إلى اقتراع يعلو على كل الشبهات". وحذر بعض الاشتراكيين من أن الحزب قد ينقسم إلى شطرين بسبب هذا الخلاف الذي يستند أساسا إلى كراهية شخصية، إلى جانب خلافات عقائدية، لكن رويال نفسها قالت إنها لا تعتزم التخلي عن سفينة اليسار. وقدمت رويال نفسها كقوة تغيير، ووعدت بإدخال دماء جديدة في قيادة الحزب التي سيطرت عليها زعامة من المسنين لأعوام طويلة. لكن منتقديها اتهموها بالتقلب والاستبداد، كما عبروا عن خشيتهم من أنها كانت ستقود الاشتراكيين نحو الوسط في الساحة السياسية، من خلال محاولتها الإطاحة بنيكولا ساركوزي الذي هزمها في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وتعتبر أوبري -التي عرفت بصياغة القانون المتنازع عليه عام 2000 الذي خفض ساعات العمل إلى 35 من 39 ساعة- اشتراكية من الطراز القديم، ووعدت بتثبيت الحزب على يسار الساحة السياسية، وهي خطوة تبعث السرور في قلوب الاشتراكيين المتشددين، لكنها قد لا تضمن الفوز في الانتخابات.