وصلت مراسلة الجزيرة نت،الصحافية المغربية،وسيمة بن صالح إلى جسر الملك حسين اليوم بعد أن رحلتها إسرائيل مع 120 من النشطاء الذين كانوا على متن أسطول الحرية، وهي محملة بذكرى الهجوم الإسرائيلي على سفن أسطول الحرية الذي كان الأكثر قسوة في حياتها. قالت الزميلة وسيمة بن صالح،التي حطت بجسر الملك حسين بالأردن ابن صالح التي لا تحمل من متاعها إلا ثيابها التي ترتديها، إن جنود الاحتلال لم يعيدوا لها وللمتضامنين أي شيء، وبقيت أمتعتهم وكل ما كان بحوزتهم على ظهر السفينة التي استولت عليها إسرائيل. وتصف مراسلة الجزيرة نت لحظات الهجوم الإسرائيلي على السفينة التركية "مرمرة إسطنبول" التي كانت عليها فتقول إن صحفيين أتراكا شاهدوا أربعة زوارق حربية إسرائيلية تقترب من سفينتهم في البداية. ولتوقعهم هجوما من الإسرائيليين على السفينة التي كانت تقل أكثر من ستمائة متضامن غالبيتهم من الأتراك، تقول "كنا موزعين على طوابق السفينة، وكان هناك تناوب في النوم بين النشطاء لنبقى يقظين ترقبا لأي هجوم إسرائيلي". ثم اتصل الإسرائيليون بالقبطان وطلبوا منه التعريف بهويته وهوية السفينة، وسألوه عن وجهته ولما أخبرهم بأنها غزة أبلغوه بأن عليه تغيير المسار. وتضيف الصحفية المغربية المقيمة في تركيا في هذه الأثناء بدأ التشويش على الاتصالات وقطعت الإنترنت كما واجه الزملاء صعوبة في البث. وتستطرد "فجأة شاهدنا القوارب الإسرائيلية تحيط بنا من كل صوب وهي تحمل المئات من الجنود المدججين بالسلاح وبدؤوا محاولة لاقتحام السفينة بالصعود إليها من قواربهم وهم يطلقون قنابل الغاز بشكل كثيف". لكن النشطاء الستمائة الذين كانت تقلهم السفينة قاوموا هذه المحاولات بخراطيم المياه، وهنا بدأ الجنود إنزالهم بشكل جنوني من مروحية كانت تطلق " المتضامنون قاوموا المحاولات الإسرائيلية للسيطرة على السفينة بخراطيم المياه، وهنا بدأ الجنود إنزالهم بشكل جنوني من مروحية كانت تطلق الرصاص بكثافة رهيبة واستهدفت غرفة البث بشكل أساسي " الرصاص بكثافة رهيبة واستهدفت غرفة البث بشكل أساسي. وتضيف "الإسرائيليون سيطروا على السفينة في الساعة السادسة صباح يوم الاثنين تقريبا، وبقينا أسرى في السفينة مقيدي اليدين حتى السابعة من مساء ذلك اليوم، ثم نقلونا لميناء أسدود وبقينا هناك حتى الساعة السادسة من صباح اليوم التالي". وعن ظروف الاحتجاز تقول بقينا 24 ساعة في ظروف قاسية جدا، والجنود لم يكونوا يكترثون لمعاناتنا الكبيرة. وزادت أخبرناهم أن معنا جرحى وشهداء ونحتاج للمساعدة فلم يرد أحد علينا، بل إن بعض الجنود كانوا يقولون لنا كما تشاهدون فنحن لسنا سيئين. وتتحدث عن موقف عصيب هزها لحظة الهجوم على السفينة وهو استشهاد زميلها الصحفي التركي جودت من هيئة الإغاثة التركية (آي أتش أتش) بعد إصابته بالرصاص وهو في غرفة البث الرئيسية أعلى السفينة. وتصف المشهد بالمؤلم وهي ترى الشهداء يتساقطون، ولا سيما أحد الشهداء الأتراك الذي لفظ أنفاسه الأخيرة أمامها، أما الجرحى فكانت جراحهم في الرأس أو البطن، وقلة أصيبوا بالأرجل. وعن الرواية الإسرائيلية بوجود أسلحة على السفينة استخدمها النشطاء، تقول "الحديث عن أن لدينا أسلحة أمر مثير للضحك، ما جرى أننا دافعنا عن أنفسنا وكرامتنا". وتتساءل "كيف يهاجمنا الجنود الإسرائيليون بكل هذه القوة ونحن في المياه الدولية؟ هذا الأمر استفزنا جميعا ودفعنا كلنا للدفاع عن كرامتنا". وتنقل مراسلة الجزيرة نت عن بعض الركاب مشاهدتهم لحالات إعدام لجرحى، وتنقل عن إحدى المشاركات أنها شاهدت جثثا تسقط في المياه. لكنها تؤكد أن "هذا لن نتأكد منه إلا بعد عودة النشطاء الأتراك وحصر أسمائهم لمعرفة إن كان هناك مفقودون" أم لا. وتختتم قصتها بما جرى لدى التحقيق معها من قبل مجندة أبلغتها أنها متهمة بالدخول لإسرائيل بشكل غير شرعي، فأجبتها "جيشكم اختطفنا من المياه الدولية بطريقة غير شرعية"، وتقول لم تملك ردا لكنها استعاضت عنه بنظرة استعلاء. عن الجزيرة نت