تظاهر أكثر من 1200 شخص الجمعة أمام قصر المهرجان في مدينة كان احتجاجا على الفيلم الجزائري والعربي الوحيد في المسابقة الرسمية للمهرجان، "خارجون عن القانون"، الذي يتناول أحداث سطيف 1945 في الجزائر. واتهمت بعض الأوساط السياسية والجمعوية الفرنسية الفيلم ب"تزوير التاريخ" و"المساس بذاكرة الضحايا الفرنسيين" لحرب الجزائر (1954/1962). وقد شارك في هذه المظاهرة العديد من نواب الحزب الحاكم "الاتحاد من أجل حركة شعبية" وبعض قدامى المحاربين الذين كانوا يرفعون العلم الفرنسي بالإضافة إلى جمعيات الحرْكيّين والأقدام السوداء وممثلين عن حزب اليمين المتطرّف "الجبهة الوطنية". "بوشارب يدعي أن الفيلم مجرد قصة، لكنه..." وقال أندري ماييه، رئيس "دار المرحّلين لمدينة كان" [1] الذي شارك في المظاهرة لقناة فرانس 24 "خرجت للتظاهر لأنني أعارض ما جاء في هذا الفيلم. كما أن إدراجه ضمن قائمة الأفلام المشاركة في المهرجان استفزاز لنا ولعائلات الضحايا. كنا نحو 2000 متظاهر، بالرغم من أن الشرطة منعت أعدادا أخرى من المتظاهرين من الوصول إلى مكان المظاهرة". ويضيف ماييه "بوشارب يدعي أن الفيلم مجرد قصة، لكنه في حوار سابق مع جريدة الوطن الجزائرية صرّح أنه سيكشف حقائق الماضي من خلال "خارجون عن القانون". كما أنه قدم خمس نسخ من فيلمه، ستعرض كل واحدة منها أمام جمهور مختار وهذا معناه أن بوشارب يغير خطابه بتغير الجمهور الذي يتوجه إليه". "هل يقبل بوتفليقة تمويل فيلم يشوه سمعة الجزائر وتاريخها؟" من جهته اعتبر هيرفي كويستا رئيس جمعية "حقيقة تاريخ-كان 2010 [2]"، فيلم رشيد بوشارب "فيلما غير صادق في تناوله للأحداث التاريخية التي تناولها. فيلم بوشارب هو تمجيد لجبهة التحرير الوطني في الجزائر وبالتالي فهو بالتأكيد لا يمجّد فرنسا. نحن نعارض تمويل فرنسا لفيلم يشوّه سمعتها وسمعة جيشها. أتساءل إذا كان السيد (عبد العزيز) بوتفليقة سيقبل بتمويل فيلم يشوه سمعة الجزائر وتاريخها؟ لا أعتقد ذلك. فلماذا وحدهم الفرنسيون يسمحون للآخرين بانتقادهم؟". وأكد هيرفي كويستا إنه لم يشاهد الفيلم وأن أصدقاءه شاهدوه واكتشفوا أنه "أسوء مما كان منتظرا"، وتابع "لم نشاهد الفيلم لأننا لم نتمكن من تضميد جراح الماضي بشكل تام. لقد عشت حرب الجزائر طيلة فترة عمري التي امتدت ما بين 11 إلى 17 سنة وبالتالي يصعب علي مشاهدة فيلم يُزور الأحداث. فيلم بوشارب يشبه عناصر الجيش الفرنسي بالجنود النازيين. ويُظهر أن الأقدام السوداء أطلقوا النار على أشخاص كانوا يتظاهرون في الشارع بطريقة سلمية في حين أن ما حدث في الحقيقة هو أنه تم تزويدهم بالأسلحة فقط للدفاع عن أنفسهم". وقد كان فيلم رشيد بوشارب الذي يلعب أدوار البطولة فيه كل من جمال دبوز وسامي بوعجيلة ورشدي زم، أثار زوبعة انتقادات حتى قبل عرضه لأول مرة بسبب اطلاع نواب فرنسيين على سيناريو الفيلم قبل عرضه. ونظرا لاتساع رقعة الانتقادات، اضطر المخرج رشيد بوشارب إلى توجيه رسالة إلى القائمين على مهرجان كان [3] لتهدئة النفوس ودعوة منتقديه إلى مشاهدة الفيلم أولا. كما أن الفيلم كان سيعرض في المهرجان وكأنه فيلم فرنسي غير أن صوت المنتقدين دفع إلى تقديمه على أنه فيلم جزائري بالرغم من حصوله على تمويل فرنسي إلى جانب تمويل جزائري وبلجيكي. عن فرانس 24