ونحن نعيش مخاض انتفاضة وطنية شعبية ضدا على كل من سولت له نفسه المس بمقدسات الوطن والذي لن يكمل إيماننا إلا بحبه وعشقه والدود عنه، هي قناعة حسمت طبعا من خلال حضوري فعاليات المسيرة المليونية... ونحن نعيش مخاض انتفاضة وطنية شعبية ضدا على كل من سولت له نفسه المس بمقدسات الوطن والذي لن يكمل إيماننا إلا بحبه وعشقه والدود عنه، هي قناعة حسمت طبعا من خلال حضوري فعاليات المسيرة المليونية الوطنية التي عرفتها العاصمة الاقتصادية والمنددة بأعداء الوحدة الترابية، حضرت هاته المسيرة من منطلقين : أولا من منطلق أنني مواطن أتمتع بحقوق المواطنة وعلي واجب الحضور من دون النظر إلى انتمائي الإيديولوجي أو السوسيولوجي أو الفكري ... ، وثانيا من منطلق تمثيلي لجمعية المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة، وحقيقة حملت كاميراتي الصغيرة كهاوي للأفلام كي أدون وأسجل بعضا من اللحظات القوية لهاته التظاهرة الشعبية التي كرست مفهوم وحدة المغاربة حول مقدساتهم، وطبعا سجلت ما سجلت وتساءلت لماذا حضرت كاميرات القنوات التلفزية والإذاعية وكاميرات وهواتف الهواة وغابت كاميرات المحترفين من مخرجي الأفلام السينمائية، ولا أعتقد أن من حمل الكاميرا في مثل هاته المناسبة سيكون في وضع المساءلة أو ينتظر أن يخضع للمساطر الإدارية لحمل الكاميرا من أجل التصوير : حتى ولو لم تختمر لديكم أيها المخرجون فكرة الكتابة السينارستية، فمناسبة كهاته كان عليها أن تستغل لآن معالجة ما سيصور هو رهين بالتصوير، وأنت تصور سوف يحضرك أكثر من سيناريو وليس سيناريو واحد : يمكن معالجة هاته التظاهرة من منطلقها السوسيولوجي على اعتبار الشرائح الاجتماعية التي حضرت من كل فج عميق دون النظر إلى الفارق الاجتماعي، كما يمكن معالجتها من منطلقها السياسي بالنظر إلى كل الأطياف والألوان السياسية التي حضرت، ولم وهذا هو الأهم معالجتها من منطلق ما أصبح سائدا في مجتمع حداثي متفتح ومتحرر وأقصد هنا بالدرجة الأولى فعاليات المجتمع المدني التي حجت بقوة وعبرت ما يكفيها من التعبير دون رقيب ولا حسيب، الكل كان واعيا بالرسالة التي حركته وجعلته يشهد منافع هاته المسيرة . استغربت لحضور الفعاليات الفنية ولم تحضر كاميرات مخرجيهم، كان يمكن لآي مخرج مغربي أن يحضر كاميراته على الأقل من باب الثوثيق وثانيا من منطلق انه في لحظة من لحظات تأججه الإخراجي قد يحتاج لمشهد أو لقطة من تلك اللحظات الجملية والفاعلة والنبيلة التي حج إليها الأطفال كما الكهول كما الشيوخ وكما النساء، هي لحظة تتويج لمسار عرف بتكريسه لمفاهيم جديدة للسلطة جعلت الأعداء يعيشون لحظات ضغينة وحقد وحسد على وطن اختار أن يكون متحررا وديمقراطيا، وتعلمون أيها المخرجون متعة الفرجة لشريط 35 ملمتر. تأسفت وتسألت في نفس الوقت : أين هو موقع أفلام المقاومة في خريطتنا السينمائية المغربية؟ تبقى الإجابة عن هذا السؤال رهينة بمدى العزيمة والبحث ثم البحث الحثيث عن سيناريوهات أفلام ترد الاعتبار لمقدساتنا التي أريد لها أن تكون مادة إعلام مجاني ليس إلا، ولا أعتقد أن الجهات المنتجة ستتردد في إنتاج مثل هاته النوعية من الأفلام ، نتذكر جميعا فيلم " عمر المحتار" هذا الفيلم الذي مازال عالقا في أذهان كل العرب يستحسنون مشاهدته لأكثر من مرة ومنهم من حفظ كل مشاهده، أليس لنا تاريخ أليس لنا مناضلون سجلوا بمداد من الاعتزاز فخر انعتاق هاته الأمة من استيلاب المستعمرين وغطرسة المتكالبين، بلى : هو فقط سؤال إرادة وعزيمة على إعادة الاعتبارلهذا الوطن، ولتسهيل المأمورية فليس ضروريا أن يتحمل مخرج واحد عناء إنجاز عمل من هاته النوعية من الأفلام بل يمكن لمجموعة من المخرجين أن يصنعوا فيلما ملحميا يحمل من مقومات الفيلم المدافع عن كرامة أمة أكثر من التفكير في عائداته، ليرد على مزاعم تلك الهجمات الشرسة من جهات تحقد على تاريخ المغرب وعلى مقاوميه الأشاوس وعلى جغرافيته ومواقفه النبيلة وعلى هدوءه وسياسته وانفتاحه . واعتقد أن الجهات الوصية على قطاع السينما لن تردد في دعم مثل هاته الأفلام إن هي وجدت فيها بصيصا من الحرفية، لا اعتقد أن وزارة الاتصال من خلال المركز السينمائي المغربي أو وزارة الثقافة أو أي وزارة في إطار شراكة أو دعم إضافي أو حتى من الخواص أو جمعيات المجتمع المدني ستتردد في الدفع بمثل هاته الأعمال الفنية الملحمية إلى الأمام . كل من فوت مناسبة تصوير هاته المسيرة المليونية يكون قد فوت على نفسه لحظات تاريخية هي من حق الأجيال المقبلة، هو حق لم يفوته سينمائيونا السابقون من خلال وقوفه على تصوير اللحظات القوية للمسيرة الخضراء التي ما زلنا نرى أحسن مشاهدها خلال مناسبات وطنية أو أخرى هو امتداد لمسار يجب أن يستمر وشعاره الخالد عدم الركوع والخنوع لكل من يرغب مس مقدساتنا الوطنية ونحن نفتخر بذلك الانتصار التاريخي . وبدوري ولو أنني لا أتوفر إلا على كاميرا بسيطة فقد اقتنصت أحسن اللحظات الخالدة من خلال هاته المسيرة المليونية وسوف أوضبها مع بعض الصور الثابتة التي أرخت لتلك اللحظات الجميلة، وسوف نقوم كجمعية للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخربيكة وبتعاون مع جمعية عصفور للسينما والثقافة بعين الشق الدارالبيضاء، بالرغم من بساطة إمكانياتنا على عرضها على كل المؤسسات التعليمية التي تجمعنا معها شراكات وعلى مراكز التكوين وعلى كل من طلب منا ذلك، وسوف نغرس في كل الناشئة التي ستشاهد تلك اللحظات من خلال تلك المشاهد واللقطات بالرغم من غياب جودتها سلوك المواطنة وحب الوطن إلى حين التفكير في صناعة وإنجاز أفلام وازنة لنضال أجدادنا وآباءنا ضدا على المستعمر على الأقل من منطلق الاعتراف لهؤلاء المناضلين وتكريمهم من جهة، وخلق تعبئة شاملة للرد على الخونة من جهة أخرى، لنجرب وسوف نرى .... حسن مجتهد/الدارالبيضاء ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر عند الاستفادة