أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري، أمس الأحد بمراكش، أنه يتعين الحرص على صيانة الذاكرة الوطنية لتستلهم منها الأجيال الحاضرة والصاعدة قيم المواطنة. وقال السيد الكثيري، في كلمة خلال الحفل الذي أقيم بمناسبة تخليد الذكرى ال57 لمظاهرة المشور بالمدينة الحمراء، "يتعين علينا الحرص على صيانة الذاكرة الوطنية وأمجاد الكفاح الوطني لتستلهم منها الاجيال الحاضرة والصاعدة قيم المواطنة الخالصة وروح المواطنة الايجابية للدفاع عن المقدسات والمقومات الخالدة والذود عن الوحدة الترابية وصونها والانغمار في بناء صروح البلاد وكسب رهانات التنمية المندمجة وانجاز المشروع المجتمعي الحداثي الديمقراطي للمغرب الجديد". وأضاف أن هذه الانتفاضة، التي تميزت بمشاركة كل فئات وشرائح المجتمع بما فيها المرأة المغربية، أربكت حسابات المستعمر وزعزعت وجوده حيث أدرك أن الشعب المغربي واقف وقفة رجل واحد وصامد كالبنيان المرصوص في وجه من سولت له نفسه المس بمقدسات الوطن وثوابته الخالدة. وأبرز السيد الكثيري أن أسرة المقاومة وجيش التحرير تغتنم هذه المناسبة التاريخية لكي تجدد تأييدها التام لمبادرة المغرب القاضية بمنح حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية للمملكة في ظل السيادة المغربية، مشيرا الى أن هذه المبادرة لقيت الدعم والمساندة من لدن الدول الصديقة والشقيقة والأمم المتحدة لما تتميز به من ايجابيات تجعلها وسيلة ديمقراطية وأداة قادرة على إنهاء النزاع المفتعل في هذه المنطقة من العالم "إذا ما توفرت الارادة الحسنة لدى خصوم وحدتنا الترابية المتمادين في مواقفهم الضالة المضللة وفي المتاجرة بمآسي إخواننا المحتجزين في مخيمات العار بتندوف". وناشد في هذا الصدد "كل الشرفاء واحرار العالم ومنظماته الحقوقية والإنسانية للعمل من اجل رفع الحصار عن هؤلاء المحتجزين حتى يتمكنوا من الالتحاق بالوطن الام والمساهمة في معركة الجهاد الأكبر" التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأكدت باقي التدخلات على أن مظاهرة المشور تعتبر الشرارة الأولى في مسار الكفاح الوطني من اجل الحرية والاستقلال والدفاع عن المقدسات الدينية والوطنية، مبرزة ان هذه الانتفاضة، التي تحمل أكثر من دلالة، تبرز جليا مدى تعلق الشعب المغربي باهداب العرش العلوي المجيد. وتميز هذا الحفل، الذي حضره على الخصوص والي جهة مراكش تانسيفت الحوز السيد محمد مهيدية، بتكريم بعض رموز المقاومة وجيش التحرير. تجدر الإشارة إلى أنه سبق تنظيم هذا الحفل إزاحة الستار على اسمين من المقاومين البارزين وهما المرحومين عبد الكريم الخطيب ومحمد الحبيب الفرقاني أطلقا على شارعين بمراكش.