مرحى أيها الأصدقاء ، في سيدي قاسم ، وطوبى لكم بمولودكم الذي نشأ وترعرع ووصل صداه إلى أسماع الجميع ، وكل مرة يتجدد لقاؤكم ويكبر ، ضدا على الظروف السيئة ، وكل مرة يكرم واحد من الشغوفين بالسينما . وهذه المرة أيها الإخوة كان اختياركم ملائما ، لأنكم تكرمون من بين المكرمين صديقا عزيزا أظن أنه لم يلق لحد الآن الإعتراف والتقدير اللذين يستحقهما . صحيح أن الصديق نور الدين كشطي معروف بكده ووجوده في هذه الجغرافية السينمائية التي تمتد بقاع مدننا الكبيرة والصغيرة ، لكن الذي يحركه ويشد عود سيقانه النحيلة والرخوة هو تفانيه اللامحدود والمجاني ، هو هذه القدرة الهائلة على المنة (بكسر الميم) والعطاء دون مقابل . أقولها بصراحة ، من النادر أن نعثر على رجل له هذه القدرة على المتابعة والمشاهدة والقراءة وتحليل السينما . وليس في ما أقوله أية مجاملة تبررها مناسبة تكريم مثل هذا ، إنها الحقيقة ، حقيقة إنسان يحب السينما حتى الضجر كي لا أقول حتى النخاع يكلمني مرارا عن آخر كتاب قرأه عن السينما وعن أفلام ومخرجين لا أعرفهم أحيانا . وكم تروقني تحليلاته وتعليقاته عن أفلام شاهدناها معا . لكنه يرى فيها أشياء لم ننتبه إليها أو لم أتوقعها منه . وعلى سبيل التفكه أقول : كشطي شخص " لا يعرف من أين تؤكل الكتف " . أعني أنه لا يوظف كفاء اته السينمائية الواسعة إعلاميا ، لا ماديا ولا معنويا ، بالإعتداد المبالغ فيه بالنفس أو بالبحث عن وضع اعتباري خارق للعادة . لكن لا علينا ، يكفي أن يشهد له لقاؤكم ، كما أشهد شخصيا ، على أن تواضعه ونكرانه لذاته ينمان عن رفعة وشأن لايختص بهما إلا أناس قلائل ينذرون أنفسهم لشغف لا يسعون وراءه إلى غنيمة غير اعتراف مثل هذا الذي تقدمون له ، ومن خلالكم أقدمه بدوري للإعتراف بصديق وناقد ووسيط يحب الحديث عن السينما وعن الأفلام ، ويجد متعة كبيرة في ذلك . وها نحن نتقاسم معه ، بفضل تكريم الأصدقاء في سيدي قاسم وبفضل الحضور ، هذه المتعة وهذا الإعتراف . وإنا لمحبتك وصداقتك ورقيك أوفياء يا صديقنا نور الدين الإمضاء : محمد سكري ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر عند الاستفادة