من إدريسا ودراووغو إلى عبد الرحمان سيساكو تتميز دورة 2009 لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة بكونها الدورة الأولى التي تنظم تحت إشراف مؤسسة المهرجان ، التي تم إحداثها مؤخرا والتي يترأس مجلس إدارتها الناقد والمفكر السينمائي الأستاذ نور الدين الصايل ، المدير العام الحالي للمركز السينمائي المغربي كما تتميز بتحول هذا المهرجان العتيق إلى تظاهرة سنوية ابتداء من هذه الدورة ولا يخفى على المتتبعين لهذه التظاهرة السينمائية الإفريقية أن الفضل في الإستمرارية المنتظمة لدوراتها الأخيرة وفي التحولات الإيجابية التي طرأت عليها يرجع في جزء كبير منه إلى الدعم المادي والمعنوي للأستاذ الصايل ، الذي لم يبخل على الجهات المنظمة ، منذ التحاقه بالمركز السينمائي المغربي ، بأفكاره واقتراحاته ودعم المؤسسة العمومية التي يشرف على إدارتها وهذا ليس غريبا على عاشق للسينما وأب روحي للثقافة السينمائية بالمغرب ، ألم يساهم إلى جانب رواد آخرين في تأسيس هذه التظاهرة سنة 1977 عندما كانت حركة الأندية السينمائية المغربية في عصرها الذهبي إبان رئاسته للجامعة الوطنية للأندية السينمائية من 1973 إلى 1983 ؟ ألم يكن بمثابة دينامو محرك لأنشطتها ولقاء اتها وندواتها الثقافية ؟ لم يبخل الأستاذ الصايل أبدا في وضع شبكة علاقاته بالسينمائيين الأفارقة وغيرهم رهن إشارة إدارة هذا المهرجان والساهرين على استمراريته ؛ وإذا كانت الدورة 11 لهذا المهرجان قد نجحت بفضله في استقطاب عدة أسماء سينمائية وعلى رأسها رئيس لجنة تحكيمها المبدع إدريسا ودراووغو ، فإن الدورة 12 المزمع تنظيمها من 18 إلى 25 يوليوز 2009 قد أفلحت في اختيار مبدع إفريقي آخر لرئاسة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية ، التي ستشارك فيها أفلام طويلة تنتمي إلى المغرب وتونس ومصر والسينغال وبوركينا فاصو و مالي وغينيا وإيتيوبيا يتعلق الأمر بالمبدع الموريتاني المالي عبد الرحمان سيساكو ، الذي سيتقاسم مهمة اختيار الأجود من بين الأفلام 13 المتبارية على جوائز المهرجان ، مع 6 أعضاء آخرين هم نادية الفاني من تونس وليوكاطا سالفادور من بلجيكا ومانو ريوال من الهند وليدي دياكطي من فرنسا والفنانة المغربية المتميزة لطيفة أحرار ومواطنها الشاعر والإعلامي المتميز ياسين عدنان فمن هو عبد الرحمان سيساكو ؟ إنه مخرج وممثل ومنتج وكاتب سيناريو موريتاني من جهة الأم ومالي من جهة الأب ، ولد يوم 13 أكتوبر 1961 ب كيفا بموريتانيا وهاجر رفقة أسرته إلى باماكو بدولة مالي ، بلد أبيه ، حيث تابع جزء ا من دراسته الإبتدائية والثانوية ؛ بعد عودة قصيرة إلى موريتانيا ، بلد أمه ، سنة 1980 ، سافر إلى موسكو بالإتحاد السوفياتي لدراسة السينما بمعهدها الفيدرالي العمومي المشهور من 1983 إلى 1989 وهناك أخرج أولى أفلامه القصيرة (أراضي إفريقية ، اللعبة ، أكتوبر ) وهذا الفيلم الأخير عرض سنة 1993 بمهرجان كان في فقرة نظرة ما ومنذ هذا التاريخ وهو مستقر بفرنسا تتضمن فيلموغرافيته ، التي تحضر فيها بقوة تيمة الهجرة والترحال ، عدة عناوين لعل أشهرها أفلامه الطويلة " الحياة على الأرض " (1997 ) و "في انتظار السعادة " ( 2003 ) و " باماكو " ( 2006 ) التي أحرز بها على جوائز من مهرجانات إفريقية وأروبية أحمد سيجلماسي ''الفوانيس السينمائية''