في إطار الوصف والتقديم: أسدل الستار على المهرجان الوطني لفيلم الهواة بسطات بعد مضي خمسة أيام عاش فيها المشاركون أطوار الزمن المفترض ، زمن الصورة بأبعادها الجمالية والإيحائية ولعبتها في صناعة الحياة،الصورة التي تشكل محور الفن السابع. خمسة أيام توحدت فيها الألسنة واندمجت فيها أجيال مختلفة من شباب وكهول من بلدات مغمورة ومدن معروفة. وفود جاءت لتشارك جمعية الفن السابع بسطات دورتها الثالثة ليدور الحديث حول تقنيات الفن المرئي داخل العلبة السحرية،والمستهدف بالتشريح والتمحيص فيها هوإنتاجات السينمائيين الهواة . بالفعل تحولت عدة فضاءات داخل سطات إلى ورشات مفتوحة للتكوين والتمتع والمشاهدة وأصبح المهرجان مناسبة معروفة ومعترف بقيمته ، يمنح لهواة الفن السابع هويتهم الخاصة ويرد على الذين يعتبرونهم مجرد متسلين بلعبة المخرج السينمائي على حد تعبير مدير المهرجان ضمير الياقوتي والذي أضاف في كلمته الافتتاحية بان دورة هذه السنة تميزت بانفتاحها على مهرجان La charnière بفرنسا من خلال فقرة بانوراما المخصصة لجمعية Une aventure délicate وأفلام مهرجانها الذي تنظمه في شمال Pas de calais بفرنسا . ضمير اليقوتي مدير الدورة الثالثة لمهرجان فيلم الهواة بسطت
خمسة أيام توقف فيها زمن الرتابة واليومي المبتذل واستحالت الأوقات فيها بتكثيف مقصود من المنظمين إلى شريط من الورشات التكوينية في عدة تخصصات في السيناريو مع الأستاذ يوسف أيت همو والمونطاج مع الأستاذة لطيفة نمير والتصوير مع نجيب النية وكمال التمسماني من المركز السينمائي احد مدعمي المهرجان أما ورشة الصوت فكان مؤطرها هو عبد الله وزاني من مدرسة السمعي البصري بمراكش . في خضم هذا الزمن المقتطع من تدفق الأيام العادية قدم الهواة فرجاتهم السينمائية وكان عدد الأشرطة القصيرة ثلاثون فيلما تفاوتت في مدتها الزمنية وقيمتها الفنية . بعد المشاهدة تأتي الملاحظة : والملاحظ في مواضيع هذه الأشرطة طغيان البعد التربوي والاجتماعي مما دفع رئيس لجنة التحكيم في المهرجان المخرج عزيز سلماني إلى وصف البعض منها بأنها اقرب إلى برنامج وقائع لأنها تغيب الجانب التخييلي وتعتمد التسطيح . ومن جهة أخرى نبه الأستاذ نور الدين كشطي عضو لجنة التحكيم إلى ضرورة الانتباه إلى فعل الإدهاش الذي تتميز به السينما عموما والذي غاب في أعمال المتبارين كما دعا إلى ضرورة الخوض في غمار موضوعات مثيرة . وفي معرض تقييمه للأفلام المقدمة أشار الأستاذ يوسف أيت همو إلى أن الكتابة السينمائية تتحدد أولا على مستوى السيناريو موضحا أن الأعمال المعروضة تفتقر في معظمها إلى الحبكة والتحكم في الخط الدرامي الرابط لأحداث القصة ، كما تفتقر للتحديد الواضح للشخصيات وسقوطها في الإعلان المسبق عن النهاية وبالتالي غياب فعل التشويق. ومن النصائح التي وجهها المؤطرون إلى الممارسين الهواة ضرورة الرجوع إلى الأعمال السينمائية الكبرى والتشبع برؤيتها الفنية والجمالية قبل التفكير في الخروج عن القواعد الأساسية في السينما . في لحظة التتويج : انصرفت الأيام الخمسة دون إرادة وجاءت لحظة الختم والتتويج ، ودون توضيح من لجنة التحكيم كما جرت العادة حول المعايير المعتمدة ولا توصيات ترفع لإدارة المهرجان أعلن عن النتائج التالية : الجائزة الأولى لشريط " اليوم الثالث " لمخرجه مراد خالو من ميدلت
مراد خالو الفائز بالجائزة الاولى لمهرجان فيلم الهواة بسطات وقد عبر مراد خالو عن رغبته في الاستمرار في التجريب السينمائي معتبرا تتويجه هذا بمثابة علامة تقوده نحو الطريق الصحيح المؤدي إلى عالم السينما على حد قوله ،واعتبر خالو نفسه محظوظا حينما ولد في عصر التكنولوجيا، حيث اتسع هامش الحرية رغم انف الجميع، وممارستها بشتى الأشكال وخاصة بواسطة الصورة .هذا وقد أشاد المخرج الشاب بالدور الذي لعبه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في تكوينه السينمائي على يد السيناريست يوسف فاضل والمخرج جمال بلمجدوب ومحمد عبد الكريم الدرقاوي كما نوه مستوى التنظيم الذي ميز الدورة الثالثة لمهرجان سطات وفي شريطه "اليوم الثالث " صرح بانه هو تعبير عن غضبه اتجاه أشياء يعيشها ويرفضها وهو استمرار لشريطه الأول " إيدير ،عش يم آخر" الذي فاز به بالجائزة الأولى في سيدي قاسم الجائزة الثانية لشريط " دموع الشمس " لمخرجه حميد عزيزي من تيزي نيسلي القصيبة حميد عزيزي و الممثلة مروى القرواني في لحظة التتويج والفوز بالجائزة الثانية حميد عزيزي حاصل على التنويه في الدورة السابقة بشريط "أمي "، وجه مألوف في المهرجانات الهاوية والتربوية ، له أسلوب خاص في تركيب أفلامه القصيرة . في شريطه " دموع الشمس " اعتمد على أسلوب اللقطة الشاملة التي تمهد للحدث ، ومادام الموضوع يقارب السياحة فإن الفيلم كان غنيا بالمناظر الطبيعية المنتقاة في انسجام مع فكرة الفيلم ، إيطو التي شخصتها تهيا عزيزي طفلة حرمت من الدراسة ،تمارس الفن التشكيلي على قارعة الطريق الجبلي ، يشتهر اسمها في الخارج بلوحة " دموع الشمس " ، مع وصول السائحة أنا نفهم سر عنوان اللوحة التي جاءت من أجلها السائحة الفرنسية ، لوحة تختزن معاناة إيطو وأخويها موحى وباسو. الجائزة الثالثة لشريط " 42 " من إخراج محمد سليماني من الرباط
وقبل إسدال الستار عن حفل الاختتام صرح مدير المهرجان الأستاذ ضمير اليقوتي بان الدورة الثالثة لفيلم الهواة بسطات حملت بعض المفاجآت من قبيل التزام السلطات الإقليمية برعاية المهرجان والزيادة في ميزانيته ثم التزام المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالعمل مع جمعية الفن السابع لتوفير مقر خاص حتى تتمكن من الاستفادة من بعض الدعم والتجهيزات التي يمكن ان تقدمها الجمعية الفرنسية الحاضرة في المهرجان . للإشارة فإن حفل الافتتاح تميز بتكريم كل من عبد الرزاق غازي فخر المسؤول السابق عن البرمجة وتوزيع الأفلام في الجامعة الوطنية لأندية السينمائية ثم الأستاذ حسن إغلان احد الفاعلين الجمعويين والمؤسسين لجمعية الفن السابع بسطات ، كما تميز هذا الحفل بتقديم شريط من إنتاج الجمعية المنظمة بعنوان " النهضة الرياضية السطاتية لكرة اليد رميات بالارتقاء " وهو من إخراج ضمير اليقوتي ومحمد الهاشمي. من كواليس المهرجان : عبر العديد من المشاركين عن استيائهم من المشاركة في مهرجان سينما الشباب ببوزنيقة السنة الماضية وما زال المتوجون منهم لحد الساعة لم يحصلوا على الجوائز. عبر بعض المشاركين في دورة سطات لفيلم الهواة عن عدم رضاهم لنتائج لجنة التحكيم في بعض الاختيارات ، وظلوا يتساءلون حول المعايير التي تمت بها عملية تقييم العروض. نجيب عبد اللطيف الفوانيس السينمائية