مرة أخرى تعانق مدينة سطات دورتها الوطنية الثانية لفيلم الهواة، وهي الدورة التي تأتي في سياق تعميق وتأصيل هذه التجربة الوطنية بهاته المدينة ... وهذه المحطة الفنية الإبداعية من تنظيم جمعية الفن السابع والمجلس البلدي بمدينة سطات، بدعم وتعاون مع مجموعة من المكونات الإدارية الثقافية والتربوية والمركز السينمائي المغربي ... كل ذلك في أفق منح الشباب والهواة بشكل عام فرصة التعبير عن ذواتهم وانشغالاتهم وآلامهم وآمالهم ... بالتعبير الفني المرتبط بلغة حكي الصورة . وإذا كانت مدينة سطات قد نجحت في الحفاظ على هذا المكسب الفني والثقافي ... فهو مكسب من الممكن تعميقه خلال السنوات المقبلة بدعم من طرف مكونات أخرى ... المهم هو أن تنضاف مدينة سطات إلى خريطة القول السمعي البصري وبهذا يمكن لرقعة التعبير الفني ببلادنا أن تتوسع في أفق تعميق مكانتها في المجال الفني والثقافي بشكل عام . فعلى امتداد أربعة أيام ( من 02 إلى 05 أبريل 2008 ) ستعيش هاته المدينة مجموعة من الأنشطة والمحطات الفنية والتكوينية والثقافية ... فهنا نشير أن حفل الافتتاح قد عرف مجموعة من المفاجآت الثقافية والفنية الجميلة إذ استطاعت إحدى فقراته أن تخلخل تلقي المتلقي في هذا الحفل من خلال ربط الماضي بالحاضر ونقصد هنا خلخلة المتلقي الذي اعتاد على ربط مدينة سطات على المستوى الفني بالعيطة ... لكن فوجئ الحضور الكريم بان هاته المدينة كانت تنهض بجانب فن العيطة على جوق عصري حديث يسير في أفق الأغنية المغربية العصرية أنذاك .... فكانت أسماء مغنية وعازفة فعلت فعلها الفني خلال فترة نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات... كل هذا ساهم في جعل المتلقي ينظر إلى مخزون مدينة سطات الثقافي الفني برؤية أكثر عمقا ... بالإضافة إلى هاته المحطة الفنية تم تكريم أسماء فنية وثقافية تركت بصماتها في المجال الفنية والثقافي السطاتي/ المغربي . أما في اليوم الثاني فقد عرف المهرجان محطات تكوينية وثقافية ونخص بالذكر : ورشات من أجل تعميق مكتسبات الهواة في مجال الإخراج وكتابة السيناريو والمونتاج الرقمي ... بالإضافة إلى ندوة علمية / تقنية الغاية منها مد الهواة ببعض التقنيات الرقمية المرتبطة خصوصا بمجال التصوير استقطبت العديد من الطلبة المتابعين لدراستهم السمعية/البصرية... ليفتح الستار في ما بعد من أجل معرفة عطاءات الهواة وانشغالاتهم ... إن المهرجان الوطني لفيلم الهواة بسطات وهو يعيش دورته الثانية مكسب فني وثقافي أتى في سياق سد هذه الثغرة التي كانت تشكو منها خريطة القول السمعي/البصري ببلادنا ... ما نتمناه أن يتم مد المكونات الساهرة على تنظيم هذا المهرجان بكافة الوسائل المادية والتقنية في أفق أن تستطيع جمعية الفن السابع ... من أجل أجرأة كل تخطيطاتها وأهدافها المسطرة .... ولن يتحقق في اعتقادنا هذا إلى من خلال ثقافة الشراكات وانخراط القطاع الخاص في دعم هذه المبادرة الفنية الجميلة التي أصبح العديد من المهتمين بالشأن السينمائي يبرمجون زمنها في أجندتهم الخاصة . الحبيب ناصري/ حسن مجتهد أبريل 20008 سطات / المغرب مجلة الفوانيس السينمائية