في مقالنا الاول حول المهرجان الوطني لفيلم الهواة بسطات والذي عنوناه ب/ويستمر فيلم الهواة بسطات /وعدنا القارئ الكريم بان ننقل له بعض الانشطة التي عرفتها الدورة الثالثة ... ليس من موقع وقائعي فحسب بل من موقع دلالي ايضا ...من هذا المنطلق علينا ان نعود الى لحظة تكريم وجهين /فاعلين جمعويين ويتعلق الامر بالوجه الجمعوي حسن اغلان والوجه /القيدوم الجمعوي السينمائي عبد الرزاق غازي فاخر الذي حكى لي عنه وجه /قيدوم جمعوي اخر وهو الدكتور باري محمد عتيق الغيني الاصل والطبيب الذي لا زال يمارس مهنة الطب هنا بخريبكة والذي على بعض الجمعيات السينمائية هنا بخريبكة ان تلتفت اليه ...ولو انني اعرف الرجل وبشكل جيد انه من الهاربين من لغة الاضواء والمشتغلين بلغة الصمت.... لكن ثقافة الاعتراف بالغير من موقع ما قدمه الى السينما الافريقية على المستوى التنظيمي والعديد من الاقتراحات ....اعتقد انه واجب انساني وهو الحامل لدماء افريقية قحة والعاشق للمغر ب الى حد النخاع ..... ان ادراج ادارة المهرجالن الوطني لفيلم الهواة لهذين الاسمين....في افق الاعتراف بخدماتهما المبنية اصلا على التطوع واقتطاع جزء ثمين من حياتهما الشخصية والعائلية والمهنية ....لعمري هي ثقافة نبيلة ينبغي تشجيعها ودعمها والعمل على تعميقها ....انها لحظة اعتراف في الحاضر بما قام به كل من السيدين حسن اغلان وعبد الرزاق غازي فاخر ....التفاتة من شانها ان تدعم معنويات من يشتغل اليوم في العمل التطوعي الثقافي والفني والاجتماعي والرياضي ...لانه مدرك ان هناك من يعترف بهذه الاعمال وبهذه التضحيات الجسام /واللي قال العافية باردة ادير ايدو فيها/....ان تكريم هذين الوجهين الجمعويين هو تكريم لكل زملائهم ولكل الجمعيات التي اسسوها او اشتغلوا بها ....من هنا وجب القول ان ثقافة الاعتراف بالغير هي ثقافة نبيلة بل لعمري لا يمكن الا ان تعمق الاهتمام بالعمل الجمعوي الهادف الى ترسيخ قيم الفن والجمال ....قيم نادر اليوم في بلدنا من يسعى اليها .....في زمن الحسابات من اجل الفوز بمقعد هنا او هناك ....بل ما اجمل هذه الحسابات لو كان اصحابها يضعون الشان الثقافي والفني والفكري في اولوية اولوياتهم ....لو حصل هذا لقطعنا اشواطا عديدة ....ولو كنا نحن الذين اكتوينا بلغة الفن والثقافة اليوم... قد حققنا نحن بدورنا العديد من انجازاتنا الثقافية عوض البقاء وفي احسن الحالات ننتظر من يدعمنا من اجل اخراج هذا العمل او هذا الكتاب او هذه المسرحية او هذا الفيلم او هذه الرواية ....الى الوجود قبل ان ننتقل الى الرفيق الاعلى والمدعم الاكبر المطلع على قلوبنا المحبة لوطننا دون ان نكون من الحالمين بهذا الموقع هنا او هناك....انه الله الذي ننتظر رحمته من اجل تقوية كل القلوب لتحب هذالوطن العزيزوالجميل الناهض على ثقافة التازر والتعايش والتعاون ....وطن الخصوبة والتاريخ والتخييل العميق ....وهو ما كنا نلمسه في ابائنا واجدادنا باشكال متعددة ومختلفة وهو ما نسمو اليه اليوم بلغة عصرنا .... سطات /مجلة الفوانيس/الدكتور الحبيب ناصري/ناقد