تطوان – نور الدين محقق: احتفاء بالسينما الاسبانية وتكريم للراحلين المخرج المصري يوسف شاهين والممثل المغربي حسن الصقلي .... مرة أخرى يعلن المهرجان الدولي للسينما المتوسطية بمدينة تطوان ) المغرب( عن الرغبة في الاستمرارية القوية والحضور السينمائي المشع كعادته دائما منذ انطلاقته الرائعة سنة 1985 ، وذلك بإعلان اللجنة المنظمة له ، عن الدورة الخامسة عشرمن مسيرته الفنية الموفقة والتي أهلته لأن يصبح أحد المهرجانات السينمائية الهامة بالمغرب. هذه الدورة التي ستمتد من يوم 28/3/2009 إلى غاية يوم 4/4/2009 ، أي طيلة ثمانية أيام ، كلها ستكون ملأى بالفن السينمائي ، في أرقى تجلياته سواء الفيلمية منها أو ما يتعلق بإقامة ندوات حول هذه التجليات السينمائية ذاتها . هكذا ستحتضن هذه الدورة تكريما للسينما الاسبانية باعتبارها سينما متوسطية بامتياز ، وسيتم بالمناسبة إقامة عروض استرجاعية لأفضل الأفلام التي عرفتها هذه السينما طيلة خمسين سنة الأخيرة . وهي بادرة سينمائية جديرة بالتنويه إذ ستمكن المشاهد المتابع لفعاليات المهرجان من الاقتراب أكثر من هذه السينما ومعرفة المراحل التي قطعتها ، وبالتالي مقارنتها بباقي السينمات المتوسطية الأخرى ومنها بطبيعة الحال السينما المغربية التي عرفت نشاطا ملحوظا في السنوات الأخيرة . وهو الأمر الذي يؤكد عليه هذا المهرجان ويحرص على الاستمرارية فيه ، لأنه يمكن من إبراز الثراء والتنوع الثقافي لبلدان البحر الأبيض المتوسط .، كما سيتم تنظيم ندوة تكريمية للمخرج السينمائي المصري الكبير الراحل يوسف شاهين تتناول بالدراسة والتحليل المحطات السينمائية الهامة في حياته و تقف بالتالي عند الأفلام التي قام بانجازها والبعد العالمي الذي استطاع تحقيقه من خلال هذه الأفلام سواء على مستوى التيمات التي طرحها أو الانجاز الفني المتحقق فيها ، وسيشارك فيها مجموعة من الأسماء الهامة في المجال السينمائي العربي مثل الفنان المصري محمود حميدة والناقد السينمائي ورئيس الجمعية المغربية لنقاد السينما خليل الدمون وسواهم . إضافة إلى هذا سيتم تكريم الممثل المغربي الكبير الراحل حسن الصقلي من خلال الوقوف عند الأفلام السينمائية التي شارك فيها ، والمستوى الرفيع الذي استطاع الوصول إليه في عملية تجسيده للأدوار التي أنيط به القيام بها . إلى هذا سيتم عرض مجموعة من الأفلام الهامة التي لم يسبق عرضها من قبل، والاحتفاء بالذكرى الأربعين للتظاهرة المعروفة ب«خمسة عشر يوما للمخرجين» التي يتم تقديمها بشكل موازي في مهرجان " كان" السينمائي الفرنسي . وإقامة ندوات هامة تتمحور أشغالها حول نقاد السينما وعشاقها اليوم ،والمهرجان ووسائل الإعلام. وبخصوص الأفلام المشاركة في هذه الدورة من المهرجان ، فهي تتوزع ما بين أفلام طويلة وقصيرة ، وثائقية وتخييلية أنتجت منذ سنة 2008 و تمثل غنى وتنوع منطقة البحر الأبيض المتوسط نذكر منها بالنسبة للأفلام الطويلة مايلي : هناك فيلم " زمن الرفاق" لمحمد شريف الطريبق)المغرب( و فيلم " الصفر" لمارجينونو نيكولاي )رومانيا( وفيلم " ماي مارلون و براندو " لحسين كرابي ،)تركيا ،هولاندا، المملكة المتحدة( وفيلم " خطيب لياسمينة" لايريني كاردونا ) اسبانيا( و فيلم " الثلج" لعايدة بيجيتش )البوسنة،ألمانيا ، فرنسا، إيران( وفيلم " اصلاح" لطنوص أناسطوبولو س )اليونان( وفيلم " سونيطوس " سالفتور مرو (ايطاليا) ، كما نذكر بخصوص الأفلام القصيرة ما يلي : " فيلم " الحكم" لباولو زوكا )ايطاليا ( و فيلم " اطا" لسكلا زينسيرسي و كيووم جيوفانيتي (فرنسا) ، وفيلم "جذور" لأيلين هوفر (بين تركيا وسويسريا) وفيلم " ايزوران" لعز العرب العلوي المحرزي )المغرب(وغيرها من الأفلام ، وبخصوص الأفلام الوثائقية نذكر منها " ما بعد الحرب،دائما الحرب" لسمير عبد الله ) مصر، الدانمارك، فرنسا ( وفيلم " الفوضى المبدعة " لحسن زبيب)لبنان ( و غيرها . إن هذا التنوع والغنى السينمائي الذي تقدمه هذه الأفلام السينمائية المتوسطية ،بمختلف الأنواع المنضوية تحتها ،لمشاهديها، يبين لنا مدى حسن اختيار اللجنة المنظمة لنوعية الأفلام التي سيتم عرضها في هذه الدورة والجدية التي رافقت هذه العملية ، وهو أمر سيضاعف من التنافس بين هذه الأفلام حول الفوز بجوائز المهرجان . أما بخصوص لجان التحكيم ، فلجنة تحكيم الأفلام الطويلة سيرأسها في هذه الدورة المخرج المغربي المعروف الجيلالي فرحاتي صاحب الأفلام السينمائية القوية مثل " جرح في الحائط" و" عرائس من قصب" و " شاطئ الأطفال الضائعين" و" خيول الحظ" و " ضفائر" و " ذاكرة معتقلة"، وتضم كل من الممثلة والمخرجة زكية الطاهري )المغرب / فرنسا (، وروبرت الأزرقي ، مدير التصوير ،) فرنسا ( و الممثل بسام كوسا )سوريا (و الناقد السينمائي ايلفي رايت )ايطاليا ( و المخرجة أزسينا رودريغيز روميدا ) اسبانيا( ، في حين سيرأس لجنة التحكيم الخاصة بالأفلام الوثائقية المخرج المغربي نور الدين كونجار وتضم في عضويتها كل من المخرجة الفلسطينية مي المصري والناقد السينمائي الأكاديمي الفرنسي ميشيل سيرسو و الناقد الأكاديمي التونسي كامل بن وانس و الباحث الجامعي المغربي محمد أنقار . هكذا يؤكد هذا المهرجان السينمائي المغربي حضوره الفعال في خدمة السينما المتوسطية ، من خلال فسح المجال أمام الجمهور المغربي لمشاهدتها والتعرف على التنوع والغنى الذي تزخر به من جهة ، كما يسمح له بمقارنتها مع السينما المغربية والبحث عن أوجه التكامل الحاصلة بينها وبين هذه السينمات . تطوان – نور الدين محقق الفوانيس السينمائية