ظاهرة صحية تلك التي ميزت دورة طنجة هذه السنة ...اذ ان قاعة فندق شالة بطنجة تعرف العديد من النقاشات الهامة.... فكل فيلم الا ويقدم للنقاش في جو ثقافي يؤكد رغبة الجميع في جعل النقاش الهادئ ودون خدش او تعصب ....ميزة تميز حلقات النقاش ...المهم هنا وفي نظري المتواضع ان كل اشكال التواصل بين فريق الفيلم والمهتمين من اعلاميين ونقاد ومهتمين ... حاضرة البعض يطرح قضايا المضمون والبعض الاخر يلامس قضايا تهم جوانب ترتبط بما هوتقني والبعض الاخر يجمع بين هذا وذاك ....المهم هنا هو نسمع لبعضنا البعض بطريقة ثقافية وان نتعلم من بعضنا البعض والرابح الاول والاخير هو الحقل الثقافي بشكل عام وقضايا الفيلم المغربي بشكل خاص .....ولعل هذا النقاش من شانه ان يكون فاعلا في كل المكونات التي تشتغل على الفيلم المغربي في افق التفكير في جعل هذه النقاشات فاعلة ودالة بل ومساهمة في تطوير طرق الحكي والتعبير واختيار القضايا التي تهم سينمانا المغربية ....وعلى سبيل التمثيل لا الحصر يمكن القول ان النقاشات التي اثيرت صبيحة الاثنين 15دجنبر والخاصة بفيلم خربوشة والذي كان من توقيع حميد الزوغي ...كانت نقاشات هامة ومثمرة اذ اكد معظم المتدخلين على اهمية ان نرى ذواتنا في الشاشة الكبرى خصوصا حينما يتعلق الامر بحقبة تاريخية هامة ودالة حقبة القايد عيسى بن عمر وكيفية تحيه من طرف الشيخة خربوشة ليس بالامكانات المادية والعسكرية والنفوذية التي كان يمتلكها هذا القائد العنيف ...بل بالعيطة ...نعم وحدها العيطة استطاعت ان تخلخل كيان القايد عيسى ....وحدها الاغنية الشعبية التي تغنت بها خربوشة هزمت القايد وجعلته يرغب في الحوار مع الشيخة خربوشة بل واركعته من اجل البحث عن الهدنة لكن خربوشة كانت الاقوى وعاد العنف يدب في جسم القايد وكانت النتيجة ان دفنها حية بعد ان انتشرت عيوطها ....الشئ نفسه اثاره الفيلم القصير ايزوران لمخرجه عز العرب ....المهم هو الحفاظ على هذا المكسب المتعلق بنقاشات الفيلم المغربي بشكل هادئ ودال . الفوانيس السينمائية /د.الحبيب ناصري / طنجة