في اطار الدورة السابعة لمهرجان السينما والتربية بسيدي سليمان من 23 الى 26 ماي 2013 ، يحتضن فندق أيمن في العاشرة من صباح يوم السبت 25 ماي الجاري ندوة وطنية حول موضوع " مضمون الحرية في السينما المغربية " ينشطها الناقد والشاعر والفاعل الجمعوي الأستاذ محمد عابد ويشارك فيها بمداخلات النقاد والأساتذة المختار آيت عمر و ابراهيم اغلان ومحمد الخيتر وحميد اتباتو . فيما يلي الأرضية الفكرية التي أعدها الدكتور اتباتو لهذه الندوة : تتعين الحرية بمعاني عديدة منها غياب الإكراه ، وعيش الحياة بإرادة حرة ، و اختيار الحياة والقناعات الخاصة ، و التخلص من القيود و الهيمنة ، و العيش الطليق ... ويكون مضمون الحرية غير بعيد عن هذا التحديد بالنسبة للفرد و الجماعة . و حين نربط الحرية بالإبداع نقصد كل ما يفيد انعتاق الإنسان وعلاقات المجتمع في الواقع و يحرر الإبداع فيه ، ليس من حيث المضامين فقط بل من حيث الشكل الفني كذلك. اقتراح "مضمون الحرية في السينما المغربية " كإشكالية لندوة النادي السينمائي بسيدي سليمان يكرس الانشغال العميق بالقيم الفاعلة و بالقضايا الجوهرية التي تبني معاني السينما و الثقافة و الانشغال بهما ، و يؤكد الرغبة في تفعيل الأسئلة الحقيقية التي يحتاجها الواقع و الشرط التاريخي الذي يندرج فيه هذا الفعل الثقافي. لقد شكلت الحرية انشغالا مقدسا للإنسان على مستوى النظرية و الممارسة ، بل لقد دار كل الفعل الإنساني الحقيقي حول الحرية فكانت مقترحات التقدم في المعرفية العلمية ، و الإبداع الفني ، و علاقات الإنتاج ، و أنماط الوعي ،وكيفية تدبير العيش ، و صيغ تسهيل الحياة ، و التعاقدات الإجتماعية إلخ ... بمثابة وجهات نظر و مقترحات ذات علاقة بالحرية ، قبل بها البعض و رفضها البعض الآخر بناء على طبيعة الموقف من الحرية ، هكذا لا يمكن أن نفكر في السينما بمعناها الحقيقي إلا باعتبارها نتيجة وعي التقدم و فكرته ، و قناعة أنتجها و يؤصل تطورها وعي التحرر. قراءة " مضمون الحرية في السينما المغربية " تعني رصد تجليات الموضوع في هذه السينما ، و رصد أهم الأحداث و الوقائع و المحكيات المكثفة لهذا المضمون ، و تأويل العلامات و الرموز المعبرة عنه ، لكن ما تعنيه هذه القراءة كذلك هو قراءة السينما المغربية في سؤال حرية هذه السينما و مدى قدرتها على تحرير أدواتها التعبيرية و أساليبها الفنية ، و الأهم رصد قلق الحرية فيها من خلال قراءة سؤال التحرر الاجتماعي و كل ما يرتبط به من أسئلة جوهرية من قبيل سؤال التقدم و التغيير و التحديث و الديموقراطية و العدالة الاجتماعية إلخ ... يبدأ حديث الحرية في السينما المغربية في المجتمع و السياسة و ينتهي فيهما ، و لا يستقيم طرح مضامين ما للحرية في هذه السينما بمدى استحضارها لوقائع من مسارات تحرر الناس و كفاحهم من أجل ذلك و نجاحهم أو إخفاقهم في هذا الكفاح فقط ، بل بمدى قدرة هذه السينما على تحرير مضامينها و الأدوات الفنية التي تقترحها لتقديمها ، و على التحقق أداة للتحرر و ترسيخ الحاجة إلى الحرية في الواقع و الإبداع . هكذا يكون المدخل الهام للمداخلة بصدد إشكالية " مضمون الحرية في السينما المغربية " هو قراءة مدى ارتباط هذه السينما بالواقع و انشغالاته وفق وعي متحرر يعنيه أن يحرر الإبداعية السينمائية من الجاهز و المتجاوز و السائد عبر اقتراح ما ينقض ذلك ، كما يعنيه ربط تحرير السينما بأفق تحرير المجتمع و الواقع ، و بهذا تكون المداخل الأساس لقراءة إشكالية الندوة هي قراءة موضوعات الحرية في السينما المغربية ، و قراءة معنى التحرر في أشكالها الفنية ، و كيفية إسهام هذه السينما في تحرير الاستقبال و الوعي الفنيين ، و الأهم رصد صيغ توافق آفاق السينما المغربية و آفاق التحرر المجتمعي العام و هذا ما نحدده أكثر بالمحاور الآتية : * موضوعات الحرية في السينما المغربية ؛ * الشكل الفني في السينما المغربية و معاني التحرر ؛ * أفق التحرر من الواقع إلى الإبداع السينمائي المغربي ؛ * السينما و الحرية بالمغرب : أوهام الانتصار و شروط الهزيمة ؛ * الصراع ووعي التحرر في السينما المغربية ؛ * معاني الحرية في السينما المغربية ؛ * رؤية التحرر الاجتماعي في السينما المغربية ؛ * الحريات الفردية في السينما المغربية : من الاحتياج التاريخي إلى الأدلجة ؛ * العلاقات السينمائية بالمغرب من ترسيخ الحرية إلى تجديد القهر . ويمكن إغناء هذه المحاور بمداخل إضافية تساهم في إنجاح الندوة و تعزيز الحاجة إلى حديث الحرية في السينما و الثقافة و في كل حقول المجتمع. حميد اتباتو