فيلم " أعطيني الناي وغن لي ..." الجمع بين خصوصية الفيديو كليب و الفيلم القصير حينما كنت أشاهد الفيلم القصير" أعطيني الناي وغن..." لمخرجته سناء عكرود ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني 12 للفيلم المنظم بطنجة، وبالضبط في دقائقه الأولى دخلت في حوار مع صديق لي بجانبي حول اللقطات الاستهلالية للفيلم، وطبعا ظهرت اللقطات الأولى وصاحبتها موسيقى تصويرية للمطربة فيروز " أعطيني الناي وغني لي .." وسرعان ما همس أحد المتفرجين مناديا إيانا بالسكوت، حقيقة كنا في موقف لا نحسد عليه، وجدنا أنفسنا محرجين فاعتذرنا له لأننا خرقنا بندا من بنود الفرجة السينمائية الذي يجب أن يعم قاعة العرض ، لكن حينما راجعنا موقفنا وجدنا أن مخاطبنا كان يتلذذ بنغمات فيروز على اعتبار أنه لم يقع أي حوار بين شخوص الفيلم حتى نشوش عليه لحظات الفرجة، فنغمات فيروز شدت الجمهور شدا ونسي هذا- الجمهور- أنه يشاهد فيلما يدخل غمار المسابقة، من تم عدلت موقفي وهمست في أذن صديقي مرة أخرى قائلا له لماذا أمرنا مخاطبنا بهاته الطريقة علما أنه لم تظهر بعد المعالم القصوى للفيلم، حينها تأكدنا أن مخاطبنا كان مشدودا إلى نغمات فيروز وليس لمشاهد الفيلم، انطباع خرجنا به منذ الوهلة الأولى للشريط مفاده أن هذا الشريط ينتمي لجنس الفيديو كليب ولا يتوفر على موصفات الفيلم القصير، لكن سرعان ما اتضحت لنا بعض من المعالم المغمورة وسط الفيلم ملخصها أنه يطرح للنقاش بعضا من المعاناة التي يكابدها الفنانون والمبدعون (مشاهد لطيفة أحرار وبعض المستجوبين المتضامنين مع هموم الفنان) وأيضا من لحظات البذخ التي ينعم فيها البعض الآخر ( مشاهد المستجوبين الناقمين على بعض الفنانين واعتبارهم مبذرين للمال العام)...، وحقيقة بالقدر الذي تعاطفنا فيه مع فكرة الفيلم بالقدر الذي تبين لنا بأن صاحبته تحمل رسالة وهما تريد إيصاله للجمهور عوض عقد مناظرات في الموضوع، من جانب آخر هو جواب على استفسارات ربما يصعب على صاحبة الفيلم أن تواجه به بعضا من الجماهير المتموقفة من اختياراتها الأخيرة على مستوى التشخيص في بعض الأفلام . من جانب آخر وبنظرة تقابلية بين عنوان الفيلم ومضامينه يتضح أن كلاهما لا يخدم الآخر، فبالرغم من توفر الشريط على خصوصيات الفيلم السينمائي على مستوى التعبير بواسطة الضوء وترنحات بطلة الفيلم ومعاناتها، إلى أن الإيقاع الذي سار به الفيلم كان يتأرجح بين السينما والتلفاز والفيديو كليب، وعلى كل حال تبقى تجربة سناء عكرود مقبولة من بعض الجوانب على أمل أن تتضح رؤيتها وقناعتها حول دخولها تجربة الإخراج السينمائي وما تمليه عليها هاته التجربة من معاناة وصبر وقناعة. حسن مجتهد ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر والكاتب عند الاستفادة