اعتقلت عناصر الحرس المدني الاسباني، أزيد من 90 شخصًا، من بينهم العديد من القاصرين المغاربة، في ميناء سبتة خلال حملة مفاجئة أطلقتها اليوم الثلاثاء. وشملت لائحة المعتقلين، نساء مغربيات وجزائريات ومهاجرات اللائي تم إسكانهن في مركز استقبال الأجانب في سبتة المعروف اختصارا ب (CETI). ومن المنتظر أن تبث الشرطة الاسبانية في الأشخاص المعتقلين، الذين سيتم طردهم أو الابقاء عليهم في المؤسسات المضيفة. وسبق أن قالت صوفيا أثيدو، القيادية بالحزب الشعبي الإسباني في مدينة مليلية المحتلة، إن العدد الهائل للأطفال المغاربة القاصرين غير المصحوبين أصبح يؤرق سلطات سبتةالمحتلة، مشيرة إلى أن عددهم بمختلف المدن الإسبانية يتجاوز 11 ألفا، و"هو وضع لا يبعث على الارتياح ويضع مدريد أمام مشكل حقيقي". وأكدت المتحدثة أن مدينتي سبتة ومليلية تحولتا إلى مختبر لتفريخ المهاجرين غير الشرعيين، الذين يرغبون في الوصول إلى مختلف الدول الأوروبية، في إشارة إلى القاصرين المغاربة الذين يدخلون الثغرين، إما عن طريق تسلق السياجين الشائكين أو التخفي داخل عربات تابعة لشبكات الاتجار بالبشر. واتهمت أثيدو، في تصريحات أدلت بها إلى صحيفة "إلفارو تيفي"، السلطات المغربية بعدم القيام بدورها الإيجابي فيما يتعلق بملف القاصرين، وأنها لا تتفاعل بشكل جيد مع هذا الموضوع، مضيفة أن مدريد والرباط وقعتا اتفاق تعاون في هذا الباب، وأن على المغرب أن "يكون مخلصا ووفيا لوعوده". وأوضحت المتحدثة أن العديد من هؤلاء القاصرين فارقوا الحياة غرقا أثناء محاولتهم التسلل في سفن نقل السلع، مبرزة أن التعاون مع المغرب بشأن ملف الأطفال القاصرين غائب تماما، بالرغم من وجود اتفاق وقع منذ عام 2007، وتمت المصادقة عليه رسميا سنة 2012، يسمح بإعادة هؤلاء الأطفال إلى مدنهم الأصلية. أثيدو دعت المغرب إلى تحمل مسؤوليته في هذا الإطار، خاصة في ظل الدعم المالي الكبير الذي يتلقاه، سواء من مفوضية الاتحاد الأوروبي أو إسبانيا، بغرض التصدي للهجرة غير النظامية. كما طالبت بضرورة تفعيل بنود "معاهدة حسن الجوار" الموقعة سنة 1992.