يشارك فيلم "إنديغو"، الذي فاز بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان واغادوغو السينمائي الدولي في عام 2018، بحضور المخرجة الشابة سلمى بركاش، في مهرجان السينما والمدينة في دورته الثانية. ويحكي الفيلم عن شخصية "أنديغو"، التي تعيش صدمة نفسية تجعلها تلجأ إلى عالم التنبؤات للهروب من واقعها وبطش محيطها العائلي. تبدأ أحداث الفيلم عندما تعلم الطفلة (نورة)، ذات ال13 ربيعا، بأن أمها (ليلى) ستلتحق بأبيها في الديار الأسترالية، وبالتالي ستكون مجبرة على العيش مع خالتها لمدة طويلة فتتعرض لصدمة عاطفية، تحاول الاحتماء منها عبر اللجوء إلى عالم العرافين للهروب من عنف شقيقها المهدي. وتكتشف بعد ذلك أن لديها ملكة سيكون لها وقع سلبي على مجرى حياتها كما لو كانت لعنة حلت بها وخلفت الكثير من سوء الفهم في وسطها الاجتماعي. من خلال شريط أنديغو استطاع صناع الفيلم التطرق لموضوع التفكك والإهمال الأسري وتأثيره على نفسية الأطفال، من خلال زاوية معالجة جديدة ومتميزة، شدت انتباه المشاهد، داخل قالب درامي فريد من نوعه وظفت فيه المخرجة بركاش الصوت والصورة بشكل محترف. وتعتبر المخرجة سلمى بركاش من مواليد 13 ماي 1966 بالدارالبيضاء، تابعت دراستها بالمغرب، وفي سنة 1986 انتقلت إلى الدراسة بالوحدة التربوية للهندسة المعمارية في ليون، وجامعة السربون في باريس، حيث حصلت على الدكتوراه في شعبة الفن السمعي البصري، كما أسست مركزا للوثائق والبحوث حول الفنون في المغرب العربي مع مجموعة من الطلاب المغاربيين، وشاركت كمتدربة في التأليف والإخراج ببرنامج «جيكا» للقناة الفرنسية الثانية، بعدها أسندت لها مسؤولية السمعي البصري في شركة «أمنيوم شمال إفريقيا». ومنذ ذلك الحين أخرجت عدة أفلام قصيرة كمخرجة أو كمساعدة مخرجة. وكان فيلم "الوتر الخامس" أول فيلم طويل لها سنة 2010، الذي حصل على جائزة الإخراج في الدورة ال14 لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة سنة 2011. ويتنافس فيلم "أنديغو" على الجائزة الكبرى، لمهرجان السينما والمدينة في دورته الثانية، المنظم من 24 إلى 28 شتنبر بالدارالبيضاء، إلى جانب عشرة أفلام تمثل 12 بلدا.