على مدى السنوات الأخيرة، بذل المغرب جهودًا كبيرة لتطوير الرياضة الوطنية من خلال تخصيص ميزانيات ضخمة تهدف إلى تحسين البنية التحتية الرياضية، دعم الأندية، وتطوير المواهب. ورغم هذه الاستثمارات، لم يحقق المغرب نتائج أولمبية تتناسب مع حجم الإنفاق، مما يثير تساؤلات حول كفاءة الاستراتيجيات المتبعة وتأثيرها الفعلي. تخصص الدولة المغربية ميزانيات مالية هامة لدعم الرياضة من خلال وزارة الشباب والرياضة، بالتعاون مع اللجنة الأولمبية الوطنية المغربية. تتوزع هذه الميزانيات على مختلف الألعاب الرياضية، مع التركيز بشكل خاص على كرة القدم وألعاب القوى، حيث يعتبران من أكثر الرياضات شعبية وأهمية في المغرب. وفقًا لتقارير مختلفة، بلغت الميزانية المخصصة لدعم الرياضة في المغرب حوالي 2 مليار درهم سنويًا في السنوات الأخيرة. هذه الميزانيات تُستخدم لدعم الأندية الرياضية، تحسين البنية التحتية، تمويل المشاركة في البطولات الدولية، وتقديم الحوافز المالية للرياضيين. رغم الاستثمارات الكبيرة في الرياضة، جاءت النتائج الأولمبية للمغرب متواضعة. في أولمبياد طوكيو 2020، حصل المغرب على ميدالية ذهبية واحدة فقط عن طريق العداء سفيان البقالي في سباق 3000 متر موانع. وفي أولمبياد باريس 2024 لن يحقق المغرب لحد الان اي ميدالية وكاننا غير قادرين على انتاج أبطال أولمبيين، ولعل النتائج النهائية سوف لن تلبِّ الطموحات الكبيرة، مع حصول المغرب على ميدالية محتملة في كرة القدم بتألق المنتخب الوطني الاولمبي وميدالية ذهبية عن طريق البطل سفيان البقالي، مقارنة بالدول الأخرى التي تستثمر في الرياضة. الفجوة بين الميزانية والنتائج تبرز الفجوة بين الميزانيات المخصصة للرياضة في المغرب والنتائج المحققة في الألعاب الأولمبية الحاجة إلى إعادة تقييم سياسات الدعم الرياضي. في حين أن الاستثمار المالي يعتبر عاملاً أساسياً في تطوير الرياضة، إلا أن هناك عوامل أخرى تلعب دورًا كبيرًا في النجاح الأولمبي، مثل جودة برامج التدريب، اختيار وتطوير المواهب، وتوفير بيئة تنافسية ملائمة، وفرض رقابة صارمة على تسيير الجامعات الملكية لمختلف الرياضات الأولمبية وربط المسؤولية بالمحاسبة. من بين التحديات التي يواجهها المغرب في هذا السياق:ك، قد تكون هناك حاجة لإعادة توزيع الموارد بشكل أكثر فعالية لضمان دعم الرياضات التي تتمتع بفرص أكبر لتحقيق النجاح على المستوى الدولي. تطوير المواهب منذ سن مبكرة والاستثمار في الرياضات التي تمتلك تاريخًا قويًا في المغرب، مثل ألعاب القوى، قد يساهم في تحقيق نتائج أفضل. الاستثمار في تحسين وتحديث البنية التحتية الرياضية يعد ضروريًا لرفع مستوى التدريب وتجهيز الرياضيين للمنافسات الدولية. بينما يظل المغرب ملتزمًا بتطوير الرياضة كجزء من استراتيجيته الوطنية، فإن النتائج الأولمبية المتواضعة تشير إلى الحاجة لإعادة النظر في كيفية إدارة وتوجيه الميزانيات المخصصة للرياضة. قد يكون التركيز على استراتيجيات جديدة لتطوير المواهب وإدارة أفضل للموارد هو المفتاح لتحقيق النتائج المرجوة في الأولمبياد المقبلة، لكن مع جرأة في تغيير هيكلي على مستوى الجامعات الرياضية التي لا تنتج أبطال على المستوى الاولمبي.