من مغني شعبي احتجاجي، من عالم الغناء و الموسيقى في مسقط رأسه في منطقة القبائل، قدم فرحات مهني، قبل أن تتلقفه في سبعينيات القرن الماضي، أمواج السياسة وحب النضال من أجل تقرير مصير جمهورية القبائل في الجزائر. فرحات مهني سيذوق في عام 1980 مرارة السجن، بعد أن اعتقلته السلطات الجزائرية بسبب حيازته شرائط مسموعة معادية للنظام العسكري، ليصبح ضمن ما اصبح يعرف بال24 معتقلا، والذين أصبح أكثرهم شخصيات سياسية معارضة معروفة بعد 1988، حين انفتحت الجزائر على التعددية الحزبية. المسار النضالي لرئيس جمهورية القبائل، سيعرف منعرجا خطيرا بعد أن كان في عام 1994 خلال أحداث العشرية السوداء، على متن رحلة الخطوط الفرنسية التي اختطفتها الجماعة الإسلامية المسلحة حادث، قال عنه فرحات مهني، في مقابلة مع "راديو فرنسا"، أن المختطفين هددوه بإطلاق النار عليه في الحال لكنهم قرروا تعليق إعدامه معتقدين أنه قد يكون أكثر فائدة لهم كورقة مساومة، حيث بقيت الطائرة المختطفة 3 أيام في مطار الجزائر، ثم أعطيت اذن طيران للتوجه الى مارسيليا حيث سيطر عليها كوموندوز فرنسيون وقتلوا الخاطفين. سنة 2001، ستشكل لحظة مفصلية في المسار النضالي لفرحات مهني، بعد أن أسس حركة "ماك" للمطالبة بالحكم الذاتي لمنطقة القبائل، لينتقل للعيش في باريس، بعد ان أصبح أكثر الشخصيات طلبا من طرف النظام العسكري الجزائري. ظل فرحات مهني يدافع في كل خرجاته عن استقلال "منطقة القبائل"، الواقعة في شرق الجزائر، والتي يسكنها الأمازيغ البالغ عددهم نحو 4 ملايين، و الذين يشكلون بين 15 الى 20 في المائة من سكان الجزائر. في عام 2004، قتل ابن فرحات مهني، ذو ال19 عاما في باريس، واتهم مهني السلطات الجزائرية بالتورط في الحادث، و بحلول عام 2010، ومن باريس، أعلن مهني عن تشكيل حكومة القبائل ونصب نفسه رئيس دولة القبائل. بعد عامين زار إسرائيل والتقى أعضاء الكنيست متحدثا الموقف الجزائري الرافض للحوار مع إسرائيل، و في صيف عام 2021، اتهمت السلطات الجزائرية مهني وحركته "ماك" بالضلوع في حرائق الغابات و صنفت الحركة منظمة إرهابية. و لا حقا أصدرت محاكم جزائرية غيابيا 4 أحكام بالسجن المؤبد بحق مهني وحكما واحدا على الأقل بالإعدام، غير أن السلطات الفرنسية رفضت رفضا قاطعا طلبا جزائريا لتسليم فرحات مهني، الذي يعيش لاجئا سياسيا في فرنسا رغم اصدار القضاء الجزائري مذكرة توقيف دولية في حقه. نقطة تحول كبيرة سيعرفها النضال السياسي لرئيس جمهورية القبائل الجزائرية، فرحات مهني، وهو يسعى الى التعريف بالظلم الذي يطال القبائليين، حيث كانت الوجهة واشنطن، التي أعلنت تأييدها لمطالب جمهورية القبائل، و "حليفا للعالم الحر".