وجد النظام الجزائري في مذكرة السفير المغربي لدى الأممالمتحدة عمر هلال وفي حرائق الغابات فرصة ليعلق على مشجب الحركة من أجل تقرير مصير منطقة القبايل "ماك"، تهديم العلاقات مع المملكة المغربية، فقد اتهم المجلس الأعلى للأمن برئاسة عبد المجيد تبون الرباط بدعم الحركة التي يصنفها إرهابية ودعا إلى إعادة النظر في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وتكثيف مراقبة الحدود الغربية. ما هي هذه الحركة ومن يقف وراءها وبماذا تطالب ؟. حركة "ماك" الأمازيغية أعلنت عن نفسها رسميا في الجزائر سنة 2007، لكنها كانت تنشط سنوات من قبل في منطقة القبايل بعد مقتل الشاب ماسينيسا قرماح في مقر للدرك الوطني على خلفية اعتقاله إثر اندلاع مظاهرات سميت آنذاك "الربيع الأمازيغي الثاني" وتزعمها فرحات مهني وسالم شاكر.
غير أن جذور هذه الحركة تمتد إلى ثمانينيات القرن الماضي حيث تعتبر امتدادا ل"الحركة الثقافية البربرية" كان فرحات مهني من قياداتها، ولا تتجاوز مطالبها سقف الاعتراف باللغة والثقافة الأمازيغيتين وإدراجهما في الحياة العامة بعد أحداث "الربيع الأمازيغي" في 20 أبريل 1980، ثم جاءت حركة "ماك" لترفع مطلبا وضعها في مواجهة مباشرة مع النظام حيث طالبت بالحكم الذاتي لمنطقة القبايل وتشكيل حكومة تسير الشأن المحلي.
قيادات الحركة التي عقدت مؤتمرها التأسيسي في غشت 2007 ببلدة إيغيل علي، يقيم أغلبها على الأراضي الفرنسية وعلى رأسهم فرحات مهني الذي يدبر شؤونها من مقرها في باريس، لكنها لا تحظى بحاضنة شعبية في القبايل في ظل تواجد تنظيمين سياسيين أكثر جماهيرية ولا يطالبان بالاستقلال أو الحكم الذاتي ويتعلق الأمر بالتجمع من أجل الثقافة والديموقراطية وجبهة القوى الاشتراكية.
سنة 2012 طرأ تحول كبير في صورة الحركة على المستوى الشعبي حين قام فرحات مهني، بزيارة الأراضي المحتلة حاملا صفقة "رئيس الحكومة القبائلية المؤقتة" واستقبله نائب رئيس الكنيست (البرلمان الاسرائيلي) وطلب منه دعم مشروع الاستقلال عن الجزائر.
"ماك" ظهرت أول مرة وهي تدعو لإقامة حكم ذاتي في المنطقة، قبل أن يتطور إلى مطلب انفصال تام عن الجمهورية الجزائرية، ويعرف عنها لدى الأجهزة الأمنية في الجزائر أنها تحظى بدعم مباشر من فرنسا وإسرائيل وأن فرحات مهني مرتبط بعدد من الشخصيات الاسرائيلية المؤثرة.
فرحات مهني
فرحات مهني مؤسس الحركة يقيم في فرنسا منذ عقود وهو مغنٍّ سابق وناشط سابق في الحركة الثقافية الأمازيغية، كان قد اعتقل عقب أحداث الربيع الأمازيغي في أبريل 1980، وساهم في إنشاء حزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" عام 1989، وفي في عام 1995 نجا من حادث طائرة إيرباص الفرنسية التي اختطفتها الجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر، من مطار الجزائر وطارت بها إلى مارسيليا حيث تم تحريرها من الخاطفين.