في افتتاح أشغال الاجتماع الوزاري الأول للدول الإفريقية الأطلسية، اليوم الأربعاء بالرباط، أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، على ضرورة توحيد جهود الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي لتحقيق الاستفادة المثلى من القيمة الاستراتيجية لهذه الواجهة". واعتبر بوريطة أن الوقت قد حان لتأسيس مرحلة جديدة من التعاون بين الدول الإفريقي المطلة على المحيط الأطلسي لجني ثمار استراتيجية هامة للمنطقة والقارة ككل"، مضيفا أن " دول المحيط الأطلسي الإفريقية، ورغم المزايا التي تتمتع بها، لا تستفيد سوى من 4 بالمائة فقط من تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر بالواجهة الأطلسية، في الوقت الذي تستفيد فيه الدول المطلة على المحيط من الضفة الشمالية من 74 بالمائة. وشدد رئيس الدبلوماسية المغربية على ضرورة بلورة رؤية إفريقية مشتركة حول هذا الفضاء الحيوي، والنهوض بهوية أطلسية إفريقية والدفاع بصوت واحد عن المصالح الاستراتيجية للقارة، مؤكدا بأنه " السبيل الوحيد لحصد ثمار هذا الفضاء الواعد بالفرص، وأن إفريقيا الأطلسية تمتلك كل شيء تقريبا لتكون منطقة سلام واستقرار وازدهار مشترك". وأضاف بوريطة أن " الدول الإفريقية الأطلسية ال23 تشكل 46 من سكان القارة الإفريقية، وتشكل مساحتها 55 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي للقارة، كما تحقق أنشطتها الاقتصادية 57 بالمائة من التجارة بالبر الرئيسى، كما تشكل المنطقة مسرح تنقّل وتجانس ثقافي". وتابع وزير الخارجية أن دول المنطقة تواجه عدة تحديات، أبرزها أمنية، في ظل تصاعد التهديدات الإرهابية والجريمة المنظمة، إضافة إلى تحديات الأمن البحري، حيث أن 90 بالمائة من الحوادث البحرية بما فيها القرصنة يتم تسجيلها على طول ساحل المحيط الأطلسي بالواجهة الإفريقية، كما تحطم منطقة إفريقيا الأطلسية جميع الأرقام القياسية من حيث قابلية التأثّر بالمناخ، إضافة إلى تحديات التنمية البشرية والاقتصادية والتنمية المستدامة. وافتتحت اليوم بالرباط، أشغال هذا الاجتماع الوزاري، الذي ستتمحور أشغاله حول ثلاثة مواضيع تتعلق ب"الحوار السياسي، والأمن، والسلامة"، و"الاقتصاد الأزرق والربط"، و"البيئة والطاقة".