رفض النقيب السابق محمد زيان الرد على استفسارات القاضي رئيس الجلسة، الذي سأله في أكثر من مناسبة حول ما إذا كان هو فعلا الشخص العاري الذي يظهر في الصور التي أدلت بها السيدة نجلاء الفيصلي تعزيزا لشكايتها المتعلقة بالتحرش والابتزاز الجنسي. وقد لاذ محمد زيان بالصمت ورفض الجواب على هذا السؤال المباشر الذي وجهه له رئيس الجلسة، رغم أن كل الأدلة والقرائن العلمية تشير إلى أنه هو نفسه صاحب تلك الصور العارية والرسائل ذات الحمولة الجنسية، خصوصا وأن الرقم الهاتفي الذي وجهت منه تلك الرسائل والصور مملوك ومسجل باسم محمد زيان. وفي مناورة مفضوحة، تهرب كذلك النقيب السابق محمد زيان من الرد على سؤال آخر للقاضي عندما استفسره حول الشريط الذي ظهر فيه عاريا رفقة وهيبة خرشش، إذ سأله بشكل صريح ومباشر "هل الصوت الذي يسمع في الشريط ويقول فيه "نشفيني ا وهيبة" هو صوته الحقيقي أم أنه صوت مركب على الشريط؟" وقد أكد العديد من المحامين ممن حضروا أطوار جلسة يوم أمس الخميس بالمحكمة الابتدائية بالرباط، بأن النقيب السابق رفض الجواب بشكل مباشر على أسئلة القاضي، وانبرى يناور ويتهرب من الجواب عبر اختلاق مؤامرات وهمية! فقد ادعى محمد زيان بكثير من الرعونة بأن وزارة الداخلية هي التي سخرت نجلاء الفيصلي كضحية تحرش جنسي بغرض التغاضي عن قضايا أخرى، زاعما أن نفس "الأسلوب" تم اعتماده مع ضحية سليمان الريسوني وعمر الراضي. وعبر هؤلاء المحامين عن استغرابهم كيف يتهرب محمد زيان من الجواب على أسئلة صريحة ومباشرة، خصوصا تلك التي تتعلق بصوره العارية وصوته الموثق في الشريط! واعتبروا بأن "رفض الجواب أو التهرب منه لا يعني سوى شيء واحد هو أن ذلك الصوت والجسد العاري يعودان فعلا للنقيب السابق عندما كان متورطا في غزواته الجنسية"، وأن هذا الأخير "لم يجد ما يعقب به أو يبرر به مصدر وطبيعة تلك الصور والأشرطة التي تعزز المنسوب إليه سوى اختلاق المزاعم والنظريات الواهية". ولم يخف العديد من هيئة الدفاع امتعاضهم واشمئزازهم من الترافع في قضية يشاهدون فيها زميلا ونقيبا سابقا ورجلا طاعنا في السن وهو في وضعيات خليعة، ويقوم بممارسات ذات إيحاءات جنسية، بينما كان من المفروض أن يكون قدوة لهم وليس موضوع محاكمة بسبب نزوات جنسية منفلتة. وبخصوص الدفع المتعلق بتجريح القاضي والطعن بالزور في محاضر الضابطة القضائية، اللذان دفع بهما محمد زيان، فقد أكد أحد أعضاء هيئة دفاع الطرف الشاكي بأن النقيب السابق يحاول تقديم طلبات ودفوعات غير منتجة وغير ذات آثر بغرض الادعاء بأن المحكمة تمعن في رفض جميع طلباته! وهذا الأسلوب "التدليسي" معروف به محمد زيان في الكثير من المحاكمات السابقة، حيث يتقدم بطلبات وهمية وغير منتجة ليبرر انسحابه من الدفاع إذا كان محاميا أو للتدثر بوصف "المظلومية" إذا كان متابعا.