تاريخيا ظلت الإمارات العربية المتحدة تضطلع بأدوار طلائعية في بناء السلام وترسيخ الأمن والاستقرار على المستوى الإقليمي، من خلال منح مساعدات إنسانية و اغاثية، جعلت من الإمارات عاصمة إنسانية للعالم بحكم مكانتها بين مانحي المساعدات الانسانية في العالم. يؤكد الدور العالمي الرائد لدولة الإمارات، في تحقيق الأمن والسلام الدولي، وجهودها الكبيرة في ترسيخ قيم التسامح والتعايش، على أن الإمارات كانت وما زالت داعية سلام، وتواصل جهودها الحثيثة في إحترام حقوق الإنسان والمواطنة والمساواة، ومكافحة التمييز والكراهية والتطرف والعصبية. وظلت الامارات على مر التاريخ أيقونة عالمية للسلام، وركيزة أساسية للأمن والسلم الإقليمي والدولي، كما تعتبر ورمزاً للوئام والمودة، منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي أكد للعالم أجمع بالقول والفعل، وفي مختلف المواقف الإقليمية والدولية، أن السعي الصادق نحو السلام، كفيل بتحقيق السعادة للأمم والشعوب، وتنمية المجتمعات وإزدهارها وإحترام الأفراد، وتقديرهم رغم تباينهم العرقي، والديني، والثقافي، والفكري. هذه المساعدات تسهم بشكل كبير في تهيئة الأجواء للسلام في مراحل ما بعد الصراعات، كما تسهم في تحقيق التنمية والحد من التوترات الإقليمية والدولية، كما تقوم دبلوماسية السلام الإماراتية الهادئة بأدوار وساطة فاعلة كتلك التي نجح من خلالها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في انهاء الصراع وحالة التأزم بين اثيوبيا واريتريا. وبفضل الوساطة الإماراتية ودورها الطلائعي، انتقلت العلاقات بين اثيوبيا واريتريا من مربع التوتر إلى التعاون المشترك؛ حيث تم انهاء أعقد صراعات القرن الافريقي. و نجحت الامارات بفعل اخلاصها وايمانها بمبادئها وثقة طرفي الصراع بموضوعية طروحاتها ومنطقية وجهة نظرها في العمل على اعلاء مصالح الشعبين الإثيوبي والاريتري، كما أبرزت هذه الوساطة الناجحة دوراً دولياً جديداً للإمارات كصانع سلام ووسيط دولي يعتد به، كما ابرزت حكمة وحنكة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومكانته السياسية الكبيرة لدى قادة الدول الأخرى. وأطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الامارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مبادرة "جائزة السلام الدولية"، بهدف تعزيز مفهوم ثقافة السلام، الذي دعت له المنظمة الدولية، وإعتبار أن السلام كقيمة حضارية، يعد إحدى أهم آليات التفاعل الحضاري الخلاق بين الشعوب. ويعد طلاق «وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك» التي رعاها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خير دليل على إهتمام الإمارات بتدعيم وشائج السلام القائم على الاخوة، والتعايش، بل والتوحد. كان ال25 يوليوز 2018، يوما مشهودا في السجل التاريخي السلمي للإمارات العربية المتحدة، حيث تمكنت من إعلان إتفاق السلام التاريخي بين دولة إريتريا وجمهورية إثيوبيا، بعد نزاع دام أكثر من عشرين عاماً. وأفاد البيان الذي أعقب الإجتماع الثلاثي الذي جمع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأسياس أفورقي، رئيس دولة إريتريا، والدكتور آبي أحمد، رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، التأكيد على العلاقات المتميزة، والراسخة التي تربط دولة الإمارات مع كل من إريتريا وإثيوبيا، والمصالح المشتركة التي تجمع بينها، والتي ستعزز آفاق السلام والتنمية التي يمهد لها الإتفاق، ويمثل أساساً راسخاً لعلاقات سوية ومتينة في المنطقة. من جهة أخرى، مكنت الوساطة الإماراتية وبعد 17 عاماً من الصراع بين الحكومة الإنتقالية في السودان والجبهة الثورية في جنوب السودان، في توقيعهما إتفاقا تاريخيا للسلام أنهى 17 عاماً من الحرب الأهلية، كما مثل إتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان علامة فارقة في المحادثات السرية التي توسطت فيها الإمارات. لقد كان وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان علامة فارقة في المحادثات التي توسطت فيها الإمارات، وكان وقف إطلاق النار ما هو إلا بداية لخارطة طريق أكبر لتشكيل سلام دائم بين الجارتين.