صدر حديثا عن منشورات رئاسة جامعة القرويين بفاس، إصدار جديد للأستاذ الباحث محمد اللبار بعنوان "مدينة فاس: التاريخ والتراث الإنساني من خلال الأوقاف والأعراف". ويتوزع هذا الكتاب الواقع في 289 صفحة من القطع المتوسط، على ثلاثة أبواب كبرى تتناول "البعد التاريخي لمدينة فاس وأوقافها"، و"تجليات البعد الإنساني في أوقاف وأعراف مدينة فاس"، و"جذور مدينة فاس.. الباب المفتوح". وقال رئيس جامعة القرويين، أمال جلال، في تقديمه للكتاب، إن هذا العمل حول مدينة فاس وتاريخها وأوقافها وأعرافها، "يأتي في هذه المرحلة من تاريخها المعاصر، ليبين الأطوار التي مرت بها المدينة ودور الوقف فيها من حيث هو مظهر من مظاهر الاقتصاد والحيوية الاجتماعية، والتضامن بين الفئات، مما أكسبه طابعه الإنساني". وأضاف أن المؤلف تتبع في هذا الإصدار مظاهر الوقف ووجوهه المعتمدة على البذل في أبواب الخير سواء فيما ينفع الناس على اختلاف معتقداتهم ومشاربهم، أو ما ينفع الحيوانات كالطيور والقطط والدواب وغيرها، وما يأتي في صورة خدمات اجتماعية إحسانية ذات نفع عام کتوفير الإنارة في الشوارع والأزقة العمومية بالشموع والقناديل والفوانيس أو كنسها وتنظيفها وتطهيرها من الأوبئة والأمراض، وغير ذلك من وجوه الأوقاف التي رصدها المؤلف برصانة ودقة". وحسب جلال، فقد حاول المؤلف، في وقفة متأنية مع بعض الأعراف والتقاليد الفاسية، أن يزيح النقاب عن هوية المدينة التي تتقاطع فيها روافد من جميع نواحي المغرب وتؤهلها أن تكون مدينة التفاعل الثقافي والعلمي والاجتماعي والإنساني. وخلص رئيس جامعة القرويين إلى أن المؤلف أبان في كتابه هذا عن معرفته الدقيقة معالم مدينة فاس منذ التأسيس إلى القرن الحالي، مضيفا أنه "في هذه الجولة العلمية الماتعة، يأخذنا معه من موضوع إلى موضوع كأننا في نزهة من رياضات فاس ومباهج بساتينها الغناء. وتمر معه في الأزقة والشوارع وتملأ ناظرينا ومسامعنا بصخب الحياة الحرفية ومظاهر الإحسان الذي شمل الإنسان والحيوان والجماد، وسماع الصوفية وأهازيج الأفراح". يشار إلى أن محمد اللبار أستاذ باحث حاصل على دكتوراه الدولة في التاريخ. وله العشرات من الأبحاث والمقالات العلمية المنشورة في المنابر الجامعية الوطنية والأجنبية، ومجموعة متنوعة من الإسهامات ضمن معلمة المغرب. المصدر: الدار– وم ع