كتبت صحيفة "الإسبانيول" الاسبانية، أن المغرب عرف كيف يلعب بعدة أوراق مع المملكة المتحدة بعد خروجها من حظيرة الاتحاد الأوروبي، ليضيق بذلك الخناق على اسبانيا"، مؤكدة أن "الرباط تنكب على عقد شراكات اقتصادية وتطوير مشاريع مع لندن في مجالات الزراعة، والصناعة بعرض تنافسي في البحث عن اتفاقية تجارة حرة". وأكدت الصحيفة الاسبانية أن "المغرب رفع بشكل ملحوظ من صادرات الفواكه والخضروات إلى المملكة المتحدة بنسبة 51 في المائة، في الشهر الأول من هذا العام، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي"، مشيرة الى أن المملكة المغربية عرفت كيف تتوقع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، من خلال توقيع اتفاقية شراكة مع المملكة المتحدة في أكتوبر 2019، وبالتالي الحفاظ على نفس العلاقة الاقتصادية بعد مغادرة الاتحاد الأوروبي". وأشارت الصحيفة ذاتها الى أن "المغرب يشهد أداءً اقتصاديًا أفضل منذ الأول من يناير في قطاعات مثل الزراعة، التي نمت صادراتها من المنتجات الطازجة إلى المملكة المتحدة بشكل كبير"، مضيفة أنه في يناير 2021 ومع دخول "البريكست" حيز التنفيذ، زادت الواردات البريطانية من الفواكه والخضروات من المغرب بنسبة 51 في المائة، ليحل المغرب محل هولندا كمورد رئيسي لهذه المنتجات الطازجة إلى المملكة المتحدة". وتابعت صحيفة "الاسبانيول" في مقال تحليلي مطول أن " هذا النمو في العلاقات الاقتصادية بين المغرب وبريطانيا، في شقها الفلاحي، كان متوقعا من قبل رواد الأعمال الزراعيين في إسبانيا، رغم أنه لا تزال إسبانيا أكبر مصدر للمملكة المتحدة، الا أن المغرب زاد عدد الشحنات التي تقترب من هولندا وجنوب إفريقيا، والتي تحتل المرتبة الثانية والثالثة في ترتيب الدول المصدرة". من جهة أخرى، قالت الصحيفة الاسبانية أن "المملكة المتحدة تشتغل على إطلاق طريق عبّارات جديد سيربط بشكل مباشر مينائي طنجة المتوسط وبول (دورست) لنقل الخضار والفواكه وتجنب رسوم الاتحاد الأوروبي إلى دول خارج الاتحاد الأوروبي، وبهذه الطريقة، يتم إرسال المنتج الزراعي مباشرة، ويتجنب المرور عبر دول الاتحاد الأوروبي والاضطرار إلى دفع الضرائب والرسوم". كما كشفت الصحيفة ذاتها أن "المملكة المتحدة تحتاج إلى قوة عاملة، وتنص الاتفاقيات الثنائية لما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، على توظيف عمال مغاربة من المصدر، في القطاعات التي تحتاج فيها المملكة المتحدة إلى موظفين مهرة". وفي مجال المعادن النفيسة والغاز، تشير صحيفة "الاسبانيول" إلى أن هذا التعاون يتجسد من خلال الترخيص لشركات بريطانية عملاقة لبدء عمليات للتنقيب واستغلال المعادن في المغرب، حيث فازت في هذا الصدد، مجموعة التعدين البريطانية altus strategies، بثلاثة مشاريع نحاسية وفضية جديدة في منطقة anti-atlas تبلغ مساحتها الإجمالية 252 كيلومترًا مربعًا، وتم منحها لشركة فرعية تابعة لها، aterian resources limited ، بعد طرح المناقصة". كما تقوم "شركة التعدين البريطانية emmerson plc بتعبئة الأموال اللازمة لبدء العمل في مصنع الخميسات للبوتاسيوم قبل نهاية عام 2021، إذ أكدت الشركة البريطانية، المدرجة في بورصة لندن، لمساهميها أن بدء إنتاج ما، سيكون أكبر منجم للبوتاسيوم في إفريقيا سيحدث في عام 2023.