حرص جلالة الملك محمد السادس، اليوم الخميس، وهو يشمر عن ذراعه الأيمن لتلقي أول جرعة له من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، على أخذ اللقاح الصيني "سينوفارم" المصنع بالصين، وهو ما يضع حدا لكل الشكوك والهواجس النفسية التي طغت على فئة عريضة من المواطنين المغاربة، الذين شككوا في فعالية هذا اللقاح، و عملية التلقيح ككل. وسارع المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي منذ إعلان الحكومة عن انطلاق حملة التلقيح ضد فيروس "كورونا" المستجد، إلى التشكيك في فعالية هذا اللقاح الصيني، متخوفين من إجباريته؛ متحدثين عن أضرار جانبية، رغم أن المتخصصين أكدوا أن " لقاح سينوفارم سليم وفعال، لأن المختبرات عبر العالم لها شراكة مع المختبرات الصينية"، وأنه لا فرق بين اللقاحات المعتمدة في المملكة لمواجهة تفشي وباء "كورونا" المستجد "كوفييد19". وينطوي اختيار جلالة الملك محمد السادس للقاح "سينوفارم" على رسالة قوية عنوانها الأبرز: "الثقة" في مؤسسات الدولة، و أنه ليس هناك سبب للخوف من الآثار المترتبة عن اللقاح الصيني، لأنه أعطى نتائج إيجابية بخصوص المتطوعين المغاربة، على خلفية التجارب السريرية التي قامت بها الحكومة على مجموعة من المتطوعين"، كما أن المتخصصين يؤكدون من جانبهم، أن 80 في المئة من المواد الأولية المستعملة في الصناعة الدوائية في العالم تُستورد من الصين والهند. كما يعني اختيار الجالس على العرش للقاح الصيني، ضرورة عدم الانسياق وراء الشائعات التي تنتشر كالنار في الهشيم على شبكات التواصل الاجتماعي، والتي غالبا ما يكون مصدرها صفحات مشبوهة بأجندات ملغومة، تروم بث الفزع والرعب في نفوس المواطنين عندما يتعلق الأمر بورش وطني من حجم ورش عملية التلقيح الوطنية، التي حرص جلالة الملك محمد السادس على تتبع جميع مراحلها شخصيا، بل وأعطى تعليماته السامية لتشمل جميع المواطنين بشكل مجاني. وتوصل المغرب يوم الأربعاء المنصرم، بنصف مليون جرعة من لقاح "سينوفارم" ضد كرورونا )500ألف وحدة( المصنع بالصين. وأكدت وزارة الصحة المغربية أنها رخصت بشكل استعجال لاستعمال لقاح "سينوفارم" ضد الجائحة، مشددة على مطابقته للمواصفات والمعايير المعتمدة دوليا وتوصيات منظمة الصحة العالمية ذات الصلة، كما أبرزت ضمن بلاغ لها، أن اللقاح قد استوفى جميع الشروط المرتبطة بالجودة والفاعلية والسلامة، وخلوه من أية أضرار جانبية محتملة، مما يمكن مختبر "سينوفارم" الصيني من ترخيص استعجالي مدته 12 شهرا. وظهر جلالة الملك محمد السادس، اليوم الخميس، ببهو القصر الملكي بمدينة فاس، متوجها الى القاعة التي سيتلقى فيها جرعة اللقاح، حيث جلس على كرسي مكتب الذي يلقي منه عادة الخطب الملكية، كاشفا عن ذراعه وبجانبه الطبيب الذي تكلف بمده بالجرعة من اللقاح. كما حرص الجالس على العرش على الظهور واضعا الكمامة على وجهه، تأكيدا منه على ضرورة أخذ الاحتياطات الوقائية اللازمة رغم تلقي اللقاح ضد كوفيد 19. وبقدرما تؤكد خطوة الملك محمد السادس حرصه شخصيا على بعث الآمال في نفوس المواطنين المغاربة بقرب انجلاء هذه الغمة، بقدرما يفند ويدحض ظهوره اليوم، كل المخاوف الناجمة عن انتشار نظريات المؤامرة والترويج لها في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي حاولت التشكيك في عملية التطعيم، والقول بأن الحكومة تنوي إجبار المواطن على التلقيح، وبأن هذا التلقيح له آثار جانبية. كما أن جلوس جلالة الملك محمد السادس أثناء تلقيه جرعة اللقاح من الطبيب، على كرسي وأمامه مكتب، فوقه ميكروفونان، حيث اعتاد مخاطبة شعبه العزيز، يعني أن الأمر ليس مجرد صورة، بل خطاب ملكي في صورة بدلالات رمزية قوية، مفادها أن جلالة الملك مقتنع بجدوى اللقاح الحالي، وأنه لا مجال للتشكيك أولا بشأن وجود فيروس كورونا، و نظرية المؤامرة التي رافقت ظهور الفيروس التاجي، كما أن ظهور جلالة الملك صوتا وصورة، يفند كل الشائعات التي تحدثت عن وجود شريحة أو تحولات جينية قد يسببها اللقاح بإيعاز من "الدول الكبرى".