منذ إعلان الحكومة عن انطلاق حملة التلقيح ضد فيروس "كورونا" المستجد، سارع المغاربة إلى التشكيك في فعاليته، متخوفين من إجباريته؛ وهو ما أدى إلى استهزاء بعض المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي من العملية الوطنية في ظل غياب حملات تواصلية لإحاطة الرأي العام بكل ما يتعلق باللقاح، والجواب عن الأسئلة المتعددة التي تُطرح وسط قلق المتابعين. اللقاح الذي يستعد المغرب للاستفادة منه، بعدما ثبُتت سلامته وفعاليته الطبية، جعل المملكة ضمن البلدان الأولى التي أطلقت عملية التلقيح ضد "كورونا"، نتيجة اتفاقية الشراكة مع مجموعة "سينوفارم" الصينية، حيث سيشمل اللقاح المواطنين الذين تزيد أعمارهم عن 18 سنة، حسب جدول لقاحِي محدد في حقنتين، على أساس أن تعطى الأولوية على الخصوص للعاملين في الخطوط الأمامية لمواجهة الوباء. ويتسلم المغرب أول مليون جرعة من لقاح "كورونا" في الأيام الجارية، ستصل على متن طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية قادمة من الصين، ولن يقتصر الأمر على هذه الكمية القليلة؛ إذ من المنتظر أن تستقبل المملكة دفعات أخرى من اللقاح للوصول إلى مرحلة التصدير، اعتباراً للاتفاقية التي تتيح للرباط توزيعه على البلدان الإفريقية الأخرى. وفي هذا الصدد، أوضح محمد عريوة، رئيس المنظمة الديمقراطية للصحة، أن "اللقاح مر من عدة مراحل تجريبية، حيث لن تكون له أضرار كما يشاع، ذلك أن لقاح سينوفارم سليم وفعال، لأننا نعرف جيدا أن المختبرات عبر العالم لها شراكة مع المختبرات الصينية". وشدد عريوة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن "ذلك يوحي بعدم الخوف من الآثار المترتبة عن اللقاح الصيني، علما أنه أعطى نتائج إيجابية بخصوص المتطوعين المغاربة، على خلفية التجارب السريرية التي قامت بها الحكومة على مجموعة من المتطوعين". وتابع الفاعل الصحي قائلا: "لقد تمت دراسة نتائج اللقاح على جينات المغاربة، وتبين أنه أعطى آثارا جيدة تطمئن النفوس"، مبرزا أن "الأغلبية ستستفيد من اللقاح مجانا بناء على تصريحات وزارة الصحة؛ وهو ما نتمناه حتى تستفيد جميع الفئات منه، ولكي نتخطى هذه المرحلة الصعبة التي تعيشها بلادنا". *صحافية متدربة