التقى حميد شبار سفير المغرب بنواكشوط، بوزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج إسماعيل ولد الشيخ أحمد أمس الثلاثاء 26 ينيار الجاري. و يأتي اللقاء في ظل ما تشهده الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، ومنها منطقة الكركرات من مناوشات لعصابات البوليساريو الانفصالية، حيث تم خلال اللقاء التطرق إلى العلاقات الثنائية الوطيدة بين البلدين، والتعاون المشترك الذي يعرف تطورا متسارعا، والتباحث في مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك. اللقاء يأتي في خضم التطورات التي شهدت منطقة الكركرات الحدودية بعد قيام الجيش المغربي بتطهيرها من مرتزقة البوليساريو، كما يأتي عقب الصفعة التي وجهتها الحكومة الموريتانية لجبهة"البوليساريو" الانفصالية، وذلك بالمصادقة في اجتماعها منذ ثلاثة أسابيع، على مشروع مرسوم يقضي بإنشاء "منطقة دفاع حساسة" شمال البلاد، بمنطقة التماس مع الحدود المغربية. لقاء السفير المغربي حميد شبار، بوزير الخارجية الموريتاني، يدخل اذن في اطار التنسيق المحكم بين الرباط ونواكشوط لتشديد الخناق على مرتزقة البوليساريو في استغلال الاراضي الموريتانية للعبور الى المنطقة العازلة شرق الجدار الأمني المغربي. و اكدت الحكومة الموريتانية أن "مشروع مرسوم انشاء منطقة دفاع حساسة شمال البلاد، حدد إحداثيات المعالم البرية التي تجسد حدود هذه المنطقة، التي تقع في الشمال وتعتبر خالية أو غير مأهولة، وقد تشكل أماكن للعبور بالنسبة للإرهابيين ومهربي المخدرات وجماعات الجريمة المنظمة". المنطقة الدفاعية تمتد من "عين بنتيلي" مرورا عبر "الحفيرة" و"بئر مريم" و"بئر مغرين" وصولا إلى "الزويرات"، وهي المناطق المتاخمة مباشرة للعديد من المواقع التي اعتاد مرتزقة الجبهة الانفصالية الوصول إليها شرق الجدار الأمني. وكانت جبهة "البوليساريو" الوهمية تعوّل على "الجفاء" الذي ميز علاقات المغرب وموريتانيا لأشهر، لتنفيذ أعمالها التخريبية في منطقة الكركرات، لكن الزيارة التي قام بها الجنرال دوكوردارمي عبد الفتاح الوراق، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، بتعليمات ملكية، إلى الجارة الجنوبية ودامت ثلاثة أيام مباشرة بعد موقعة الكركرات، كانت بمثابة رصاصة الرحمة على قيادات الكيان الوهمي. وكان اللقاء الثاني من نوعه بين الجانبين المغربي والموريتاني، فرصة لبجث سبل تعزيز علاقات التعاون العسكري الموريتاني المغربي في مختلف المجالات العسكرية والأمنية وآفاق تطوير وتنمية هذا التعاون في المستقبل.