في محاولة لسد المنافذ البرية التي تستغلها البوليساريو للوصول إلى المناطق العازلة، وهي منطقة تشكل مطمعا للإرهابين ومهربي المخدرات وجماعات الجريمة المنظمة، صادقت الحكومة الموريتانية في اجتماعها المنعقد الأربعاء 06 يناير 2021 على مشروع مرسوم يقضي بإنشاء منطقة دفاع حساسة شمال البلاد، وهو ما علق عليه القيادي الأسبق في جبهة "البوليساريو" الانفصالية، مصطفى ولد سلمة على صفحته الفايسبوكية، بأن "موريتانيا ايضا تتوجس من معركة المحبس، أمام مليشياتها". وأوضح أن هذه "المنطقة التي تستهدفها موريتانيا بمشروعها، منطقة عسكرية منذ سنوات لنفس الاسباب (مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة) ويمنع على المدنيين التواجد فيها. وأكد البيان الموريتاني هذه المنطقة بأنها "تعتبر خالية أو غير مأهولة، وقد تشكل أماكن للعبور بالنسبة للإرهابيين ومهربي المخدرات وجماعات الجريمة المنظمة"، مشيرا الى أن "المنطقة توجد شمال البلاد و خالية وقد تشكل اماكن لعبور الإرهابيين ومهربي المخدرات وجماعات الجريمة المنظمة هي المنطقة التي تتواجد بها عين بنتيلي فهي خالية و مفتوحة على الشمال المالي حيث تنشط الجماعات الارهابية و الممر الرئيسي لجماعات الجريمة المنظمة. وأوضح مصطفى ولد سلمة، أن الذي استجد حتى تسمى هذه المنطقة، منطقة دفاع حساسة، هو نفسه الذي استنفر الجزائر و اغضبها، و هو أن حرب الصحراء حسمت جنوبا بعد تأمين معبر الكركرات، و اصبح قطاع المحبس المقابل لمنطقة عين بنتيلي هو عقدة نزاع الصحراء، كما كانت الكركرات في الاعوام الماضية. وتابع قائلا: "أصبح من الوارد ان يستكمل المغرب حزامه الدفاعي في الشمال من جهة قطاع المحبس ليصل الحدود الموريتانية مع تيندوف، اصبح لزاما على موريتانيا ان تحتاط لهذا التغير المحتمل الذي سيضعها أمام خيارات صعبة بين المواجهة مع البوليساريو او المغرب. واعتبر أن "موريتانيا فضلت الاستعداد والاحتياط مسبقا واعلان حدودها المواجهة لقطاع المحبس من الحزام الدفاعي المغربي منطقة دفاع حساسة من الآن تحسبا لأي طاري عسكري في معركة الشمال المتبقية من نزاع الصحراء". وقال ان "موريتانيا ارادت بهذا الاجراء ارسال رسالة للجميع انها لن تسمح لاي طرف بتوريطها في النزاع، لن تقبل ان يفرض عليها المغرب امر واقع بان تبتلع قوات البوليساريو التي ستلجأ اليها إذا ما حوصرت في الشمال، ولن تسمح لقوات البوليساريو ان تتخذ من الأراضي الموريتانية قواعد لضرب المغرب". وكان المغرب وموريتانيا قد عقد في فبراير الماضي، أول اجتماع للجنة العسكرية المختلطة بينهما، التي جرى توقيع مذكرة تفاهم بشأنها سنة 2006 بالرباط، وهي الخطوة التي أثارت غضب جبهة البوليساريو الانفصالية، اذ تسعى الرباط ونواكشوط إلى تعزيز تعاونهما وتشديد اجراءات المراقبة الأمنية بخصوص المعبر البري الحدودي المشترك "الكركرات"، بالإضافة إلى وضع آليات تعاون ثنائي لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة في هذه المنطقة.