لم يكن تلويح اعتماد الزاهيدي، المستشارة الجماعية بمدينة تمارة، بورقة مغادرة حزب العدالة والتنمية، الا دليلا واضحا على التخبط التنظيمي الذي يعيش على ايقاعه الحزب، والاستبداد الذي يسم مسطرة قراره الداخلي، بحسب الزاهيدي، التي عزت تلويحها بالاستقالة من عضوية المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية الى ما اعتبرته "استبداد حزب البيجيدي في تدبير الشأن العام لمدينة تمارة"، وفشله في تحويل الوعود التي قدمها للناخبين الى أوراش على أرض الواقع. وكشفت الزاهيدي ما أسمته ب"الاستبداد" الذي تفشى داخل هياكل حزب العدالة والتنمية، مؤكدة في تصريحات إعلامية أن "استقالتها من المجلس الوطني لحزب "البيجيدي" يأتي احتجاجا "على عدم تصحيح الحزب لأخطائه في تسيير الشأن العام لمدينة تمارة، على غرار عدد من المجالس والجماعات التي يترأسها حزب البيجيدي وطنيا". ومما يستشف من الخرجات الإعلامية لابتسام الزاهيدي، أن بعض قياديي الحزب ضاقوا درعا بالأسطوانة المشروخة التي دأب قياديو الحزب، خصوصا الذين يتولون تدبير الشأن العام والمحلي، على تردادها منذ سنة 20111، من قبيل "التماسيح والعفاريت" و"مخلاوناش نخدمو"، وهو الخطاب الذي لم يعد مقبولا، بحسب ابتسام الزاهيدي، لأن المواطنين يئسوا من سماع هذا الخطاب بعد ولايتين حكوميتين، وتسيير الحزب لأغلب الجماعات والمجالس في المغرب. كما أن استقالة ابتسام الزاهيدي من المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، الذي يعتبر بمثابة برلمان الحزب، يؤكد بالملوس تهافت أطروحة الحزب وايديولوجيته والتفافه على الشعارات الجوفاء التي رفعها ابان حملاته الانتخابية، كما تؤكد استقالة ابتسام الزاهيدي وخرجاته الإعلامية المنتقدة للحزب أن "وعود حزب العدالة والتنمية للمواطنين خلال الانتخابات التشريعية والمحلية لم تكن سوى وسيلة لتحقيق المكاسب الانتخابية والوصول الى المناصب والكراسي، ودغدغة أحاسيس المواطنين، لاسيما الطبقة الشعبية التي لاخلفية معرفية ولا سياسية لديها. ومما يؤكد هذا الأمر بالملوس، تصريح ابتسام الزاهيدي بأنها لن تقدم نفسها خلال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة للمواطنين لمطالبتهم بالتصويت مجددا لحزب العدالة والتنمية، متسائلة كيف يمكننا أن نطالب المواطنين مجددا بالتصويت لنا، وكيف يمكننا أن نقنعهم بذلك، ونحن نجتر منذ سنوات خطاب المظلومية و"مخلاوناش نخدموا". وكان يمكن اعتبار كلام الزاهيدي، أمرا طبيعيا لو صدر من قيادي في حزب آخر غير حزب العدالة والتنمية في اطار التدافع السياسي بين الأحزاب المكفول بمقتضى الدستور، لكن أن يصدر عن قيادية شابة، قالت بأنها انخرطت في حزب المصباح عن طريق الصدفة، فهذا أمر بقدرما يدعو الى الاستغراب بقدرما يؤكد بالملوس أن ما كان يدعيه خصوم الحزب في وقت سابق أضحى اليوم حقيقية ساطعة، وأن خطاب حزب العدالة والتنمية لم يعد ينطلي على أحد، وأن ساعة رحيل الحزب عن تدبير الشأن العام والمحلي بالمملكة قد آزفت بعدما فشل على كل الأصعدة في تحويل وعوده للمواطنين الى إنجازات حقيقية تحسن من معيشهم اليومي. المصدر: الدار- وم ع