لم تتوقف حرب التماثيل بين مناهضي العنصرية وبين التيارات اليمينية في بريطانيا، رغم أن حدة المظاهرات انخفضت بشكل كبير في الولاياتالمتحدة، التي شهدت اندلاع شرارة المظاهرات المناهضة للعنصرية بعد مقتل مواطن أمريكي أسود على يد رجال شرطة بيض. المظاهرات التي امتدت إلى مختلف بقاع العالم، خصوصا في بريطانيا، التي شهدت موجات متلاحقة من استيراد العبيد من إفريقيا خلال القرون الماضية، عرفت حرب تماثيل غير مسبوقة حبين قام متظاهرون بتحطيم تماثيل ترمز لشخصيات بريطانية تاريخية عرفت بموالاتها للعبودية. غير أن نقمة المتظاهرين البريطانيين لم تتوقف عند إزالة رموز العبودية، بل دفعتهم غلى نصب تماثيل بديلة ترمز إلى شخصيات قاومت العبودية، فيما يشبه إعادة الاعتبار لهذه الشخصيات التي لم تحظ باعتبار كبير في التاريخ البريطاني والعالمي. لكن حرب التماثيل لم تقف عند هذا الحد، حيث عمد المتظاهرون الإنجليز في مدينة "بريستول"، مؤخرا إلى نصب تمثال شكل مفاجأة للكثيرين، حين وضعوا تمثال محتجة بريطانية شاركت بقوة خلال المظاهرات الأخيرة في البلاد احتجاجا على مقتل المواطن الأمريكي الأسود جورج فلويد. ووضع المتظاهرون تمثال ناشطة حقوقية سوداء كانت قد سارعت إلى اعتلاء نفس المكان الذي كان يوجد به تمثال تاجر رقيق، ولوحت بقبضتها في الهواء، وهو ما جعلها إحدى رموز المظاهرات المناهضة للعنصرية. غير أن بلدية بريستول سارعت إلى إرسال عمال إلى عين المكان من أجل إزالة التمثال، لكون تنصيب التماثيل في الشوارع والساحات العامة يخضع لمقاييس قانونية وفنية، وهو ما لم يلتزم بهم مناهضو العنصرية. غير أن بلدية بريستول، ومن أجل عدم إثارة غضب المتظاهرين، قررت الإمساك بالعصا من الوسط، فقررت وضع التمثال في متحف المدينة، وذلك لسبب وجيه، وهو أنه من صنع واحد من أبرز النحاتين في البلاد. لكن حرب التماثيل في بريطانيا لم تنته عند هذا الحد، حيث وضع المحتجون خارطة طريق تتضمن وضع تماثيل لمناهضي العبودية في نفس الأمكنة التي كانت توجد بها تماثيل تجار الرقيق، وهي حرب يبدو أنها ستثير الكثير من المصادمات لاحقا.