يبدو أن تبعات مقتل المواطن الأمريكي ، جورج فلويد، على يد شرطي ، في حادث وصف بالعنصري، والذي كان سببا في انفجار مضظاهرا في مختلف عواصم العالم الغربي ضد العنصرية، لن تنتهي بمطالب العدالة لجورج فلويد، بل أن ارتداداتها وصلت إلى حد المطالبة بمحاربة كل ما يشجع على العنصرية. ارتدادات الحادت بلغت حد النبش في التاريخ، حيث ارتفعت الأصوات المطالبة بإزالة التماثيل والنصب التذكارية التي تخلد لشخصيات عرفت بتاريخها العنصري الأسود حيب نشطاء أمريكيين وأوروبيين. في أمريكا تعرضت تماثيل عدة، في بوسطن وماساشوسيتس وميامي، للمكتشف الإيطالي كريستوفر كولومبوس، للتهشيم والتخريب خلال الاحتجاجات. ويقول نشطاء من السكان الأصليين -كثيرا ما اعترضوا على تكريم كولومبوس- إن بعثته أدت إلى الاستعمار وإبادة أجدادهم. "جلسوا جميعا على الرجل"… تسجيلات جديدة تكشف تورط الضباط في قضية فلويدوكانت تماثيل الكونفدرالية، وهي مجموعة من الولايات الجنوبية التي قاتلت خلال الحرب الأهلية التي دارت بين 1861-1865 من أجل الحفاط على العبودية، بين التماثيل التي استهدفها المحتجون الذين خرجوا إلى الشوارع بعد مقتل جورج فلويد في مينيابوليس أثناء إلقاء القبض عليه. فأسقط المحتجون في ريتشموند تمثال رئيس الكونفدرالية الأمريكية جيفرسون ديفيس، الذي قاد 11 ولاية أمريكية جنوبية تتعامل بالعبيد ضد الشمال خلال الحرب الأهلية. وتم إزالة الجزء العلوي من نصب الجندي "جوني ريب" الذي يقف في وسط مدينة نورفولك في فرجينيا منذ أكثر من 100 عام. وفي مدينة الإسكندرية في الولاية ذاتها أزيل تمثال برونزي لجندي كونفدرالي اسمه "أبوماتوكس"، الذي أقيم عام 1889 لتكريم الجنود الكونفدراليين من مدينة فيرجينيا. وفي مدينة لويزفيل (كنتاكي) تم إزالة تمثال جون بريكنريدج كاستليمان، وهو تمثال لجندي كونفدرالي في قلب وسط المدينة، كما أسقط المحتجون في مدينة جاكسونفيل، تمثالا عمره 122 عاما، ولوحة كرّمت جنودا كونفدراليين. وفي ولاية ألاباما، هدم المتظاهرون تمثال قائد جيش القوات الكونفدرالية فى الحرب الأهلية "روبرت إدوارد لي" الذي يبلغ من العمر 122 عاماً، الذي يقف أمام مدرسة "لي" الثانوية في مونتغومري. وفي نيو أورلينز بولاية لويزيانا حطم متظاهرون تمثال جون ماكدونو المعروف ب"مالك العبد"، ورموه في نهر المسيسيبي بعد نقله على متن شاحنة من مكانه إلى النهر. أما خارج الولاياتالمتحدة، ففي بلجيكا لطخ المتظاهرون تمثالاً للملك بولد الثاني في العاصمة بروكسل بسبب ماضيه الاستعماري في القارة الأفريقية حين حكم البلاد بين عامي 1865 و1909، بينما أذعنت بلدية أنتويرب لضغوط الاحتجاجات وأزالت تمثالا آخر له في إحدى ساحاتها العامة. وتعرض تمثال الصحافي الإيطالي الشهير إندرو مونتانيلي للتخريب وطلي بطلاء أحمر على يد مجهولين في حديقة تحمل اسمه أيضاً في ميلانو. وسحب المحتجون في بريطانيا، تمثال تاجر الرقيق "إدوارد كولستون" في القرن السابع عشر ودحرجته في الشوارع قبل إلقائه في نهر آفون. نصب تذكاري لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل على ساحة البرلمان على خلفية برج بيغ بين في لندن، إنجلترا ولا تزال هناك مطالبات بإزالة تمثال سيسيل جون رودس أحد مهندسي التوسع الاستعماري البريطاني في أفريقيا الجنوبية الموجود في جامعة أوكسفورد.ويستهدف محتجون تحطيم تمثال لونستون تشرشل الذي لطخوه بالدهان، الأمر الذي وصفه رئيس الوزراء بوريس جونسون بأنه "مخزٍ وسخيف". وفي نيوزيلندا أزالت السلطات في مدينة هاميلتون تمثالًا برونزيًا للكابتن جون فاين تشارلز هاميلتون المتهم بقتل شعب الماوري الأصلي في ستينيات القرن التاسع عشر