ما هو التبويض؟ وما هي فترة الخصوبة لدى كل امرأة؟ كيف يحدث التبويض؟ وكيف تحسبين الوقت المثالي لحدوث الحمل؟ إليك الأجوبة عن كل الأسئلة التي قد تراودك حول هذا الموضوع وفق ما ورد في مجلة Today's Parent الكندية. ما هو التبويض؟ وكيف تحدث الدورة الشهرية؟ التبويض هو مرحلة من مراحل الدورة الشهرية يتم خلالها إنتاج بويضة ناضجة من أحد المبيضين (أو أكثر في بعض الحالات) في الجهاز التناسلي الأنثوي، إذ تسافر هذه البويضة من المبيض عبر قناة تدعى قناة فالوب لتستقر في الرحم بعد ذلك. تصبح بطانة الرحم أكثر سمكاً استعداداً للحمل بعد التبويض، وفي حال خُصبت تلك البويضة (عن طريق حيوان منوي) تستقر البويضة المخصبة في بطانة الرحم الغنية بالمغذيات. أما في حال مضت فترة تتراوح ما بين 12 إلى 24 ساعة دون أن يحدث التخصيب، تزول بطانة الرحم التي كانت تتأهب لاستقبال البيضة المخصبة وتحدث بذلك الدورة الشهرية. ما هي أكثر الأيام خصوبةً لديَّ؟ تكون الخصوبة في أوجها لدى أغلب السيدات في الأيام الخمسة السابقة للتبويض ويوم التبويض نفسه. وقد تختلف دورة التبويض من شخص لآخر، لكن عادة ما يحدث التبويض قبل 14 يوماً من بداية الدورة الشهرية. ما هي الفترة المثالية لحدوث الحمل؟ من الصعب تحديد موعد إطلاق البويضة بالضبط، لكن في ضوء أن الحيوانات المنوية تستطيع البقاء في الرحم إلى ما يصل لسبعة أيام بعد ممارسة الجنس، فإن الرهان الأفضل لحدوث الحمل هو ممارسة الجنس بانتظام من اليوم 11 إلى اليوم 16 (بحيث أن اليوم 1 هو أول أيام الدورة الشهرية). كيف أعرف أنني في فترة التبويض؟ تدعي بعض النساء أنهن يستطعن الشعور بفترة التبويض إذ يشعرن بألم في الظهر وشد عضلي في أحد جانبي الجسم. إن كانت الدورة الشهرية منتظمة فعلاً لديك، فسيحدث التبويض في الوقت نفسه كل شهر تقريباً. لكن، إن كنت توقفتِ لتوِّك عن تناول أقراص منع الحمل، فقد يستغرق الأمر بضعة أشهر لمعرفة دورة التبويض لديك. تعتمد بعض السيدات على اختبارات التنبؤ بالتبويض (يمكنك العثور عليها في الصيدليات بالقرب من اختبارات الحمل)، أو يراقبن تغيرات مخاط عنق الرحم (يتغير من الجفاف إلى الرطوبة والشفافية عندما يكون التبويض وشيكاً)، أو يتابعن درجة حرارة أجسادهن القاعدية، وهذا يعني قياس درجة الحرارة عن طريق الفم في أثناء راحة الجسم. باستخدام مقياس لدرجة حرارة الجسم القاعدية (يكون أكثر دقة من المقياس العادي)، سجلي قياس الحرارة يوميّاً كل صباح قبل النهوض من السرير. تشير الحرارة المرتفعة نسبيّاً (بمعدل 0.5 إلى 0.8 درجة) إلى أن التبويض قد حدث في خلال ال12 إلى 24 ساعة الماضية. بعد عدة شهور من مراقبة درجة الحرارة، ستكونين قادرة على معرفة نمط جسدك بصورة أفضل، وستكونين قادرة على التنبؤ بالأيام التي تزيد فيها الخصوبة، وأفضل الأيام لممارسة الجنس بدقة أكثر. وهناك أيضاً رسومات بيانية وتطبيقات يمكن استخدامها لمراقبة الحرارة عبر فترة زمنية. هل من الممكن حدوث حمل أثناء الدورة الشهرية؟ نعم. حدوث الحمل أثناء الدورة الشهرية ليس أمراً مرجحاً ولكنه ممكن. إذ تستطيع الحيوانات المنوية البقاء في قناتي فالوب لخمسة أو ستة أيام. وإن كانت لديك دورة تبويض قصيرة (نحو 22 يوماً بدلاً من 28 يوماً) أو كانت الدورة الشهرية تستمر لفترة طويلة وكنت تمارسين الجنس في آخر أيامها، فمن الممكن أن ينجو الحيوان المنوي حتى موعد إطلاق البويضة التالية. ومن المهم أيضاً ملاحظة أن بعض السيدات قد يعانين من النزف في منتصف دورة التبويض، وقد يعتقدن إنه الدورة الشهرية. تذكري أنه في حال كنتِ لا تستخدمين وسيلة لمنع الحمل بعد عدة سنوات من استخدام الوسائل الهرمونية، فقد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تنتظم الدورة الطبيعية وحتى تستطيعي معرفة طبيعة جسدك. ما فرص حدوث الحمل كل شهر؟ تعتمد إحصائيات حدوث الحمل شهريّاً على العمر الذي تحاول فيه المرأة الحمل. كلما كان عمرك أصغر، زادت احتمالية الحمل لديك، إذ تتمتع المرأة التي تبلغ من العمر 25 عاماً أو أقل بفرصة للحمل مع كل دورة تبويض تتراوح من 20% إلى 25%، وتنخفض الإحصائيات من هنا بالتدريج. بحلول سن الثلاثين، تكون فرصة الحمل 15% شهرياً، وبحلول سن 35 تكون الاحتمالات أقل من 10%. عادة ما تُنصح السيدات بزيارة طبيب متخصص إن لم تكن نتيجة اختبارات الحمل إيجابية بعد مرور 12 شهراً من ممارسة الجنس في المواعيد الدقيقة. لكن بعض الأطباء يعتقدون أن على تلك النساء الخضوع لفحص طبي دقيق بعد المحاولة لستة أشهر فقط. ويتعين على السيدات اللاتي تخطين 35 عاماً أو المعرضات لمخاطر انعدام الخصوبة؛ مثل حالات وجود تاريخ عائلي لمرض التهاب بطانة الرحم، أو العدوى المنتقلة جنسيّاً، أو تاريخ عائلي لسن اليأس المبكر طلب المساعدة بعد ستة أشهر من المحاولة بالتأكيد. كما يجب على السيدات اللاتي يعانين من عدم انتظام الدورة الشهرية الرجوع إلى استشاري قبل محاولة الحمل حتى. كيف تعمل اختبارات التبويض؟ تُعتبر اختبارات التبويض أو ال "OPKs"، طريقة سهلة تمكن السيدات من تتبع مواعيد التبويض المحتملة لديهن. تعمل الأنواع العادية عن طريق محاولة الكشف عن اندفاع الهرمون المنشط للجسم الأصفر (LH) في البول، والذي يحدث بالتزامن مع التبويض. ويتوقع أن يحدث التبويض في خلال 24 إلى 36 ساعة من اندفاع الهرمون، لذلك عليك البدء في عمل الاختبارات في الأيام السابقة للموعد المتوقع للخصوبة حتى لا تفوتك فترة الخصوبة. وتعمل الاختبارات المتطورة أيضاً على قياس مستويات هرمون الإستروجين لمساعدتك على تحديد أفضل الأوقات لممارسة الجنس. قد تكون اختبارات التبويض بواسطة البول بذات دقة اختبارات الدم للكشف عن الهرمون المنشط للجسم الأصفر. ومع ذلك، قد تواجه السيدات اللاتي تعانين من عدم انتظام الدورة الشهرية، مثل المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أو قلة مخزون المبايض، أو ارتفاع مستوى القيمة القاعدية للهرمون المنشط للجسم الأصفر صعوبة في استخدام تلك الاختبارات، إذ يمكن أن يحصلن على نتائج إيجابية خاطئة. بالنسبة لأولئك السيدات، يُعتبَر تتبع مستوى الهرمون إلى جانب متابعة الجُريبات بالموجات فوق الصوتية طريقة دقيقة أكثر للكشف عن التبويض. هل من الطبيعي الشعور بألم أثناء التبويض؟ ألم التبويض هو ألم في منتصف الدورة ويحدث في جانب واحد من الجسم في وقت قريب من حدوث التبويض. والشعور بهذا الألم شائع إلى حدٍّ ما، ومن الممكن أن يكون خفيفاً أو حادّاً، ويمكن أن يستمر لفترة تتراوح من عدة دقائق إلى 24 ساعة. عادة ما يكون هذا الألم خفيفاً، ويمكن التغلب عليه بتناول المسكنات التي تُصرف بدون وصفة طبية. ولكن، بعض السيدات يختبرن ألماً أقوى وقد يحتجن إلى استشارة طبيب. ليست هناك إجابة محددة لسبب حدوث الألم. البعض يعتقدون أنه بسبب تضخم البويضة قبل إطلاقها، في حين يفترض آخرون أن هذا الشعور بعدم الراحة يرتبط بالنزيف المنتظم الذي تختبره المرأة في مبيضها وقت التبويض. لكن، إن كان الألم حادّاً أو تتزايد حدته بما يؤثر على الأنشطة اليومية، وكان لا يستجيب للمسكنات التي يمكن صرفها دون وصفة طبية، فلا بد من التحقق من الأمر. حاولي الاحتفاظ بالمعلومات الخاصة بالدورة الشهرية وتسجيل موعد الشعور بالألم شهرياً. فمن شأن هذه المعلومات -إلى جانب الفحص وغيره من الاختبارات التشخيصية- مساعدة طبيبك في تحديد ما إذا كان هناك سبب آخر للألم. اطلبي المساعدة الطبية فوراً إن استمر الألم لفترة أطول من يوم وإن اصطحبته حمى، أو قيء، أو ألم أثناء التبول. ما العلاقة بين التبويض ودرجة الحرارة؟ تراقب عدة نساء درجة حرارة أجسادهن القاعدية في محاولة لتحديد أفضل وقت لممارسة الجنس في كل دورة، وهذا يعني أن عليهن قياس درجة الحرارة قبل النهوض من السرير كل صباح لتتبع التغيرات الطفيفة في درجة الحرارة. تتراوح القيمة القاعدية لدرجة حرارة المرأة في غير وقت التبويض من 36.2 إلى 36.5 درجة، ولكن درجة الحرارة القاعدية ستنخفض في يوم ثم ترتفع عنه في اليوم التالي بالقرب من وقت التبويض. (بعض السيدات قد لا يحدث لهن أي انخفاض في درجة الحرارة. فقد ترتفع درجة الحرارة قليلاً -بأقل من نصف الدرجة تقريباً- عند التبويض. إن كانت درجة حرارتكِ مرتفعة ارتفاعاً طفيفاً لأكثر من ثلاثة أيام، يمكنكِ افتراض أن التبويض قد حدث). والتحليل النظري لهذا هو أن البويضة قد انطلقت في وقت انخفاض درجة الحرارة. بعد التبويض، يطلق الجسم الأصفر هرموناً يعرف بالبروجسترون، وهو يعمل مع الغدة النخامية -التي تعتبَر ضابط درجة حرارة الجسم- على رفع درجة حرارة الجسم. ولكن هذه الطريقة تساعد السيدات على تحديد موعد التبويض فقط بعد حدوثه، وارتفاع درجات الحرارة بعد التبويض يحدث متأخراً جدّاً عن الوقت المناسب لممارسة الجنس. هذا، وستظل قراءات درجة الحرارة اليومية مرتفعة حتى قبل الدورة الشهرية مباشرة. وفي حالة الحمل، ستبقى درجات الحرارة مرتفعة لفترة طويلة بعد مرور اليوم 14، وهو الموعد الطبيعي لحدوث الدورة الشهرية. كيف تحسبين موعد ولادتك؟ يقول الجميع إن فترة الحمل تستمر لتسعة أشهر، ولكنها في الواقع 40 أسبوعاً أي ما يعادل نحو عشرة أشهر. في العموم، يستغرق نمو الطفل وحمله نحو 280 يوماً، لكن من الصعب تحديد يوم الحمل بالضبط (إذ يمكن للحيوانات المنوية أن تبقى في الجهاز التناسلي لبضعة أيام بعد ممارسة الجنس). أيضاً فترة الأربعين أسبوعاً هي فترة متوسطة، فيستمر الحمل في بعض الأطفال إلى 42 أسبوعاً قبل ولادتهم. ويتضمن الأربعون أسبوعاً الأسبوع الذي حدثت فيه آخر دورة شهرية والأسبوع الذي حدث فيه التبويض. وهكذا، إذا دخلت في المخاض في موعد الولادة المحدد لك، ستكون فترة الحمل في طفلك 38 أسبوعاً فقط. يستخدم العديد من الأطباء طريقة حسابية بعض الشيء: احسبي سبعة أيام من بداية آخر دورة شهرية واطرحي ثلاثة أشهر. (على سبيل المثال، إن كانت آخر دورة شهرية لك يوم 1 مارس، أضيفي 7 أيام للوصول إلى 8 مارس، ثم ارجعي إلى الخلف ثلاثة أشهر، 8 فبراير، 8 يناير، 8 ديسمبر. إذاً 8 ديسمبر هو موعد ولادتك المتوقع). حتى إن كنت تعتقدين أنك تعرفين متى حدث الحمل بالضبط، فإن بعض الأطباء يفضلون تحديد التاريخ بأشعة الموجات فوق الصوتية التي تساعدهم على قياس عمر الطفل في فترة الحمل. في وقت مبكر من أشهر الحمل الثلاثة الأولى، يمكن للطبيب استخدام أداة مهبلية تشبه العصا إذا كان الرحم عميقاً في الحوض أو إذا كانت السيدة تعاني من زيادة الوزن، وهذا للحصول على صورة للجنين الصغير جدّاً (يبدو الجنين في هذه المرحلة أشبه بنقطة صغيرة أو حبة فاصوليا). ولكن عادةً، تجرى أشعة الموجات فوق الصوتية على البطن.