كتبت صحيفة "The Hill" الأمريكية، المقربة من الكونغرس، أن المغرب اتخذ بقيادة السلطان محمد الخامس، موقف بطوليا وانسانيا متمثلا في حماية اليهود من نظام فيشي الفرنسي التابع للنازية الألمانية. وأشارت الصحيفة على لسان الكاتب اليهودي المعروف، ميناشيم جيناك بعنوان " "في خضم ارتفاع معاداة السامية، دعنا نتذكر كيف أنقذ المغرب يهوده"، as-anti-semitism-increases-lets-remember-how-morocco-saved-its-jews الى جملة شهيرة للسلطان محمد الخامس ردا على محاولة الاستعمار الفرنسي بقيادة فيتشي بدفع السلطان نحو تغيير معاملته لليهود وتسليمهم وفق ما تقوم به الأنظمة التابعة للنازيين، ليرد الراحل محمد الخامس بالقول : "لا يوجد يهود في المغرب، يوجد فقط المواطنون المغاربة"، مردفا بالقول :لا أوافق على الإجراءات الجديدة المعادية للسامية، وأرفض أن أضم صوتي لإجراءات أرفضها، وأكرر ما قلته سابقا بأن اليهود تحت حمايتي، ولا أقبل أي تمييز بين شعبي". وأكدت الصحيفة الامريكية أن " هذا الموقف الذي اتخذه السلطان المغربي محمد الخامس، جاء في وقت انساق جل الحكام الأخرين وراء إجراءات النازيين بسبب ميولهم نحو معاداة السامية، في حين وقف محمد الخامس في موقف الداعم لليهود ولعب دوره بشكل صارم وجدي كأمير للمؤمنين، سواء مسلمين أو يهود أو مسيحيين"، مشيرة الى أن في عهد نظام فيشي التابع للنازية الألمانية، لم يتم ترحيل أو قتل أي يهودي مغربي". وتحدث اليهودي، ميناشيم جيناك عن كيفية نجاة والداه من الهلاك بعد فرارهم من بلجيكا نحو الدارالبيضاء، قبل أن يتوجها بعد ذلك إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية"، مبرزا ان " الدارالبيضاء كانت بمثابة منقذ لوالديه خلال الحرب العالمية الثانية"، ليتحدث أيضا عن لقاء جمعه بهيلاري كلينتون، وأخبرته أنها عادت مؤخرا من رحلة إلى المغرب، وسألته إن كان واعيا بالدور التاريخي الهام الذي لعبه ذلك البلد لصالح اليهود، فكان رده، حسب مقاله، بأن أسرته هي واحدة من الأسر اليهودية التي استفادت من ذلك الدور التاريخي، وأخبرها بأنه سيتوجه إلى المغرب قريبا"، قبل أن تخلص الصحيفة الى أن " الدور التاريخي الذي لعبه المغرب لحماية يهوده، هو حدث يجب أن يتم الاحتفال به وعمل انساني بطولي لا ينسى". يتوفر المغرب أيضًا على أكبر مسجد خارج مكة والمدينة، ويتسع لأكثر من 100000 من المصلين. تشيد بنية المسجد بالأديان الإبراهيمية – المسيحية واليهودية والإسلام، كما أن الدستور المغربي يشير في ديباجته الى "التأثيرات العبرية"، التي غذت تاريخ وتراث المملكة وأغنته، كما تصر المملكة على أن تكون المساجد مكانًا للصلاة، ومحاربة التعصب والتطرف، وليس فضاء للسجال السياسي. وختم الكاتب اليهودي مقاله بالقول: عندما سافرت من الدارالبيضاء إلى مراك ، ورأيت المناظر الطبيعية تتغير من السهول الخضراء ، إلى الصحراء، إلى قمم جبال الأطلس المغطاة بالثلوج ، لم أستطع إلا أن أعتقد أن تنوع المشهد كان بمثابة استعارة ل تنوع وتنوع سكان المغرب. لكن إلى جانب جمالها الطبيعي ، فإن ما يلفت النظر في المغرب هو الاعتدال والتسامح. كأمة إسلامية تحترم أقلياتها الدينية ، يجب الاحتفاء بتاريخها في إنقاذ يهودها.